منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضية اللاجئين تحث على التغلب على "الآثار الكارثية" لكوفيد-19 على تعليم اللاجئين

طفلة في التاسعة من عمرها تدرس في مأوى في أحد مخيمات لجوء الروهينجا في بنغلاديش. وقد أغلق مركز التعليم في المخيم بسبب كوفيد لكن والدتها ومعلمتها تشجعانها على الدراسة.
© UNICEF/UNI340770/
طفلة في التاسعة من عمرها تدرس في مأوى في أحد مخيمات لجوء الروهينجا في بنغلاديش. وقد أغلق مركز التعليم في المخيم بسبب كوفيد لكن والدتها ومعلمتها تشجعانها على الدراسة.

مفوضية اللاجئين تحث على التغلب على "الآثار الكارثية" لكوفيد-19 على تعليم اللاجئين

المهاجرون واللاجئون

بينما يعاني الأطفال في كل دولة من تأثير كوفيد-19 على تعليمهم، كان الأطفال اللاجئون على وجه الخصوص محرومين، في ظل مخاوف من عدم تمكّن الكثير منهم من استئناف دراستهم بسبب إغلاق المدارس أو الرسوم المرتفعة أو عدم الوصول إلى التكنولوجيا للتعلم عن بُعد، بحسب مفوضية اللاجئين.

ويتوقع تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الذي صدر اليوم الخميس، بعنوان "معا من أجل تعليم اللاجئين"، أنه ما لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات فورية وجريئة ضد الآثار الكارثية لجائحة كـوفيد-19 على تعليم اللاجئين الشباب، فإن إمكانات ملايين اللاجئين اليافعين الذين يعيشون في بعض المجتمعات الأكثر ضعفا في العالم ستتعرض لمزيد من التهديد.

وفي بيان، قال المفوض السامي، فيليبو غراندي، إن نصف الأطفال اللاجئين في العالم كانوا أصلا خارج المدرسة. وأضاف يقول: "بعد كل ما قاسوه، لا يمكننا أن نسلبهم مستقبلهم بأن نحرمهم اليوم من التعليم".

Tweet URL

وأشار غراندي إلى أنه "على الرغم من التحديات الهائلة التي تشكلها الجائحة، ومع زيادة الدعم الدولي للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم، يمكننا توسيع طرق مبتكرة لحماية المكاسب التي تحققت في مجال تعليم اللاجئين على مدار السنوات الماضية".

وتم جمع بيانات عام 2019 الواردة في التقرير من اثنتي عشرة دولة تستضيف أكثر من نصف الأطفال اللاجئين في العالم. ويظهر التقرير أن نسبة الالتحاق الإجمالية بالمدارس الابتدائية تبلغ 77 في المائة، ولكن 31 في المائة فقط من الشباب يرتادون المدارس الثانوية، و3 في المائة في عداد الملتحقين بالتعليم العالي.

وعلى الرغم من أنها بعيدة عن المعدلات العالمية، إلا أن هذه الإحصائيات تمثل تقدما، مع ارتفاع معدلات الالتحاق بالتعليم الثانوي، حيث التحق الآلاف من الأطفال اللاجئين حديثا بالمدارس وهي زيادة بنسبة 2 في المائة في عام 2019.

إلا أن جائحة كوفيد-19 تهدد الآن ذلك التقدم وغيره من الإنجازات المهمة، من بينها جهود تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وهو ضمان التعليم الجيد الشامل والعادل للجميع.

التهديد خطير بشكل خاص للفتيات اللاجئات

بحسب مفوضية اللاجئين، فإن الفتيات اللاجئات – اللائي يحظين عموما بفرص أقل من حيث الحصول على التعليم مقارنة بالبنين، وتبلغ فرص التحاقهن النصف عند وصولهن إلى المرحلة الثانوية – فإن التهديد خطير بنسبة أكبر.

ما لم يقم الجميع بدورهم، فإن أجيالا من الأطفال – الملايين منهم في بعض مناطق العالم الأكثر فقرا – سيواجهون مستقبلا قاتما -- محمد صلاح

ووفق بيان المفوضية، فقد قدّر "صندوق ملالا" أنه نتيجة لفيروس كورونا، فإن نصف الفتيات اللاجئات في المدارس الثانوية لن يتمكنّ من العودة عندما تفتح الصفوف الدراسية أبوابها من جديد هذا الشهر.

وبالنسبة للبلدان التي كان فيها أصلا إجمالي التحاق الفتيات اللاجئات بالمرحلة الثانوية أقل من 10 في المائة، فإن كافة الفتيات هناك معرّضات لخطر الانقطاع عن التعليم نهائيا، وهي معلومة تبعث على القلق ويمكن أن يكون لها تأثير على الأجيال القادمة، بحسب المفوضية.

وأضاف السيّد غراندي يقول: "لا يعتبر التعليم حقا من حقوق الإنسان فحسب، بل إن الحماية والفوائد الاقتصادية التي يمكنها أن تعود على الفتيات اللاجئات وأسرهن ومجتمعاتهن التعليمية واضحة. لا يمكن للمجتمع الدولي ببساطة أن يفشل في تزويدهن بالفرص التي تأتي من خلال التعليم".

العمل معا لمنح الأطفال فرصة

وتضمن التقرير كلمة لسفير المفوضية لبرنامج مدارس الشبكة الفورية (INS) بشراكة مع مؤسسة فودافون، نجم كرة القدم العالمي، محمد صلاح، حيث قال "إن ضمان جودة التعليم اليوم يعني انخفاض مستوى الفقر والمعاناة غدا". ودعا الجميع للعمل كفريق واحد.

وقال: "ما لم يقم الجميع بدورهم، فإن أجيالا من الأطفال – الملايين منهم في بعض مناطق العالم الأكثر فقرا – سيواجهون مستقبلا قاتما. ولكن إذا عملنا كفريق واحد، فإنه يمكننا منحهم الفرصة التي يستحقونها لعيش مستقبل كريم. دعونا لا نفوّت هذه الفرصة".

ويحذر التقرير من أنه بدون مثل هذا العمل، فإننا نخاطر بضياع جيل من الأطفال اللاجئين المحرومين من تعليمهم.