منظور عالمي قصص إنسانية

منسقة الشؤون الإنسانية في هايتي: استمرار تفشي الكوليرا في البلاد "اتجاه مقلق"

طفل يبلغ من العمر عاما واحدا يعاني من الكوليرا في مستشفى في بورت أو برنس، هايتي.
© UNICEF/Odelyn Joseph
طفل يبلغ من العمر عاما واحدا يعاني من الكوليرا في مستشفى في بورت أو برنس، هايتي.

منسقة الشؤون الإنسانية في هايتي: استمرار تفشي الكوليرا في البلاد "اتجاه مقلق"

المساعدات الإنسانية

رغم استمرار انتشار الكوليرا في هايتي، لم تتخط نسبة تمويل النداء البالغة قيمته 145 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية في البلاد الـ 16 في المائة، حسبما أفادت مسؤولة رفيعة في الأمم المتحدة يوم الخميس.

وقد أطلعت أولريكا ريتشاردسون، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الدولة الكاريبية، الصحفيين في نيويورك على أحدث المستجدات حول تفشي المرض المميت والذي تم الإعلان عنه في 2 تشرين الأول/أكتوبر.

حتى الآن، توفي 283 شخصا، وتم نقل ما يقرب من 12,000 شخص إلى المستشفى، وتم تسجيل أكثر من 14,000 حالة مشتبه بإصابتها بالمرض.

ارتفاع في الحالات

وقالت ريتشاردسون: "ما نشهده في الواقع، ليس فقط الزيادة المستمرة في حالات الكوليرا، ولكن أيضا انتشارها في المناطق."

وأضافت أنه في ثمانٍ من المقاطعات العشر، هناك حالات إصابة مؤكدة بالكوليرا، "وهذا اتجاه مقلق بالنسبة لنا وللبلد."

تتواجد السيدة ريتشاردسون في مقرّ الأمم المتحدة في زيارة تستغرق ثلاثة أيام للقاء كبار المسؤولين والزملاء والتحدث بشأن تفشي المرض الذي يتكشف وسط عدم الاستقرار وعنف العصابات والجوع غير المسبوق.

وقد تم إطلاق النداء العاجل الشهر الماضي لدعم الاستجابة الطارئة للكوليرا ولتقديم المساعدة المنقذة للحياة إلى 1.4 مليون شخص يعيشون في المناطق المتضررة.

وتم تلقي حوالي 23.5 مليون دولار حتى الآن.

أولريكا ريتشاردسون ، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في هايتي تزور مركز علاج الكوليرا في بور-أو-برنس.
UNOCHA/Christian Cricboom
أولريكا ريتشاردسون ، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في هايتي تزور مركز علاج الكوليرا في بور-أو-برنس.

انعدام للأمن وانتهاكات

بينما أعربت السيدة ريتشاردسون عن امتنانها للتمويل الذي تم الحصول عليه حتى الآن، سلطت الضوء على الاحتياجات الهائلة مع اقتراب العام الجديد. وقالت: "في الواقع تستمر الاحتياجات الإنسانية في الازدياد."

وأضافت أن الأمم المتحدة تُعِدّ حاليا خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023 لهايتي، والتي تتطلب 719 مليون دولار، أو ضعف المبلغ المطلوب هذا العام تقريبا.

في الوقت نفسه، "لا يزال انعدام الأمن مستشريا، في ظل تقارير مروعة حقا عن انتهاكات حقوق الإنسان" بحسب المسؤولة الأممية.

تهيمن العصابات على ما يقرب من 60 في المائة من العاصمة بور-أو-برنس، وتستخدم وسائل مرعبة للسيطرة على السكان، بما في ذلك العنف الجنسي. تتأثر النساء والفتيات، وكذلك الرجال والفتيان، حيث تتقاتل العصابات في الميدان.

وقالت: "هذه الأرض تستحق القتال من أجلها والدفاع عنها بأي ثمن، والتكلفة هنا هي تكلفة بشرية."

كما أدى انعدام الأمن إلى نزوح جماعي، لا سيّما في العاصمة. وقد اقتُلع حوالي 155 ألف شخص من ديارهم – بزيادة تقارب 80 في المائة منذ آب/أغسطس.

التزام الأمم المتحدة

رغم ذلك، أشارت السيدة ريتشاردسون إلى تطورات إيجابية، قائلة إن أكثر من نصف المدارس أعيد فتحها رغم كل التحديات.

وقد أثر إغلاق المدارس على حوالي أربعة ملايين طفل، لم يحصل الكثير منهم على التعليم المناسب منذ بداية الجائحة. 

وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية في هايتي على استمرار دعم الأمم المتحدة للبلاد، سواء في الاستجابة للكوليرا أو التعليم أو توزيع المواد الغذائية وغيرها من المواد على الأسر الضعيفة.

وقالت للصحفيين: "لدينا تحديات لوجستية، لكم أن تتخيّلوها، وثمّة تحديات أمنية، لكننا قادرون على التواجد ونحن قادرون على مساعدة الناس."

وتابعت تقول: "من الواضح أننا نركز على الفئات الأكثر ضعفا، لكننا نحاول أيضا ألا نفقد التركيز على الأسباب الجذرية الهيكلية الحقيقية. هناك فساد، هناك إفلات من العقاب، هناك (مسألة) الحكم، وكل ذلك يجب أن يكون حقا في صلب تفكيرنا أيضا بينما نمضي قدما."