منظور عالمي قصص إنسانية

الجمعية العامة تواصل جلستها الطارئة بشأن الوضع في أوكرانيا

الوقوف دقيقة صمت في الجمعية العامة خلال الجلسة الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة للجمعية العامة بشأن أوكرانيا.
UN Photo/Evan Schneider
الوقوف دقيقة صمت في الجمعية العامة خلال الجلسة الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة للجمعية العامة بشأن أوكرانيا.

الجمعية العامة تواصل جلستها الطارئة بشأن الوضع في أوكرانيا

السلم والأمن

تتواصل لليوم الثاني على التوالي مداولات الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع في أوكرانيا. وتأتي هذه الجلسة عملا بقرارها المعنون "متحدون من أجل السلام" المؤرخ 3 تشرين الثاني/نوفمبر 1950.

وفقا للقرار، يجوز للجمعية العامة أن تعقد "دورة استثنائية طارئة" في خلال 24 ساعة، إذا بدا أن هناك تهديدا للسلام أو خرقا للسلام أو أن هناك عملا من أعمال العدوان- ولم يتمكن مجلس الأمن من التصرف بسبب استخدام حق النقض من جانب عضو دائم (روسيا في هذه الحالة)- حيث يمكنها أن تنظر في المسألة على الفور من أجل إصدار توصيات إلى الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية لصون أو إعادة السلام والأمن الدوليين.

يشار إلى أن هذه الجلسة الاستثنائية هي الحادية عشرة التي تعقدها الجمعية العامة منذ عام 1950. وعقدت هذه الجلسة بناء على قرار مجلس الأمن رقم 2623 الذي اتخذه مجلس الأمن، يوم أمس الأحد.

وتعود آخر جلسة استثنائية عقدتها الجمعية العامة إلى نيسان/أبريل 1997 بناء على طلب تقدم به الممثل الدائم لقطر، "لمناقشة الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة."

الكويت تعرب عن رفضها القاطع لاستخدام القوة

ومن بين المتحدثين في الجلسة الصباحية، مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير منصور عياد العتيبي، الذي رحب بانعقاد المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا على الحدود البيلاروسية يوم أمس الاثنين.

ووصف تلك المفاوضات ببارقة أمل، معربا عن أمله في أن تتبعها جلسات أخرى تقود إلى حل سلمي للنزاع. وأضاف:

"إن الكويت وكبلد صغير ومن واقع تجربتها المريرة في عام 1990، وتعرضها لغزو واحتلال، لا خيار لها سوى التمسك بموقفها المبدئي والثابت في التقيد بمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة."

وأعرب عن رفض بلاد القاطع لاستخدام القوة أو التهديد أو التلويح بها في العلاقات بين الدول، وجدد التأكيد على ضرورة "احترام سيادة واستقلال أوكرانيا،" داعيا كافة الأطراف المعنية إلى الالتزام بالاتفاقات المبرمة والآليات المنشأة لمتابعتها كما أقرها مجلس الأمن في قراره 2022 والعمل على إنهاء الأزمة ووقف إطلاق النار لمنع إراقة المزيد من الدماء واللجوء إلى التهدئة والتحلي بضبط النفس وحل الخلافات عن طريق المفاوضات والحوار.

ودعا الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي تدعو إلى حماية السكان المدنيين والمنشآت والمرافق المدنية.

واستذكرالسفير منصور العتيبي  قرار مجلس الأمن 2474 الخاص بالمفقودين في النزاعات المسلحة والذي اعتمده مجلس الأمن في عام 2019، "فهذا القرار الإنساني يدعو أطراف النزاع إلى اتخاذ جميع التدابير المناسبة للبحث عن الأشخاص المبلغ عن فقدهم دون تمييز."

إسرائيل: الحرب ليست السبيل الأمثل لحل الصراعات

ممثلة إسرائيل قالت إن الحرب تؤدي إلى الدمار والمأساة وليست هي السبيل الأمثل لحل الصراعات، على حد تعبيرها.

وقالت إن ما قامت به روسيا "هو انتهاك خطير للقانون الدولي." وناشدت روسيا الإصغاء إلى نداءات المجتمع الدولي ووقف الهجمات واحترام سلامة واستقلال أراضي أوكرانيا.

مشيرة إلى ما وصفتها بـ "العلاقات الإيجابية" لبلادها، قالت إن إسرائيل مستعدة للمساعدة في النواحي الدبلوماسية، وأعربت عن القلق إزاء "سلامة شعب أوكرانيا".

وأعلنت تقديم بلادها 100 طن من المساعدات الإنسانية للشعب الأوكراني بما في ذلك الإمدادات الطبية وأنظمة تنقية المياه.

وجددت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بالعودة إلى مسار الحوار والسلام وحسم هذه الأزمة بالسبل السلمية طبقا لمبادي ميثاق الأمم المتحدة.

وزيرة خارجية ألمانيا: الدبابات لا تحمل المياه ولا الغذاء للأطفال وإنما تحمل الموت والدمار

وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، قدمت خطاب بلادها في الجلسة الاستثنائية، حيث قالت: "تقولون إن روسيا ترسل حفظة السلام، ولكن الدبابات لا تحمل المياه ولا تحمل غذاء للأطفال وإنما تحمل الموت والدمار."

ووجهت رسالة لنظيرها الروسي، سيرغي لافروف:

"السيد لافروف يمكنك أن تخدع نفسك، ولكنك لن تستطيع خداعنا نحن ولا شعوبنا ولن تخدع شعبك نفسه."

وقالت السيدة أنالينا بيربوك إن ألمانيا تكثف دعمها للشعب الأوكراني.

من ناحية أخرى أشارت الوزيرة الألمانية إلى ما وصفته ب "الإشاعات" التي تشير إلى أن الناس من أصل أفريقي الذين يهربون من أوكرانيا يتعرضون للتمييز في الحدود مع الاتحاد الأوربي، ومضت قائلة: 

"صباح اليوم كنت في بولندا. وقد أوضحنا جليا مع زملائي من فرنسا وبولندا أن كل لاجئ يجب أن يحصل على الحماية أيا كانت جنسيته، أو إقليمه، أو ديانته، أو لون بشرته."

تونس: لا خيار لحل هذه الأزمة إلا بالحوار والطرق السلمية

المندوب التونسي الدائم لدى الأمم المتحدة، السيد طارق الأدب أعرب عن أمل بلاده في التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية الروسية.

وأكد مساندة الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة وأمينها العام، السيد أنطونيو غوتيريش، من أجل إقرار فوري لوقف إطلاق النار ووضع حد للتصعيد بهدف تجنيب المدنيين المزيد من المعاناة في ظل تزايد أعداد اللاجئين وإمكانية تفاقم الأوضاع الإنسانية ولتفادي المزيد من الخسائر في الأرواح.

ودعا المندوب التونسي إلى بذل مساع أكثر لتشجيع الأطراف المعنية مباشرة على الاحتكام إلى الحوار والتفاوض بغرض التوصل إلى تسوية للنزاع بالطرق السلمية، مشددا على أنه "لا خيار لحل هذه الأزمة إلا بالحوار والطرق السلمية." 

وأعرب السيد طارق الأدب عن اعتقاده بأن اتفاقات مينسك التي صادق عليها مجلس الأمن تبقى من بين المسارات المتاحة لتجاوز الأزمة، مؤكدا على احترام مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة من قبل الجميع بغرض الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.

قطر: تشديد على ضرورة وضع الحالة الإنسانية للمتأثرين كأولوية

المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، قالت إن قرار الجمعية العامة "الاتحاد من أجل السلام" الذي عملا به عقدت الجمعية العامة هذه الجلسة الطارئة "يبدأ بالإشارة إلى أول غرضين من الأغراض التي من أجلها أنشأت الأمم المتحدة وهما: صون السلم والأمن الدوليين وتطوير العلاقات بين الدول." 

ودعت جميع الدول الأعضاء إلى ضمان تحقيق هذه الأغراض الأساسية.

وحثت الأطراف على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد والتزام السبل السلمية والدبلوماسية لتسوية المنازعات، مشيرة إلى أن مبادئ السياسة الخارجية لدولة قطر تقوم على الالتزام بأغراض ومبادئ وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.

وأكدت الشيخة علياء على احترام سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها في حدودها المعترف بها دوليا. 

وقالت إن دولة قطر على قناعة بأن السبيل لتسوية الأزمة الراهنة وتلبية المشاغل المشروعة لجميع الأطراف هو الحوار البناء بروح توافقية بناء على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. 

وفي الختام، شددت السفيرة القطرية على ضرورة إبقاء الحالة الإنسانية للمتأثرين بالعنف والنازحين واللاجئين كأولوية قصوى، وتقديم المساعدة اللازمة مع الالتزام بمبادئ الدولية لتقديم المساعدة الإنسانية.

قرار مرتقب

وقد أسدلت الجمعية العامة الستار على يومها الثاني من المداولات حول الحالة في أوكرانيا.

ومن المتوقع أن تشهد الجلسة الختامية، يوم غد الأربعاء، اعتماد قرار بشأن الأزمة الأوكرانية. 

وتشمل قائمة المتحدثين ليوم غد جزر سليمان، ميانمار، باكستان، جيبوتي، بوتان، بيلاروس، الولايات المتحدة، مالطا، والكرسي الرسولي.