منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: تحسين أداء حفظة السلام مسؤولية جماعية تقع على عاتق مجلس الأمن والأمانة العامة والدول الأعضاء

قوات حفظ السلام في إقليم موبتي في وسط مالي خلال عملية عسكرية
MINUSMA/Gema Cortes
قوات حفظ السلام في إقليم موبتي في وسط مالي خلال عملية عسكرية

الأمين العام: تحسين أداء حفظة السلام مسؤولية جماعية تقع على عاتق مجلس الأمن والأمانة العامة والدول الأعضاء

شؤون الأمم المتحدة

عُقدت في المقر الدائم للأمم المتحدة الجمعة فعالية بعنوان "تحسين أداء حفظة السلام: عام على قرار مجلس الأمن 2436" المتعلق بعمليات حفظ السلام وتطبيق مبدأ المحاسبة مع تحقيق السلام والأمن العالمي.

وتأتي هذه الفاعلية بتنظيم مشترك من الولايات المتحدة والهند والسنغال وأوروغواي والبرتغال وفيتنام. وشارك فيها الأمين العام ومندوبو وسفراء الدول لدى الأمم المتحدة، إضافة إلى مسؤولين وممثلين أممين آخرين.

وشدد الأمين العام، أنطونيو غويترش، في كلمته على دور حفظة السلام في إحلال الأمن والاستقرار العالمي، قائلا "يمثل حفظة السلام الأمل الأخير والأفضل لملايين الناس حول العالم، بعضهم يعمل في بيئات شديدة الخطورة، مناطق على حافة الانفجار بسبب النزاعات، لا يمكن لنا أن ننسى خدماتهم وتضحياتهم."

مبادرة العمل من أجل حفظ السلام

وقال الأمين العام، إن المبادرة التي أطلقها في آذار/مارس من العام الماضي، "مبادرة العمل من أجل حفظ السلام"، جاءت استجابة لكل التحديات الماثلة أمام المجتمعات.

مثل حفظة السلام الأمل الأخير والأفضل لملايين الناس حول العالم -- الأمين العام

وتهدف المبادرة إلى إعادة تركيز عمليات حفظ السلام على الولايات المحددة، والتمتع بالقوة والأمان، وحشد الدعم للحلول السياسية وتجهيز القوات وتدريبها بشكل أفضل. "وتمثل هذه المبادرة الأجندة الأساسية لعملنا وكمحرك للتغيير جميع جوانب عمل قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام."

وأضاف السيّد غوتيرش أن "مبادرة العمل من أجل حفظ السلام تشدد على التزاماتنا المشتركة لتحسين أداء مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ونحن نرحب بكل فرصة للنظر في فعاليتنا بما في ذلك تلك المنصوص عليها في قرار 2436 بشأن تعزيز أداء حفظ السلام على جميع المستويات."

الولايات المتحدة: يجب محاسبة المتورطين

وقد أشادت كيلي كرافت، مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، بعمل قوات حفظ السلام، وإنقاذ الحياة التي تقوم بها البعثات ومساعدة المدنيين. وأضافت  أن "حفظة السلام من أهم الأنشطة التي تقوم بها الأمم المتحدة وأكثرها تأثيرا. تقدم الولايات المتحدة 1.7 مليار دولار لميزانية حفظ السلام، والولايات المتحدة أكبر داعم ثنائي للدول المساهمة بالقوات وأفراد الشرطة عبر العالم كل عام."

وأضافت كرافت أنه رغم تأييد عمل قوات حفظ السلام، إلا أنه يجري إخفاق في كثير من الأحيان في الامتثال للمعايير. "القوات تخضع إلى هجمات في الكونغو الديمقراطية، والأطفال، وأكرر مرة أخرى، الأطفال يعانون من الانتهاكات من طرف حفظة السلام الذين يُفترض أن يقوموا بحمايتهم في جمهورية أفريقيا الوسطى، والمدنيون يواجهون أوضاعا صعبة ولا يحظون بالحماية من قبل حفظة السلام في جنوب السودان."

وقالت المندوبة الأميركية إن سوء الأداء يؤثر في سمعة الأمم المتحدة والممثلين الخاصين بالأمين العام والدول المساهمة بالقوات والقوات أنفسهم، وأضافت "الأخطر من ذلك كله هو أن حياة البشر مهددة."

مبدأ المسؤولية والمحاسبة

من جانبه، قال الأمين العام "إننا نبذل قصارى جهدنا لتحسين المحاسبة وإنهاء العنف والاستغلال الجنسي عبر اتخاذ التدابير للاستجابة والتدخل الصارم، والتركيز على الضحايا والناجين."

وأكد غوتيرش أنه جعل من أولوياته وأولويات محامية حقوق الضحايا الالتقاء بالناجين، معربا عن ثنائه على قيام 103 دول أعضاء بالتوقيع على الميثاق الطوعي للقضاء على الاستغلال والاعتداء الجنسيين، ودعا سائر الدول إلى التوقيع عليه.

ودعا الأمين العام إلى محاسبة مرتكبي الأفعال غير القانونية بما يشمل الاستغلال الجنسي والاعتداء الجنسي، ومحاكمتهم ومعاقبتهم.

مسؤولية جماعية

تحسين أداء قوات حفظ السلام هي مسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف مجلس الأمن والأمانة العامة والقوات والدول الأعضاء -- الأمين العام

وأشار الأمين العام إلى أن تحسين أداء قوات حفظ السلام هي مسؤولية تقع على عاتق جميع الأطراف، وأضاف "تبدأ هذه المسؤولية في مجلس الأمن، وتحديد الولايات بشكل مناسب. ثم عبر الأمانة العامة، ومن خلالي أنا شخصيا كأمين عام. وفي الميدان، تقع المسؤولية على قوات الأمم المتحدة، والشرطة والطواقم المدنية، الجميع يضطلع بدور."

كما أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن المسؤولية تقع على عاتق الدول الأعضاء أيضا، بصفتهم ممولي القوات والشرطة والدول المضيفة وأعضاء الجمعية العامة وهم يمولون ويساهمون بتقديم الدعم لبناء القدرات.

تغيير على الأرض

وأعرب الأمين العام عن ارتياحه إزاء عمل قوات حفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطة والتقدم الذي أحرز، وقال "الفضل يعود إلى شراكتنا المعززة مع الاتحاد الأفريقي، إذ ساهمت مينوسكا في إبرام اتفاقية السلام مع العديد من المجموعات المسلحة، وهذا مكسب سياسي وأمني ملموس."

وأضاف الأمين العام أنه تم إدخال أنظمة وأدوات جديدة لتقييم أداء القوات في جميع مهمات حفظ السلام، وتشمل إجراء تقييم لوحدات الجيش والشرطة وتقييم أنظمة المستشفيات.

مشاركة المرأة

وقال الأمين العام إن تقدما أحرز في مجال مشاركة المرأة في قوات حفظ السلام، وتضاعف عدد الضابطات في الجيش منذ عام 2017 وبلغت نسبتهن 14.5%.

وفي جنوب السودان، ساهمت النساء العاملات في أنميس بتوعية المجتمعات وطواقم بعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقيا في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينسوكا) دعمن الجهود للتطرق إلى قضية العنف الجسدي في النزاعات.

323 حفظة سلام يخدمون في أنميس في جنوب السودان كمهندسين وطواقم طبية، حصلوا على ميداليات أممية على خدمتهم المتميزة باسم السلام
UNMISS
323 حفظة سلام يخدمون في أنميس في جنوب السودان كمهندسين وطواقم طبية، حصلوا على ميداليات أممية على خدمتهم المتميزة باسم السلام

أوروغواي: يجب فعل المزيد

وقال مندوب أوروغواي الدائم لدى الأمم المتحدة، كارلوس أمورين، إنه يمكن رؤية التحولات الإيجابية على الأرض بعد بدء العمل بأساليب جديدة للحد من المخاطر وعدم تعيين أشخاص لديهم تاريخ في العنف والاعتداء الجنسي.

إلا أنه أشار إلى ضرورة القيام بالمزيد "مع الأخذ بعين الاعتبار أن العنف والاعتداء الجنسيين يضرّ بأولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة ويقوّض قيم ومبادئ الأمم المتحدة ويسيء إلى سمعة النساء والرجال الذين يعملون بإخلاص وكرامة لتحقيق أهداف هذه المؤسسة."

قوات حفظ السلام ضحايا النزاعات

انخفض عدد القتلى من حفظة السلام من 58 عام 2017 إلى 27 عام 2018 و23 عام 2019 معظمهما في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي- مينوسما (22 قتيلا من أفراد بعثة مينوسما مقابل قتيل واحد في البعثات 12 الأخرى).

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، تعتمد بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونسكو) على مزيج من القواعد العسكرية والقوات المدنية لمنع والاستجابة للتهديدات التي تواجه المدنيين.

وأوضح الأمين العام أن التطورات الأخيرة في بني في الكونغو تبعث على القلق، لاسيّما بعد مقتل 100 من المدنيين على يد تحالف القوى الديمقراطية بعد سنوات من العنف المسلح، "وهو ما أشعل حالة من الإحباط المفهوم بسبب السلطات وبعثة مونسكو."

جوانب التغيير

وفي كلمته، أكد الأمين العام على الحاجة إلى إجراء بعض التعديلات والتحسينات على عمل قوات حفظ السلام، من بينها دعم البعثات في أكثر البيئات تحديا، وبناء قدرات أكبر لقوات حفظ السلام ليقوموا بولايتهم على أكمل وجه. وطالب بتحسين التواصل مع المجتمعات المضيفة والسكان في البلدان التي تعمل بها القوات، بالإضافة إلى وضع آليات مراجعة وتدريب للقوات.

ودعا الأمين العام إلى إزالة الحواجز عن مشاركة المرأة في البعثات وتمكينها من العمل في قوات حفظ السلام.

عن عمليات حفظ السلام

توجد حاليا 13 عملية حفظ سلام بقيادة قسم إدارة عمليات حفظ السلام. وتساعد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام البلدان على تجاوز المصاعب والانتقال من الصراع إلى السلام. وتتمتع البعثات بالشرعية، ومشاركة العبء، والقدرة على نشر القوات والشرطة من جميع أنحاء العالم، ودمجها مع قوات حفظ السلام المدنية لمعالجة مجموعة من الولايات التي حددها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وتشمل ولاية حماية المدنيين وحماية الأطفال والعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، ودعم المشاريع ذات التأثير السريع على المجتمعات.