منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعو إلى تعزيز حماية الأطفال أثناء الصراعات المسلحة

مدرسة مؤقتة في مخيم في منطقة ديفا، الأكثر فقرا في النيجر. المصدر: اليونيسف / سيلفان شيركوي
مدرسة مؤقتة في مخيم في منطقة ديفا، الأكثر فقرا في النيجر. المصدر: اليونيسف / سيلفان شيركوي

الأمم المتحدة تدعو إلى تعزيز حماية الأطفال أثناء الصراعات المسلحة

في كلمته في جلسة النقاش المفتوح التي عقدها مجلس الأمن بشأن الأطفال والصراعات المسلحة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن المشهد الأمني العالمي لا يزال يتغير بصورة هائلة - ما عدا الواقع المرير الذي لا يتغير وهو أن الأطفال ما زالوا يدفعون ثمنا باهظا في زمن الحرب، داعيا إلى بذل كل الجهود الممكنة لحمايتهم.

وأشار إلى استهداف الفتيان والفتيات مباشرة "يتم تجنيدهم وتعذيبهم أو تشويههم أو سجنهم وتجويعهم وتعريضهم للاعتداء الجنسي وقتلهم. يتم تدمير منازلهم ومدارسهم. في أماكن مثل العراق ونيجيريا والصومال وجنوب السودان وسوريا واليمن، يعاني الأطفال من جحيم لا يطاق. وفي كثير من الحالات، يزداد الوضع سوءا."

وأضاف، "قتل الآلاف من الأطفال السوريين منذ بداية النزاع. و ملايين آخرون مصابون بصدمات نفسية. في العام الماضي، سجلت أفغانستان أعلى معدل من الضحايا من الأطفال منذ عام 2009. وسجلت الصومال، ارتفاعا في معدل الانتهاكات بنسبة 50 في المائة 2014-2015. وفي جنوب السودان، لا يزال الأطفال يدفعون الثمن الباهظ لفشل القادة في الالتزام بالسلام."

وقال "في اليمن، قتل أو شوه ستة أضعاف عدد الأطفال في عام 2015 مقارنة بالعام الذي قبله - وتم تجنيد خمسة أضعاف للمشاركة في القتال. ولا يزال العنف يودي بحياة الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين. وقد دعا تقريري الأخير إسرائيل إلى ضمان المساءلة. ولا يزال الوضع خطيرا."

وشدد على أهمية التصدي للأسباب الجذرية للتشريد بشكل عاجل، وفي الوقت نفسه، مواجهة هذه الأزمة.

وأوضح بان كي مون أن تقريره السنوي حول محنة الأطفال في الصراع المسلح قد واجه اعتراضات. وأجبر على اتخاذ قرار صعب وهو إزالة قوات التحالف التي تقودها السعودية من التقرير، في انتظار نتائج الاستعراض.

وأشار إلى أنه أجرى محادثات مع المملكة العربية السعودية على أعلى مستوى ممكن، بما في ذلك اجتماعات في نيويورك مع ولي ولي العهد ووزير الشؤون الخارجية، حيث أعرب عن مخاوفه الجدية حول الوضع على الأرض والأثر المدمر على الأطفال.

وأضاف، "ومنذ ذلك الحين تلقيت معلومات عن التدابير التي اتخذها التحالف لمنع ووضع حد للانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال. لا يزال لدي مخاوف قوية جدا حول حماية الأطفال اليمنيين الذين يجب أن يأتوا في المقام الأول. لأكن واضحا: التقرير ومرفقاته قد يسبب عدم الراحة، ولكن هذا ليس هدفا في حد ذاته. هدفنا هو حماية الأطفال المعرضين للخطر من خلال ضمان إحداث تغيير ملموس."

ومن جانبها أشارت ليلى زروقي الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة إلى تحقيق تقدم في الكثير من الأماكن على الرغم من أن الصورة العامة قد لا تبدو إيجابية. ولفتت إلى إلى بعض الإنجازات الرئيسية ومنها تسريح أكثر من 115 ألف طفل مرتبط بأطراف الصراعات، وتوقيع خمس وعشرين خطة عمل مع أطراف الصراع.

وتحدثت أيضا عن حملة (أطفال لا جنود) التي ساعدت في حشد الإجماع الدولي لمنع استخدام الأطفال في الصراعات.

وأشارت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة إلى لجوء بعض الحكومات بشكل متزايد لاستخدام الميليشيات لدعم قواتها.

"هذه الجماعات، عادة ما تفتقر إلى احترام أو حتى فهم القانون الإنساني الدولي. إن التقارير المتواصلة عن استخدام الأطفال وتجنيدهم من قبل هذه الجماعات تعد مصدرا آخر للقلق."

وقالت، "إن نجاحنا يعتمد على حيادنا ومصداقية الأدوات المتوفرة لنا، وعلى دعم المجتمع الدولي لعملنا. أود أن أجدد التأكيد على دعمي لزملائنا المتفانين على الأرض الذين يعملون بلا هوادة لتحقيق النتائج. وعلى الرغم من النجاحات على مر السنين، لا يمكن إنكار أن الصورة العامة للانتهاكات في حالات الصراعات المسلحة تثير القلق البالغ."

وبدوره دعا أنثوني ليك المدير التنفيذي لليونيسف جميع أطراف النزاع إلى الالتزام بحماية الأطفال من خلال تغيير ديناميكية الحروب، بما في ذلك: التوقف عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المكتظة بالسكان، والانضمام إلى حظر استخدام الألغام الأرضية والذخائر العنقودية. وتبادل المعلومات وإدراج الأحكام في اتفاقات وقف إطلاق النار واتفاقات السلام التي من شأنها الإسراع في إزالة الذخائر غير المنفجرة وتقديم التوعية بمخاطرها.

وأضاف، "علينا أن ندعوهم لحماية الأطفال ذوي الإعاقة خلال العمليات العسكرية وخطط الإخلاء. وكما هو الحال دائما، علينا أن نواصل الدعوة للسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها."

كما شدد على أهمية حماية النظام الصحي والتعليمي من خلال الحد من الهجمات على المدارس والمستشفيات حفاظا على مستقبل الأطفال.