منظور عالمي قصص إنسانية

أوكرانيا: الجمعية العامة تناقش مشروعي قرارين متنافسين بشأن المساعدة الإنسانية

 سفير أوكرانيا، سيرغي كيسليتسيا، متحدثا في قاعة الجمعية العامة، خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة.
© UN Photo/Mark Garten
سفير أوكرانيا، سيرغي كيسليتسيا، متحدثا في قاعة الجمعية العامة، خلال الجلسة الطارئة للجمعية العامة.

أوكرانيا: الجمعية العامة تناقش مشروعي قرارين متنافسين بشأن المساعدة الإنسانية

السلم والأمن

اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، في جلستها الطارئة الثانية حول الأزمة الأوكرانية منذ غزو روسيا للبلاد في 24 شباط/فبراير، حيث تم تقديم مشروعي قرارين متشابهين لكن مختلفين أمام المندوبين، يهدفان لمعالجة الأزمة الإنسانية التي بدأت تتكشف.

مشروع القرار الأول، قدمته أوكرانيا ودول أعضاء أخرى بعنوان "العواقب الإنسانية للعدوان على أوكرانيا"، وهو يحمّل الهجوم الروسي على أوكرانيا المسؤولية في التسبب في خلق الوضع الإنساني "الرهيب"، ويدفع باتجاه إنشاء ممر إنساني، ويطالب بوقف القتال وسحب القوات الروسية.

يأمل مؤيدو هذا المشروع في البناء على القرار الذي شجب "العدوان الروسي على أوكرانيا"، والذي تم تبنيه في 2 آذار/مارس، بأغلبية 141 صوتا، مع تصويت خمس دول - روسيا وبيلاروس وإريتريا وكوريا الشمالية وسوريا – ضد المشروع، وامتناع 35 دولة، بما في ذلك الصين، عن التصويت.

وفي الوقت نفسه، اقترحت جنوب أفريقيا مشروع قرار منافس للنظر فيه، بعنوان "الوضع الإنساني الناشئ عن الصراع في أوكرانيا" والذي لا يشير في نصه إلى روسيا.

وصل الوضع إلى مستوى الكارثة

متحدثا في قاعة الجمعية، انتقد سفير أوكرانيا، سيرغي كيسليتسيا، ما أسماه "بحرب روسيا غير المبررة والتي لا ضرورة لها،" وقسمت حياة الملايين من مواطني بلاده إلى جزئين.

ورسم صورة قاتمة لأناس يتضورون جوعا، ومدن مدمرة، ودول مجاورة تعاني في تقديم الإغاثة للفارين من الحرب، قائلا: "باختصار - لقد وصل (الوضع) بالفعل إلى مستوى الكارثة الإنسانية".

وأشار إلى أن "18 دولة شاركت بالفعل في رعاية" مشروع القرار الذي صاغته فرنسا والمكسيك، وقال إن البلدان التي ستصوت لصالحه سترسل "رسالة قوية" نحو "تقدم كبير في العمل الإنساني على الأرض".

وناشد السيد كيسليتسيا تقديم الدعم "لمنع التأثير غير المباشر على العالم بأسره".

كارثة أخرى "تفطر القلب"

قال السفير أولوف سكوغ، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة - والذي يضم معظم الدول التي تستقبل ملايين اللاجئين الأوكرانيين - إنه "من المفجع أن نرى كارثة إنسانية أخرى تتكشف أمام أعيننا" بالإضافة إلى تلك الموجودة في أفغانستان وسوريا واليمن وإثيوبيا والسودان وأجزاء أخرى من العالم.

وقال "بدلا من الانضمام إلى الجهود الدولية لتضميد الجراح الموجودة أصلا، تفتح روسيا جراحا جديدة".

ووصف السيد سكوغ الأزمة الأوكرانية بأنها "أسرع أزمة لاجئين متنامية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية"، مشيرا إلى أن دول الاتحاد الأوروبي أبقت حدودها مفتوحة أمام كل من يفر من الحرب، "بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين".

وفي الوقت نفسه، يعرّض الصراع الملايين خارج أوروبا لخطر انعدام الأمن الغذائي، حيث تستورد العديد من البلدان نصف قمحها على الأقل من روسيا أو أوكرانيا.

وأضاف: "يجب على روسيا وقف هذه الحرب وإنهاء هذه المعاناة غير الضرورية"، مجددا الدعوة لموسكو لوقف العمل العسكري و "سحب جميع القوات من جميع أراضي أوكرانيا، على الفور ودون قيد أو شرط".

الفرار إلى بولندا

بدورها، ذكّرت السفيرة البولندية يوانا سكوتشيك بأن العواقب الإنسانية لا تقتصر على الأوكرانيين في وطنهم.

وأشارت إلى أن 2.2 مليون شخص منهم فروا الآن إلى بولندا، ووصفت "التدفق المستمر" للأشخاص "المصابين بصدمات شديدة" الذين يبحثون عن الأمان في بلدها.

"لقد سجلنا بالفعل 170 جنسية على حدودنا. إن عواقب الغزو الروسي لأوكرانيا محسوسة في كل دولة حول العالم تقريبا. إنه يؤثر على أوكرانيا، ويؤثر على أوروبا، ويؤثر علينا جميعا".

صورة "زائفة"

قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نبينزيا، إن النص الذي قدمته أوكرانيا رسم "صورة خاطئة أحادية البعد" لما يحدث، متجاهلا أسباب الأزمة الأوكرانية ودور الغرب في استخدام البلاد كبيدق الشطرنج "في لعبة جيوسياسية ضد روسيا".

ودعا "جميع الدول التي تتمتع بالعقل السليم" إلى دعم المشروع الذي اقترحته جنوب أفريقيا بدلا من ذلك، والذي لا يحتوي، على حد قوله، على عناصر سياسية.

لن يؤدي دعم هذا النص إلى "إرسال إشارة للمدنيين في أوكرانيا بأن الأمم المتحدة تدرك وضعهم الصعب وتحاول مساعدتهم" فحسب، بل يوفر أيضا "فرصة لاتخاذ موقف بشأن الضغوط الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة" التي تتعرض لها العديد من البلدان بسبب الضغط الغربي.

السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا متحدثا في جلسة الجمعية العام الخاصة بشأن تطورات الوضع بين بلاده وأوكرانيا
UN Photo/Evan Schneider
السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا متحدثا في جلسة الجمعية العام الخاصة بشأن تطورات الوضع بين بلاده وأوكرانيا

الاتحاد ضد الوحشية

أوضحت السفيرة الأميركية، ليندا توماس-غرينفيلد، أن الولايات المتحدة لا يمكنها دعم نص لا يشير إلى مسؤولية روسيا الفردية في خلق الأزمة الإنسانية في أوكرانيا.

كما أكدت أن موسكو تحاول تقويض العمل الإنساني للأمم المتحدة من خلال دعم القرارات المتنافسة، في كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن.

وقالت: "هذه الحرب لم تظهر من فراغ" واصفة القرار الإنساني الذي قدمته عشرات الدول، بما في ذلك أوكرانيا، بأنه "فرصة مهمة لإظهار وحدتنا ضد وحشية هذا الصراع - والتزامنا بمحاسبة الجناة."