منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج الأغذية العالمي: هايتي على شفا أزمة جوع مدمرة

مجموعة من النازحين تستضيفهم مدرسة في وسط مدينة بورت أو برنس، عاصمة هايتي.
© IOM/Antoine Lemonnier
مجموعة من النازحين تستضيفهم مدرسة في وسط مدينة بورت أو برنس، عاصمة هايتي.

برنامج الأغذية العالمي: هايتي على شفا أزمة جوع مدمرة

السلم والأمن

حذر برنامج الأغذية العالمي من أزمة الجوع المدمرة التي تشارف عليها هايتي، مع تعرض العمليات الإنسانية لخطر التوقف التام، حيث يحد انعدام الأمن المتفشي إمكانية الوصول إلى المجتمعات المحلية، فضلا عن نضوب تمويل الجهات المانحة.

وفي بيان أصدره اليوم الثلاثاء، قال البرنامج إنه تمكن من الوصول إلى ما يقرب من 300 ألف شخص في الأيام العشرة الأولى من شهر آذار/مارس، حيث قام بتقديم وجبات ساخنة حيوية، وتوزيع المواد الغذائية، ووفر تحويلات نقدية عبر الهاتف المحمول، إضافة إلى الوجبات في المدارس، مع احتدام القتال في جميع أنحاء العاصمة.

وأشار البرنامج إلى أن الاتفاقات الأخيرة بين هايتي وكينيا والتي تمكن من نشر مهمة دعم أمنية متعددة الجنسيات في هايتي تعتبر واعدة، لكن الفشل في معالجة أزمة الجوع في هايتي قد يؤدي في حد ذاته إلى تعريض الجهود الرامية إلى استعادة الأمن للخطر.

وقالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إن هايتي تحتاج إلى أكثر من مجرد قوات على الأرض، ويجب أن تقابل الجهود الرامية إلى استعادة القانون والنظام استجابة إنسانية فعالة بنفس القدر لتلبية الاحتياجات المتزايدة. وأضافت أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج بشدة إلى التمويل للاستجابة لهذه "الأزمة المنسية إلى حد كبير".

وأفادت ماكين بأن عمليات البرنامج الإنسانية في هايتي تسير على قدم وساق، حيث إن التمويل المخصص للوجبات الساخنة على وشك النفاد خلال أسبوعين، مؤكدة أنهم "بحاجة إلى تكثيف جهود المانحين اليوم حتى نتمكن من التصدي لموجة الجوع المتزايدة ووقف الانزلاق إلى الفوضى".

"خطوة واحدة من المجاعة"

وقال برنامج الأغذية العالمي إن عدد النازحين في هايتي ارتفع إلى أكثر من 362,000 شخص، كما فر أكثر من 35,000 شخص من منازلهم منذ بداية عام 2024. وأضاف أن أولئك الذين فروا للنجاة بحياتهم يجدون أنفسهم يحتمون في المدارس وساحات الكنائس ومواقع البناء، ويكافحون من أجل إطعام عائلاتهم.

وساعد برنامج الأغذية العالمي أكثر من 280,000 شخص منذ الأول من آذار/مارس، بما في ذلك تقديم 62,000 وجبة ساخنة إلى 14,000 نازح.

وقال جان مارتن باور، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في هايتي إن "هايتي تعد واحدة من أشد الأزمات الغذائية في العالم، حيث إن 1.4 مليون هايتي على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ولم تتم معالجة هذه الأزمة إلى حد كبير". وأكد باور أن برنامج الأغذية العالمي موجود على الأرض ويستجيب، "ولكننا بحاجة إلى الوصول المستمر والآمن لتقديم المساعدة للأشخاص الذين يحتاجون إليها".

ويهدف برنامج الأغذية العالمي إلى الوصول إلى 2.4 مليون شخص في عام 2024 من خلال المساعدات الطارئة، إذا سمحت الظروف الأمنية. ويعمل مع الحكومة لتوفير الوجبات المدرسية وتنفيذ برامج طويلة الأجل لمساعدة الهايتيين على إنتاج طعامهم.

ترحيب أممي

وفي تطور آخر، أفاد بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء بأن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش أحيط علما بالاتفاق الذي توصلت إليه أمس الاثنين الأطراف المعنية في هايتي بشأن ترتيبات الحكم الانتقالي، بما في ذلك إنشاء مجلس رئاسي وتعيين رئيس وزراء مؤقت. وأضاف بيان المتحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام أحيط علما أيضا بإعلان رئيس الوزراء أرييل هنري أنه سيستقيل فور تشكيل المجلس الرئاسي الانتقالي.

وأعرب الأمين العام عن تقديره للمجموعة الكاريبية والشركاء الدوليين الآخرين لتسهيل التوصل إلى حل للأزمة السياسية في هايتي. ودعا جميع أصحاب المصلحة الهايتيين إلى التصرف بمسؤولية واتخاذ خطوات نحو تنفيذ الاتفاق من أجل استعادة المؤسسات الديمقراطية للبلاد عبر انتخابات سلمية وذات مصداقية وتشاركية وشاملة. 

وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل من خلال بعثتها، دعم هايتي في طريقها نحو الانتخابات، مكررا التأكيد على تضامنه الثابت مع شعب هايتي الذي يحتاج إلى الأمان والمأوى والغذاء والرعاية الطبية، وإلى أن يعيش حياته بكرامة.