منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تشدد على ضرورة الالتزام بحماية المدنيين وحقوق الإنسان في أفغانستان

(من الأرشيف) صبي يسير قرب معبر سبين بولداك الحدودي بين أفغانستان وباكستان.
IOM/Muse Mohammed
(من الأرشيف) صبي يسير قرب معبر سبين بولداك الحدودي بين أفغانستان وباكستان.

الأمم المتحدة تشدد على ضرورة الالتزام بحماية المدنيين وحقوق الإنسان في أفغانستان

حقوق الإنسان

جددت مفوضية حقوق الإنسان دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى جميع الأطراف في أفغانستان، بما في ذلك طالبان، إلى الالتزام بحماية المدنيين ودعم حقوق الإنسان واحترام وحماية القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وخلال حديثه للصحفيين في جنيف، اليوم الثلاثاء، أشار المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان، روبرت كولفيل إلى التقارير المروعة التي أفادت بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان، والقيود المفروضة على حقوق الأفراد، وخاصة النساء والفتيات، في بعض أنحاء البلاد التي سيطرت عليها طالبان خلال الأسابيع القليلة الماضية. 

وقال كولفيل إن المشاهد اليائسة التي تم تصويرها في مطار كابول، يوم أمس الاثنين، تشير إلى خطورة الوضع بعد استيلاء طالبان على جميع المراكز السكانية الرئيسية في أفغانستان.

لحسن الحظ، يضيف كولفيل، لم تتعرض العاصمة والمدن الكبرى الأخرى التي تم الاستيلاء عليها مثل جلال أباد ومزار الشريف لقتال مطول أو إراقة دماء أو تدمير، "ولكن الخوف الذي غرس في نسبة كبيرة من السكان عميق، ويمكن فهمه تماما، نظرا إلى التاريخ الماضي"، وفقا للمسؤول الأممي.

دعوة إلى حماية حقوق النساء والفتيات

Tweet URL

وتعليقا على البيانات التي أصدرها المتحدثون باسم طالبان في الأيام الأخيرة، بما في ذلك التعهد بالعفو عن أولئك الذين عملوا مع الحكومة السابقة وأنهم سيكونون شاملين يقول كولفيل:

"قالوا إن المرأة يمكنها العمل والبنات يمكنهن الذهاب إلى المدرسة. يتعين عليهم الوفاء بهذه الوعود."

وشدد المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان على ضرورة الدفاع عن حقوق جميع الأفغان، مشيرا إلى العديد من الإنجازات التي تحققت بشق الأنفس في مجال حقوق الإنسان على مدى العقدين الماضيين. وأضاف:

"نحن قلقون بشكل خاص بشأن سلامة آلاف الأفغان الذين عملوا على تعزيز حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد وساعدوا في تحسين حياة الملايين ".

ودعا روبرت كولفيل المجتمع الدولي إلى تقديم كل الدعم الممكن لأولئك الذين قد يكونون في خطر وشيك. ودعا طالبان إلى أن تبرهن من خلال الأفعال وليس الأقوال فقط، وأن تعالج المخاوف إزاء سلامة الكثير من الناس.

تحذير من "كارثة ثقافية"

في غضون ذلك، حذرت خبيرة أممية مستقلة في مجال حقوق الإنسان* من "كارثة ثقافية" في أفغانستان بعد سقوط العاصمة كابول في أيدي قوات طالبان، وحثت الدول على تقديم مساعدة عاجلة للمدافعين عن حقوق الإنسان، بمن فيهم أولئك الذين يعملون في مجال حقوق المرأة والحقوق الثقافية، وكذلك الفنانون الذين يحاولون الفرار من البلاد.

وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، قالت كريمة بنون، مقررة الأمم المتحدة الخاصة في مجال الحقوق الثقافية:

"إنه لأمر مؤسف أن يترك العالم أفغانستان لمجموعة أصولية مثل طالبان، سجلها الكارثي في مجال حقوق الإنسان موثق، بما في ذلك ممارسة الفصل العنصري بين الجنسين، واستخدام العقوبات القاسية والتدمير المنهجي للتراث الثقافي، عندما تكون في السلطة."

وشددت كريمة على أهمية أن تكون حماية أرواح الأفغان وحقوقهم على رأس الأولويات، داعية إلى بذل الجهود لضمان سلامة جميع أشكال الثقافة والتراث الثقافي، وحماية أولئك الذين يدافعون عنها في الخطوط الأمامية. وأضافت:

"يجب على جميع الحكومات والمجتمع الدولي التحرك، بصورة عاجلة، لمنع وقوع كارثة في مجال الثقافة وحقوق الإنسان في أفغانستان."

المقررة الخاصة المعنية بالحقوق الثقافية كريمة بنون.
المقررة الخاصة المعنية بالحقوق الثقافية كريمة بنون. , by UN Photo/Jean-Marc Ferré

وقالت المقررة الأممية إنه يجب إعطاء الأولوية العاجلة لفتح مطار كابول أمام الرحلات المدنية، ولضمان مرور آمن لأولئك المعرضين للخطر. كما حثت الدول على منح الفارين تأشيرات دخول.

يشار إلى أن قوات طالبان دخلت العاصمة الأفغانية كابول في يوم الأحد 15 أغسطس/آب، بعد سيطرتها على العديد من البلدات والمدن. وجاء تقدم طالبان في أعقاب انسحاب معظم القوات الأمريكية وغيرها من القوات الدولية في يوليو/تموز الماضي.

وقد هرع العديد من الأفغان، خوفا على مستقبلهم، إلى مطار كابول يوم الاثنين، بحثا عن مخرج من البلاد. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف، وخاصة طالبان، إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وتأتي التطورات الجارية في أفغانستان بعد ما يقرب من 20 عاما من الغزو الأمريكي الذي أطاح بطالبان من السلطة.

=--=

*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.