جنيف: المنتدى العالمي الأول للاجئين يسعى إلى تبني إجراءات جريئة ومبتكرة لمساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة
مع اقتراب عدد اللاجئين من 26 مليونا، يتوجه رؤساء الدول وكبار دبلوماسيي الأمم المتحدة وشخصيات قوية من القطاع الخاص والمجتمع المدني إلى جنيف للاتفاق على طرق "جريئة وجديدة" لبذل المزيد من أجل اللاجئين، في المنتدى العالمي الأول للاجئين، الذي انطلقت أعماله اليوم الاثنين.
وبالإضافة إلى حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المفوض السامي السابق لشؤون اللاجئين، يوم غد الثلاثاء، من المتوقع أن يشمل الحضور أيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تستضيف بلاده ملايين النازحين السوريين منذ سنوات.
وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين أن المجتمع الدولي يجتمع معا لإعلان تدابير جريئة وجديدة لتخفيف الضغوط على البلدان المضيفة، وتعزيز اعتماد اللاجئين على أنفسهم، وإيجاد حلول دائمة لأولئك الذين نزحوا من ديارهم بسبب الحروب والاضطهاد.
ومن المرجح أن تكون استجابة تركيا الإيجابية لتدفق اللاجئين الناجمة عما يقرب من تسع سنوات من الحرب الأهلية في سوريا من بين الممارسات الجيدة التي سيتم تسليط الضوء عليها في المنتدى الذي سيعقد في قصر الأمم المتحدة في الفترة من 16 إلى 18 كانون الأول/ديسمبر، وخاصة، كيف تضاعف عدد الأطفال اللاجئين الملتحقين بالتعليم الرسمي منذ عام 2016، إلى ما يقرب من 650 ألفا هذا العام.
ويركز نظام الوصاية التطوعية في إيطاليا أيضا على توفير الحماية والرعاية للقُصّر غير المصحوبين، بينما ثبت أن الاستثمار الإثيوبي في أعمال المياه العامة يفيد اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.
من المقرر أيضا حضور كبار الشخصيات من كوستاريكا وألمانيا وإثيوبيا وباكستان، حيث أبدت بلدانهم الاستعداد للانخراط في إيجاد حلول للتخفيف من محنة العدد المتزايد من الأشخاص المحتاجين إلى الحماية الدولية.
ومسترشدا بالاتفاق العالمي بشأن اللاجئين، الذي وقعته الحكومات قبل عام في نيويورك، فإن منتدى جنيف "يمثل فرصة لترجمة مبدأ المشاركة الدولية في المسؤولية إلى عمل ملموس" أكثر إنصافا واستدامة ويمكن التنبؤ به، حسبما ذكرت المفوضية في بيان.
التعهدات والمساهمات المتوقعة
وخلال المنتدى، ستُتاح الفرصة للحكومات الوطنية وأصحاب المصلحة الآخرين للإعلان عن تعهدات ومساهمات ملموسة ستحقق فوائد ملموسة للاجئين والمجتمعات المضيفة.
حملة المنتدى عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجئ تحت عنوان EveryoneCounts، أي "كل شخص مهم." وتتوافق هذه الحملة مع تأكيد المفوضية منذ فترة طويلة على أهمية الوصول إلى التعليم باعتباره عاملا رئيسيا في تسليح اللاجئين بالمهارات التي يحتاجون إليها من أجل مستقبل أفضل. وأعلنت المفوضية أن الدمية غروفر أو كما تعرف باسم "قرقور" في سلسلة البرنامج التعليمي "افتح يا سمسم" قد وصلت بالفعل إلى المدينة السويسرية.
طفل واحد من كل اثنين من اللاجئين
وبالإشارة إلى تأثير النزوح الطارئ على الشباب الصغار، جددت اليونيسيف تحذيرها من أنهم يمثلون حوالي نصف جميع اللاجئين، أي حوالي 13 مليون. وأضافت المنظمة في بيان أن أكثر من نصف الأطفال اللاجئين في سن الدراسة ليسوا في المدرسة، مشيرة إلى انه وفي نهاية عام 2018، كان هناك 138 ألف طفل غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عن ذويهم مهاجرين لوحدهم.
وفي محاولة لتوليد مناهج مبتكرة والتزامات طويلة الأجل من أكبر عدد ممكن من قطاعات المجتمع لمساعدة اللاجئين والمجتمعات المضيفة، حثت المفوضية كبار الممثلين من القطاع الخاص على الحضور أيضا. وتشمل هذه المجموعة مؤسسة Ingka وهي جزء من إمبراطورية IKEA المعروفة ومؤسسة LEGO وVodafone التي توفر اتصالات مجانية ودعما تقنيا في المناطق المتأثرة بالكوارث الطبيعية أو الإنسانية.
حلول الاتصالات لضحايا الكوارث
خلال السنوات السبع التي انقضت منذ أن أنشأت شركة (telecoms firm) وحدات "الاستجابة الفورية للشبكات في حالات الطوارئ"، تدخل موظفوها البالغ عددهم 70 شخصا في 14 دولة وسهلوا ملايين المكالمات لضحايا الكوارث وعمال الإغاثة واللاجئين، وفقا لموقع الشركة على الإنترنت.
منظمة (Tent Partnership for Refugees) وهي مؤسسة غير ربحية أيضا من بين الحاضرين في المنتدى. ويقول مؤسس المنظمة حمدي أولوكايا إن "أحد أكثر الاتجاهات إثارة للقلق في العالم هو الزيادة المفجعة في عدد الأشخاص الذين نزحوا عن ديارهم بسبب النزاعات وغيرها من الكوارث، مشيرا إلى أن أزمة اللجوء قد تشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه جيلنا.
ومن خلال العمل مع حوالي 100 شريك من بينهم ستاربكس وماكين فودز، ساعدت هذه المنظمة حوالي 200 ألف لاجئ في 34 دولة، وفقا لموقعها على الإنترنت.
قطار التضامن
وكان أول قطار للتضامن مع اللاجئين قد انطلق من محطة ليون في العاصمة الفرنسية باريس. وتوقف المعرض المتحرك في خمس مدن فرنسية، حيث خلق مساحة للحوار ومنح المجال لتثقيف المواطنين حول قضايا اللاجئين.
ويواصل القطار رحلته التي بدأت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر وسيصل غدا 17 كانون الأول/ديسمبر إلى جنيف بالتزامن مع منتدى اللاجئين.
والقطار الذي يمكن للجميع الصعود على متنه، فيه معرض يشرح عن أزمة اللاجئين الحالية ودور المفوضية في مساعدة اللاجئين في فرنسا وحول العالم.