منظور عالمي قصص إنسانية

ملك الأردن: أزمة كورونا سلطت الضوء على نقاط الضعف في النظام العالمي.. ويجب اغتنام الفرصة

الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين يخاطب الجمعية العامة في دورتها الخامسة والسبعين.
UN Photo/Manuel Elias
الملك الأردني عبد الله الثاني بن الحسين يخاطب الجمعية العامة في دورتها الخامسة والسبعين.

ملك الأردن: أزمة كورونا سلطت الضوء على نقاط الضعف في النظام العالمي.. ويجب اغتنام الفرصة

شؤون الأمم المتحدة

دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، إلى اغتنام ما وصفها باللحظة التاريخية لإعادة النظر في دور المنظمات الدولية، بعد أن كشفت أزمة كوفيد-19 نقاط الضعف في عالمنا، وذلك ليتمكن المجتمع الدولي من معالجة التحديات بشكل فعال.

وقال الملك عبد الله الثاني، في كلمته أمام الدورة 75 للجمعية العامة في رسالة مسجّلة إلى تجديد التكامل مع العالم، وإعادة ضبط العولمة بحيث تصبح سلامة الشعوب وازدهارها هدفا جوهريا.

وقال: "وضعت أزمة كورونا مرآة أمام عالمنا، لترينا نقاط الضعف في نظامنا العالمي، وهكذا فإنها قد منحتنا ما يمكن وصفها باللحظة التاريخية لإعادة النظر في دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لتصبح أكثر تأثيرا في التعامل مع التحديات القديمة والجديدة، سواء كانت أوبئة أو صراعات محتدمة".

وأضاف أن هذه الأوقات استثنائية في تاريخ البشرية والأمم المتحدة: "سيكون أمرا لا يصدق إن لم ندرك من هذه التجربة مدى الترابط فيما بيننا جميعا. لا يمكننا التغلب على الفيروس بالانطواء على أنفسنا، لأنه لا يتوقف عند الحدود بين الدول، وكذلك  يجب ألا يتوقف التعاون بيننا".

نقص الغذاء مشكلة تؤرق المنطقة

ودعا العاهل الأردني إلى الاستثمار في إمكانيات كل بلد ونقاط قوته وموارده "لتشكيل شبكات أمان إقليمية تحافظ على تدفق الإمدادات الحيوية دون انقطاع لتهيؤنا بشكل أفضل للتعامل مع العالم ما بعد الجائحة".

وأضاف أن نقص الغذاء سيكون من بين التحديات العديدة التي سيتعين على العالم مواجهتها وعلى نطاق أوسع بكثير من العقود السابقة. وقال: "رأينا تهديدات للأمن الغذائي في لبنان والجوع يهدد مجتمعات اللاجئين المعرضة للخطر في مجتمعاتنا والمجتمعات التي تعيش في فقر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية ومناطق أخرى".

وقد أعدّ الأردن ميثاقا سيُعرض أمام الجمعية العامة يمنح أنظمة بيئية محددة والكائنات الحية من نباتات وحيوانات الحق القانوني بالحياة، لضمان استمرارية وجود البشرية، وقال الملك عبد الله: "هذه المبادرة تتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتي تساهم في الحفاظ على البيئة لضمان ازدهار عالمنا".

وأوضح أن التحضير لهذا الخطر أولوية رئيسية للأردن الذي أعرب عن استعداده لتوجيه القدرات للعمل كمركز إقليمي للأمن الغذائي: "إيمانا منا بأهمية الأمن الغذائي للأجيال القادمة، نحن ملتزمون بقوة بالحفاظ على المصدر الرئيسي للحفاظ على الحياة البشرية ألا وهي البيئة التي نعيش فيها".

حل الدولتين لحل الصراع

الطريق الوحيد للسلام العادل والدائم يجب أن يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة -- ملك الأردن

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد ملك الأردن أن الصراع الفلسطيني هو الصراع الوحيد الذي بدأ منذ تأسيس الأمم المتحدة ولا يزال يتفاقم، وقال: "السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المركزي في منطقتنا قائم على حلّ الدولتين وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. والطريق الوحيد للسلام العادل والدائم يجب أن يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش في أمان وسلام إلى جانب إسرائيل".

وشدد الملك الأردني على ضرورة الحفاظ على القدس الشريف كمدينة جامعة ورمز للسلام لجميع البشرية: "كصاحب الوصاية الهاشمية من واجبي الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ولكن مسؤولية حماية المدينة المقدسة تقع على عاتقنا جميعا".

الأردن عضو فعّال في الأمم المتحدة

وكان الأردن قد انضم إلى الأمم المتحدة بعد عقد من تأسيسها. وقال العاهل الأردني: "في الذكرى 75 لتأسيس هذه المنظمة المهمة لا نزال ملتزمين بأهدافها في بناء عالم أكثر ازدهارا وسلاما للجميع".

وتابع أن هذه الفترة دقيقة ولكنها تمثل فرصة لتحقيق الأهداف المرجوة، "دعونا نستفيد من هذه الفرصة لنكون أكثر جرأة في طموحاتنا وأفعالنا وأكثر جرأة في إيماننا بقدرتنا على النجاح".

وشدد على أنه ما دام الظلم وانعدام السلام مستمرين في أي مكان في العالم فإن الأمم المتحدة يجب ألا تكلّ وأن تستمر في العمل، "وعلينا جميعا أيضا أن نستمر في العمل" على حدّ قوله.

*تم تسجيل كلمة ملك الأردن حديثا، وبُثت اليوم في قاعة الجمعية العامة وفق قرار اعتمدته الجمعية العامة في ضوء جائحة كوفيد-19. وعلى الرغم من عدم القدرة على جمع قادة العالم في نيويورك على النحو المعتاد، فإن المناقشة العامة لهذا العام ستشهد أكبر مشاركة على الإطلاق لرؤساء الدول والحكومات في تاريخ الأمم المتحدة.