منظور عالمي قصص إنسانية

بعد عام على اتفاق السلام في أفريقيا الوسطى، الأمين العام يدعو إلى الالتزام ببنوده

حفظة سلام من بعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى (MINUSCA) يقومون بدورية في بانجي، عاصمة البلاد.
Photo ONU/Catianne Tijerina
حفظة سلام من بعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى (MINUSCA) يقومون بدورية في بانجي، عاصمة البلاد.

بعد عام على اتفاق السلام في أفريقيا الوسطى، الأمين العام يدعو إلى الالتزام ببنوده

السلم والأمن

هنّأ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جمهورية أفريقيا الوسطى، بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاق السلام والمصالحة بين الحكومة والمجموعات المسلحة، إلا أنه أعرب عن قلقه إزاء بعض "التأخير" في تنفيذ الاتفاق وأدان استمرار العنف.

وكانت حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى قد وقعت  اتفاق السلام، في العاصمة السودانية الخرطوم، مع المجموعات المسلحة، التي تسيطر على غالبية المناطق في البلاد،  بمبادرة من الاتحاد الأفريقي، وذلك بعد أكثر من 10 أيام من المفاوضات الحثيثة.

وأشار الأمين العام، في رسالته بهذه المناسبة، إلى إحراز تقدّم منذ توقيع الاتفاق. إذ ساهم في الحدّ من العنف واعتُبر بداية لتسريح الجنود ونزع السلاح وإعادة الإدماج وإعادة نشر قوات الدفاع والأمن واعتماد مشاريع قوانين منصوص عليها في الاتفاق، إلا أنه دعا جميع الموقعين إلى احترام التزاماتهم وإشراك كافة مكونات الشعب في عملية السلام.

وقال السيّد غوتيريش "ستقدم بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا) الدعم اللازم لاستقرار البلاد وإجراء انتخابات 2020-2021 في غضون الموعد النهائي الدستوري."

* اقرأ أيضا: مجلس الأمن يجدد حظر التسليح المفروض على جمهورية أفريقيا الوسطى

ملايين الأطفال في خطر

وقد قرعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جرس الإنذار إزاء تعرّض حياة ملايين الأطفال في جمهورية أفريقيا الوسطى للخطر، بسبب استمرار العنف ونقص الطعام والرعاية الصحية والتعليم والماء والصرف الصحي.

وفي بيان، قالت ممثلة اليونيسف في أفريقيا الوسطى، كريستينا موهيجانا، إنه تم توثيق أكثر من 500 انتهاك صارخ لحقوق الطفل بين كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.

وأضافت:

"هذه فقط هي الحوادث الموثقة، أما الأعداد الحقيقية فهي بلا شك أعلى من ذلك بكثير، وفي حين أن من الصعب جدا تقدير عدد الأطفال المجندين، إلا أن هؤلاء الأطفال هم من بين الفئات الأكثر ضعفا في البلاد ويبقى مصيرهم مجهولا."

إشارات تبعث على الأمل

ورغم ذلك، أشارت ممثلة اليونيسف في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى وجود إشارات تبعث على الأمل، ومن بينها الالتزام الرسمي الذي قطعه عدد أكبر من المجموعات المسلحة لمنع الانتهاكات الصارخة ضد الأطفال.

وقالت موهيجانا "نرحب أيضا بجهود الدولة لتبني قانون وطني لحماية الطفل، سيكون أداة مهمة لضمان وتعزيز حماية أطفال أفريقيا الوسطى من جميع أشكال الانتهاكات لحقوقهم الأساسية، ومن بينها التجنيد واستغلالهم من قبل المجموعات والقوات المسلحة."

وكانت اليونيسف وشركاؤها قد أطلقوا حملة بعنوان "التحرك من أجل حماية الأطفال المتأثرين بالنزاع" في أيار/مايو الماضي. وقالت ممثلة اليونيسف "يوجد أيضا مشروع قانون أمام البرلمان بانتظار التبني، وإذا تم تبنيه فسيمثل القانون لحظة تاريخية لهذه الدولة من أجل حياة الأطفال اليوم وغدا."

معاناة من سوء التغذية

ويعاني الكثير من أطفال جمهورية أفريقيا الوسطى من سوء التغذية الحاد، وقالت ممثلة اليونيسف "رغم انخفاض عدد الحالات المصابة بسوء التغذية الحادّ بين الأطفال ممن هم أقل من خمسة أعوام عام 2019 مقارنة بعام 2018، هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود والاستثمار في تدابير وقائية طويلة الأمد للأمهات والأطفال."

يذكر أن الحرب الأهلية في أفريقيا الوسطى كانت قد اندلعت عام 1992، وأدت المواجهات بين المجموعات المسلحة إلى ارتفاع في معدلات العنف والجريمة، وأوقعت الكثير من الضحايا.