منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضية حقوق الإنسان: قمع قوات الأمن للمتظاهرين في سري لانكا يبعث "برسالة تقشعر لها الأبدان للمتظاهرين السلميين" في البلاد

شارع مزدحم في كولومبو، عاصمة سري لانكا
UN Sri Lanka
شارع مزدحم في كولومبو، عاصمة سري لانكا

مفوضية حقوق الإنسان: قمع قوات الأمن للمتظاهرين في سري لانكا يبعث "برسالة تقشعر لها الأبدان للمتظاهرين السلميين" في البلاد

حقوق الإنسان

ذكّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان السلطات السريلانكية بأن استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين يتعارض مع القانون الدولي، وحثتها على الكف فوراً عن استخدام مثل هذه القوة.

في بيان بالفيديو أدلى به اليوم الجمعة من جنيف، أكد المتحدث باسم المفوضية جيريمي لورانس أن جميع السريلانكيين لهم الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي و المشاركة في الشؤون العامة.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، اقتحم نحو ألفي فرد من أفراد الشرطة والجيش السريلانكيين مخيمات المحتجين بالقرب من المكاتب الرئاسية في العاصمة كولومبو. وبما أن معظم المتظاهرين كانوا نائمين، تقول المفوضية إن الجيش لجأ إلى استخدام غير ضروري للقوة لتفريقهم، خاصة وأنه كان من المقرر تفكيك المخيم بعد ساعات قليلة فقط. وأضافت المفوضية أنها تلقت تقارير عن "تعرض متظاهرين وصحفيين ومحامين للضرب، وإصابة 48 شخصاً على الأقل."
 
قال لورانس: "لدينا مخاوف من أن هذه الحملة القمعية تبعث برسالة تقشعر لها الأبدان للمتظاهرين السلميين، بما في ذلك في أماكن أخرى من البلاد."

 

من جهتها، أعربت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة، هناء سنجر-حمدي، اليوم قلق بالغ بشأن استخدام القوة لتفريق المتظاهرين. وأشارت إلى أن الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان لهم الحق في مراقبة المظاهرات ولا ينبغي إعاقة وظائفهم.
كما أكدت السيدة سنجر-حمدي على أهمية الحق في التجمع السلمي والمشاورات العامة الواسعة لحل الأزمة الاقتصادية الحالية وعدم الاستقرار السياسي.

أهمية الحوار

وشدد المتحدث باسم المفوضية على أن الأزمات الاقتصادية والسياسية في سري لانكا لا يمكن حلها بالقوة، وقال: "فقط من خلال المشاورات والحوار الواسع، يمكن لسري لانكا أن تبدأ في إعادة بناء الثقة ودعم المجتمع الدولي."

وأعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان عن أملها في أن يتصدى الرئيس الجديد وحكومته للإفلات من العقاب لتحقيق إصلاحات هيكلية ومؤسسية حقيقية لصالح جميع السريلانكيين.

يذكر أن سري لانكا تواجه أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة حيث يحتاج أكثر من 5.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية. كما أدى رئيس الوزراء السابق رانيل ويكرمسينغ اليمين رسمياً كرئيس للبلاد يوم الأربعاء بعد الأحداث التي دفعت الرئيس السابق ماهيندا راجاباكسا إلى الفرار من البلاد في وقت سابق من هذا الشهر.

تدعو للتمويل


أما منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) فحذرت من أن الأزمة في سري لانكا تقلب بسرعة مكاسب التنمية الزراعية وتعطل سبل العيش وتهدد الأمن الغذائي للأسر الأكثر ضعفاً.
في سياق الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وقالت الفاو إن القوة الشرائية للمزارعين تتناقص مع انخفاض دخول 73 في المائة من الأسر، في حين أن أسعار المنتجات الأساسية آخذة في الارتفاع. 


تدعو منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى تقديم الدعم في "حشد 14.9 مليون دولار لدعم 1.7 مليون شخص حتى تشرين الأول/أكتوبر 2022، وتزويدهم بمدخلات إنتاج ذات أهمية حاسمة لتمكينهم من إمداد الأسواق المحلية بأغذية مغذية وتحسين الأمن الغذائي لمجتمعاتهم."