منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام للأمم المتحدة: المسؤولية الأخلاقية تحتم علينا عدم التخلي عن أفغانستان

الناس ينتظرون دورهم للحصول على المساعدة الغذائية من برنامج الأغذية العالمي في كابول بأفغانستان.
© WFP/Sadeq Naseri
الناس ينتظرون دورهم للحصول على المساعدة الغذائية من برنامج الأغذية العالمي في كابول بأفغانستان.

الأمين العام للأمم المتحدة: المسؤولية الأخلاقية تحتم علينا عدم التخلي عن أفغانستان

السلم والأمن

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، إن المسؤولية الأخلاقية تحتم علينا عدم التخلي عن شعب أفغانستان، الذي هو في أمس الحاجة إلى السلام والأمل والمساعدة، مشيرا إلى أن أكثر من نصف سكان البلاد يواجهون مستويات شديدة من الجوع.

وقال إن المجتمع الدولي بحاجة إلى العمل لمنع مزيد من تدهور الوضع في أفغانستان.

وعقد مجلس الأمن، اليوم الأربعاء، جلسة لمجلس الأمن ناقش فيها الوضع في أفغانستان.

وأشار خلالها السيد غوتيريش إلى أن أفغانستان أصبحت على شفير الهلاك بعد ستة أشهر من استيلاء طالبان على السلطة، مضيفا أن الحياة اليومية للأفغان باتت جحيما متجمدا بسبب الشتاء القاسي، حيث يحرق الناس ممتلكاتهم للتدفئة. فيما تعاني المستشفيات من الاكتظاظ ونقص الموارد.

وأوضح أن الناس يعانون من الأمراض الفتاكة التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة والإسهال وحتى شلل الأطفال. و"الملايين من الأطفال وخاصة الفتيات خارج فصول الدراسة، و70 في المائة من المعلمين لا يتقاضون رواتبهم. 

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يخاطب اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في أفغانستان.
UN Photo/Eskinder Debebe

وتواجه البلاد أسوأ موجة جفاف منذ عقدين، مما دفع تسعة ملايين شخص إلى الاقتراب من حافة المجاعة.

وأشار الأمين العام إلى إطلاق الأمم المتحدة، قبل أسبوعين، أكبر نداء إنساني على الإطلاق لمساعدة دولة واحدة بغرض جمع أكثر من 5 مليارات دولار.

وتطرق الأمين العام إلى ثلاث خطوات ضرورية بشأن الوضع في أفغانستان:

أولا الحاجة إلى توسيع نطاق العمليات الإنسانية لإنقاذ الأرواح

وفي هذا الصدد، رحب الأمين العام باعتماد مجلس الأمن قرارا استثنى بموجبه المساعدات الإنسانية من العقوبات المفروضة على أفغانستان.

وأعلن إطلاق إطار الأمم المتحدة الانتقالي في أفغانستان، اليوم الأربعاء. ويمثل هذا الإطار خطة لتوسيع وتسريع الدعم الإنساني والإنمائي للشعب الأفغاني.

ثانيا، الحاجة إلى تنشيط الاقتصاد الأفغاني من خلال زيادة ضخ السيولة

في هذا السياق، شدد على ضرورة منع انهيار الاقتصاد الأفغاني، محذرا من أن انهيار الاقتصاد قد يؤدي إلى ازدياد اليأس والتطرف وحدوث نزوح جماعي من البلاد.

وكان الصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان - التابع للبنك الدولي - قد حوّل 280 مليون دولار إلى اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي. لكن شدد الأمين العام على الحاجة إلى تحرير المبلغ المتبقي بقيمة 1.2 مليار دولار بشكل عاجل لمساعدة الشعب الأفغاني على الحياة خلال فصل الشتاء.

ثالثا، دعوة إلى طالبان 

قال الأمين العام إن الوقت قد حان لطالبان لتوسيع الفرص والأمن للشعب الأفغاني وإظهار التزام حقيقي بأن تكون جزءا من المجتمع الدولي. وحث طالبان على العمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي لقمع التهديد الإرهابي العالمي في أفغانستان وبناء المؤسسات التي تعزز الأمن.

وقال إن تحقيق الاستقرار والازدهار في أفغانستان يتطلب أن تكون أفغانستان شاملة بحيث يمكن لجميع الناس المساهمة في مستقبلها. "يجب أن يشمل هذا حقوق النساء والفتيات، اللائي يُحرمن مرة أخرى من حقوقهن في التعليم والعمل والعدالة المتساوية".

وحث طالبان على اغتنام هذه اللحظة وكسب ثقة المجتمع الدولي من خلال الاعتراف والتمسك بحقوق الإنسان الأساسية لكل فتاة وامرأة.

وأعرب الأمين العام عن قلق بالغ إزاء التقارير الأخيرة بشأن الاعتقالات التعسفية واختطاف الناشطات. وناشد بقوة إطلاق سراحهن.

دور دول الجوار الأفغاني

ديبورا ليونز، الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما)، تخاطب أعضاء مجلس الأمن في جلسته حول أفغانستان.
UN Photo/Eskinder Debebe
ديبورا ليونز، الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما)، تخاطب أعضاء مجلس الأمن في جلسته حول أفغانستان.

من جانبها قالت ديبورا ليونز، الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما) إن التزام الأمم المتحدة بالبقاء في أفغانستان وتقديم المساعدة "يعني أننا في وضع جيد الآن لمواصلة دعم الشعب الأفغاني، والعمل كعامل تمكين للآخرين الذين هم على استعداد لتقديم دعم إضافي، والمشاركة مع سلطات الأمر الواقع بهدف المضي قدما إلى الأمام".

وسلطت ديبورا ليونز في كلمتها الافتراضية الضوء على النهج الذي اتبعته دول المنطقة تجاه أفغانستان منذ آب/أغسطس الماضي، مشيرة إلى عقد اجتماعات عديدة.

وأشارت، بشكل خاص، إلى الاجتماع الاستثنائي الأخير لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي استضافته باكستان في كانون الأول/ديسمبر، حيث وافقت المنظمة على إنشاء صندوق ائتماني إنساني لأفغانستان وعينت مبعوثا خاصا.

ورحبت ليونز بالمشاركة المتزايدة لمنظمة التعاون الإسلامي كشريك جوهري، مشيرة إلى عقدها اجتماعا "مثمرا للغاية" مع المبعوث الخاص للمنظمة إلى أفغانستان، السفير طارق علي بخيت، "ونحن نعد جدول أعمال مشترك شامل بغرض التعاون".

تعمل اليونيسف على توزيع حزمات الشتاء للعائلات الضعيفة في أفغانستان.
© UNICEF/Sayed Bidel
تعمل اليونيسف على توزيع حزمات الشتاء للعائلات الضعيفة في أفغانستان.

ضرورة مشاركة المرأة الأفغانية

وتحدثت في جلسة مجلس الأمن الناشطة الأفغانية، محبوبة سراج، داعية إلى وضع شروط واضحة بشأن أي دعم اقتصادي وسياسي يقدم إلى طالبان للتأكد من أنها تلبي احتياجات وحقوق الإنسان.

كما دعت المجتمع الدولي إلى التوقف عن إرسال وفود من الرجال للقاء طالبان، واصفة ذلك بأنه "مؤشر خطير بأنكم لا تقدّرون حقوقنا أو وجهات نظرنا".

وأشارت أيضا إلى أن "إرسال نساء أجنبيات غير كاف". وشددت على ضرورة بدء "عملية حكم تشاركية لمصلحة الأفغان ومن قِبلهم".

دعوة إلى طالبان لوقف انتهاكات حقوق الإنسان

من جانبه رحب ناصر أحمد فائق، القائم بأعمال بعثة أفغانستان لدى الأمم المتحدة، بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ضرورة ضخ السيولة في الاقتصاد الأفغاني بهدف دفع رواتب العاملين في القطاع العام وللحيلولة دون انهيار القطاع المصرفي.

ودعا إلى أن تصل المساعدات إلى أكثر الفئات ضعفا من خلال آلية شفافة، معربا عن امتنانه للمانحين الدوليين والإقليميين لما يقدمونه من دعم للشعب الأفغاني، ومعبرا عن سعادته باعتماد مجلس الأمن القرار الذي استثنيت بموجبه المساعدات الإنسانية من نظام الجزاءات المفروض على أفغانستان.

وأعرب المسؤول الأفغاني عن انزعاجه من الأنباء التي تفيد بارتكاب طالبان "انتهاكات جسيمة في أفغانستان بما في ذلك التمييز ضد النساء والفتيات واعتقال الصحفيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين والاختفاء القسري لشخصيات من الحكومة السابقة".

ودعا طالبان إلى وضع حد لهذه الانتهاكات وإلى احترام التزاماتها الدولية والسماح للنساء بالعمل وفتح أبواب المدارس والجامعات أمام الفتيات.