محطات في الصراع اليمني: 2015-2018
أعلن المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيثس أن العملية السياسية ستستأنف بين الأطراف يوم الخميس، 6 ديسمبر في السويد، أملا في وضع حد لصراع عنيف دفع المدنيون ثمنا باهظا له منذ أكثر من ثلاث سنوات. كيف مرت هذه الأعوام على اليمن، كيف تدهور الوضع متجسدا في الزيادة الهائلة للجوعى والنازحين والقتلى والجرحى؟
من منظور الجهود الإنسانية والسياسية والثقافية التي بذلتها الأمم المتحدة من أجل اليمن، نستعرض معكم بعض أبرز محطات الأعوام الثلاثة الماضية.
تصاعد الصراع في اليمن في مارس/آذار 2015 بعد أن تمت الإطاحة بالحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي في 22 يناير/كانون الثاني من ذلك العام، وتبع ذلك تدخل حملة عسكرية من 10 دول بقيادة السعودية.
في الحادي والثلاثين من مارس/آذار حذر مفوض الأمم المتحدة السامي السابق لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين من أن "الوضع في اليمن على وشك الانهيار".
وأبدى القلق البالغ إزاء تدهور وضع حقوق الإنسان في البلاد منذ 22 يناير/كانون الثاني 2015.
وفي كلمته أمام القمة العربية في شرم الشيخ في الشهر نفسه، أكد الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون أن المفاوضات التي ييسر إجراءها مستشاره الخاص المعني باليمن جمال بن عمر، تظل الفرصة الوحيدة لمنع إطالة أمد الصراع.
وأبدى أمله في أن يضع القادة العرب إرشادات واضحة لحل الأزمة في اليمن بشكل سلمي.
في الأسبوع الأخير من شهر مارس 2015 قتل 62 طفلا على الأقل وأصيب 30 بجراح في اليمن. ووجهت اليونيسف نداء لحماية الأطفال من العنف المتصاعد.
ومع بدء تصعيد القتال حثت منظمة اليونسكو جميع الأطراف على حماية التراث الثقافي في اليمن، الذي قالت إنه فريد من نوعه إذ يعكس قرونا من تبادل الفكر والحوار الإسلامي الثري.
في أوائل أبريل/نيسان دعت المنسقة السابقة للأمم المتحدة للإغاثة الطارئة فاليري آموس جميع الأطراف المعنية للوفاء بالتزاماتها وبذل قصارى جهدها لحماية النساء والأطفال والرجال من تداعيات الصراع.
وأشارت التقارير الواردة من الشركاء في المجال الإنساني في أجزاء مختلفة من البلاد إلى أن نحو 519 شخصا قتلوا فيما أصيب 1,700 بجروح في الأسبوعين الأخيرين من مارس، بينهم أكثر من تسعين طفلا.
وجددت الأمم المتحدة دعوتها للأطراف المتنازعة بعدم استهداف المدنيين.
وبدأت منظمة الصحة العالمية في الاستجابة للاحتياجات الصحية العاجلة، في ظل النقص المستمر في الأدوية والمستلزمات الطبية وتضرر المنشآت الطبية.
وناشدت كل الأطراف عدم إقحام المنشآت الصحية في الصراع.
وأشارت اليونيسف إلى تقديرات تشير إلى مقتل 74 طفلا وإصابة 44 بتشوهات منذ بداية تصعيد الصراع. وقالت، في ذلك الوقت، إن الأرقام الحقيقة أعلى بكثير، محذرة من أن الأطفال يدفعون ثمنا باهظا للصراع. وحذرت من انعدام الأمن الغذائي وتأثيره على الأطفال.
ومنذ ذلك الوقت والأمم المتحدة تدعو وتناشد من أجل حماية المدنيين، وحل الصراع بشكل سلمي.
الأمين العام السابق بان كي مون شدد على ضرورة ألا يسمح للأزمة الداخلية في اليمن بالتحول إلى صراع إقليمي طويل.
منسق الشؤون الإنسانية في اليمن: الوضع الإنساني يزداد سوءا كل ساعة
في منتصف أبريل 2015 أعرب جمال بن عمر المستشار الخاص لأمين عام الأمم المتحدة المعني باليمن، عن رغبته في الانتقال إلى مهمة جديدة. وكان بن عمر قد أمضى أربع سنوات في منصبه، عمل خلالها عن قرب مع اليمنيين بهدف تحقيق تطلعاتهم المشروعة في التحول الديموقراطي.
وبالنيابة عن الأمين العام، قام بن عمر بوساطة لإنجاز اتفاق نقل السلطة في نوفمبر 2011، ويسر الاختتام الناجح لمؤتمر الحوار الوطني الشامل في يناير 2014 بعد عشرة أشهر من المشاورات، كما لعب دور الوسيط في اتفاقية السلم والشراكة في سبتمبر 2014.
وفي أواخر أبريل نيسان أبلغ بن عمر مجلس الأمن بأن المطالب التي تضمنها القرار 2216 للحوثيين والأطراف الأخرى لم تلق استجابة وأن رقعة الحرب قد اتسعت، وباتت مواجهة شاملة تتدافع فيها أجندات داخلية وإقليمية.
وقال بن عمر إن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية انهيار العملية السياسية في اليمن.
وعُين الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثا خاصا للأمين العام لليمن.
ولد الشيخ أحمد يبدأ اول زيارة له إلى اليمن.
اليمن: منظمة الصحة العالمية تحذر من انهيار وشيك لخدمات الرعاية الصحية
وخلال الشهر الأول من تصعيد الصراع قتل 1080 شخصا وأصيب أكثر من 4300 بجراح.
في أواخر مايو 2015 ذكر برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من 10 ملايين يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن اليمن يستورد 90 % من احتياجاته الغذائية.
اليونيسف: ملايين الأطفال في اليمن معرضون لمخاطر الإصابة بالأمراض وسوء التغذية
الأمم المتحدة تطلق خطة استجابة إنسانية معدلة لإنقاذ اليمن من كارثة وشيكة
في الخامس من حزيران/يونيه 2015 ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من مليون شخص أجبروا على النزوح في أنحاء اليمن، فيما قتل أكثر من 2200 شخص نصفهم من المدنيين منذ تصعيد الصراع في السادس والعشرين من مارس 2015. كما ارتفع عدد المحتاجين إلى المساعدات إلى 20 مليونا.
مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لبحث الوضع في اليمن بعد انهيار الهدنة.
أعلنت اليونسكو، في تموز/يوليه خطة عمل طارئة للحفاظ على التراث الثقافي اليمني، للتعامل مع التهديدات المتواصلة الناجمة عن النواع.
وبعد أشهر من تصاعد الصراع حذرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالحق في الغذاء، هلال إلفر، من أزمة غذائية حادة في اليمن، وحذرت من التجويع المتعمد للمدنيين.
وأشارت إلى أن "أكثر من 12.9 مليون شخص في اليمن يعيشون الآن دون الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك ستة ملايين يعانون من خطر المجاعة".
الأسلحة المتفجرة في اليمن تقتل وتصيب ما يقرب من 4500 مدني في الأشهر السبعة الأولى من 2015.
بنهاية عام 2015 وصل عدد المحتاجين إلى المساعدة الغذائية الطارئة للبقاء على قيد الحياة في اليمن إلى 7.6 مليون شخص. وفي إحاطة أمام مجلس الأمن قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن النظام الصحي يشرف على الانهيار.
في الذكرى السنوية الأولى للصراع أصدرت منظمة الـيونيسف تقريرا حذرت فيه من أن أطفال اليمن على حافة الهاوية في ظل مخاطر فشل الدولة في أداء مهامها.
عام من الصراع في اليمن يعرض حياة 3.4 مليون امرأة في سن الإنجاب للخطر.
الأمين العام يعرب عن تقديره لدعم الكويت لمحادثات السلام اليمنية
في الكويت أعلن إسماعيل ولد الشيخ أحمد خارطة طريق تتضمن تصورا عمليا لإنهاء النزاع وعودة اليمن إلى مسار سياسي سلمي، يتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية.
في أغسطس/آب عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الأطفال والصراعات المسلحة، تحدث فيها أمين عام الأمم المتحدة السابق بان كي مون الذي تطرق إلى أوضاع الأطفال في عدة مناطق منها اليمن.
وقال "في اليمن، قتل أو شوه ستة أضعاف عدد الأطفال في عام 2015 مقارنة بالعام الذي قبله - وتم تجنيد خمسة أضعاف للمشاركة في القتال.
وأوضح بان كي مون أن تقريره السنوي حول محنة الأطفال في الصراع المسلح قد واجه اعتراضات. وأجبر على اتخاذ قرار صعب وهو إزالة قوات التحالف التي تقودها السعودية من التقرير، في انتظار نتائج الاستعراض.
وأشار إلى أنه أجرى محادثات مع المملكة العربية السعودية على أعلى مستوى ممكن، بما في ذلك اجتماعات في نيويورك مع ولي ولي العهد ووزير الشؤون الخارجية، حيث أعرب عن مخاوفه الجدية حول الوضع على الأرض والأثر المدمر على الأطفال.
مفوض حقوق الإنسان يوصي بإنشاء هيئة دولية مستقلة لإجراء تحقيقات شاملة في اليمن
في أكتوبر/تشرين الأول وصل عدد حالات الإصابة المحتملة بالكوليرا في اليمن إلى أكثر من 500 وأفادت التقارير بوفاة 13 شخصا بسبب أعراض الإسهال الحاد. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها من تفشي وباء الكوليرا بسبب الظروف التي يشهدها اليمن، وهو أمر حدث بالفعل فيما بعد.
إدانة دولية لقصف في اليمن أدى إلى مقتل وإصابة المئات.
في نهاية عام 2016 سجل عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الوخيم في اليمن بنسبة 200% منذ عام 2014، ليصل العدد إلى حوالي 2.2 مليون طفل.
في نهاية عام 2017، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم بالكوليرا في اليمن تخطى المليون، فيما وصلت عدد الوفيات المرتبطة بالمرض إلى أكثر من ألفين ومئتين.
في بداية عام 2018 وصل عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية إلى عدد غير مسبوق بلغ 22.2 مليون شخص، بزيادة 3.4 مليون عن عام 2017.
مولد أكثر من ثلاثة ملايين طفل في اليمن منذ تصاعد الصراع قبل نحو 3 أعوام
وفي اليوم الأخير في منصبه، في الثامن والعشرين من فبراير/شباط، أكد المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عدم وجود حل عسكري للصراع. وقال إن جميع الأطراف اليمنية مسؤولة عن عدم التوصل إلى حل بطريقة أو بأخرى.
وعين البريطاني مارتن غريفيثس مبعوثا خاصا لليمن. وقدم أول إحاطة له لمجلس الأمن الدولي في السابع عشر من أبريل/نيسان.
الأمين العام يدين بشدة عمليات قصف جوي في اليمن أودت بحياة أكثر من 50 مدنيا
في أواخر عام 2018 قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن المجاعة التي تلوح في أفق اليمن قد تكون الأسوأ في تاريخ العالم الحديث، حيث قد تعرض حياة ما يقدر بنحو مليونين من النساء الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين من سوء التغذية لخطر الموت.
وقبل ذلك حذر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية من مخاطر حدوث مجاعة وشيكة في اليمن تسفر عن خسارة هائلة في الأرواح، قائلا "إننا نخسر الحرب ضد المجاعة في اليمن".
مسؤولو الأمم المتحدة يحثون مجلس الأمن على استخدام نفوذه لإنهاء الصراع في اليمن