منظور عالمي قصص إنسانية

المنظمات الإنسانية الأممية تدعو إلى تجنيب المدنيين الأوكرانيين وتؤكد زيادة المساعدات

لاجئون من أوكرانيا يدخلون إلى بولندا.
© UNHCR/Chris Melzer
لاجئون من أوكرانيا يدخلون إلى بولندا.

المنظمات الإنسانية الأممية تدعو إلى تجنيب المدنيين الأوكرانيين وتؤكد زيادة المساعدات

المساعدات الإنسانية

قال موظفو الأمم المتحدة العاملون في المجال الإنساني يوم الثلاثاء إن أكثر من 600 ألف شخص فرّوا من أوكرانيا في أقل من أسبوع، منذ بدء الهجوم العسكري الروسي، فيما وجهوا نداء لحماية المدنيين وتجنيبهم المزيد من إراقة الدماء.

وقال المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر: "نحن نعلم أن الأطفال قد قُتلوا، ونعلم أن الآلاف والآلاف معرّضون للخطر، ونعلم أن المزيد من الأطفال، بشكل مؤلم، سيموتون أو سيصابون في هذه (الأزمة) ما لم يتوقف القتال."

العائلات تفرّقت

متحدثا من هاتفه المحمول من غرب أوكرانيا، حيث كان نزوح العائلات والطلاب، وكان المهاجرون يشقون طريقهم غربا نحو بولندا، من بين البلدان المجاورة الأخرى، قال السيد إلدر إن التصعيد العسكري الذي تم الإبلاغ عنه في العديد من المدن الأوكرانية سيؤدي إلى فصل المزيد من الأطفال عن عائلاتهم.

وأضاف يقول: "سنرى المزيد من الآباء يسلمون الأطفال عبر حرس الحدود في بولندا."

وشدد إلدر على أنه لا تزال الاحتياجات مرتفعة داخل أوكرانيا، في المناطق الأكثر تضررا من العنف، حيث أظهرت الصور التي نُقلت على نطاق واسع ما يبدو أنه قافلة عسكرية روسية تقترب من كييف، وتمتد لمسافة 60 كيلومترا.

وتابع يقول: "الهدف الأساسي هو توسيع هذا الدعم عبر أوكرانيا، نحن بحاجة إلى هذا الدعم الآن لأن الصراع (قد خرج) من الشرق، نحتاج إلى أن ينتقل (الدعم) عبر المدن الكبرى الأخرى."

بلجأ الأوكرانيون إلى المدارس من أجل حماية أنفسهم أثناء العمليات العسكرية الجارية في كييف.
© UNICEF/Victor Kovalchuk/UNIAN
بلجأ الأوكرانيون إلى المدارس من أجل حماية أنفسهم أثناء العمليات العسكرية الجارية في كييف.

برنامج الأغذية العالمي: عملية طارئة لمدة ثلاثة أشهر

قال برنامج الأغذية العالمي يوم الثلاثاء إنه شرع بعملية طارئة لمدة ثلاثة أشهر في أوكرانيا لتقديم المساعدة الغذائية للأشخاص الفارين من الصراع.

وتعمل الوكالة على توسيع نطاق وصولها إلى 3.1 مليون مدني من خلال استخدام التحويلات القائمة على النقد، وكذلك توزيع المواد الغذائية العينية إذا لزم الأمر.

ويقول موظفو برنامج الأغذية العالمي في العاصمة كييف إن الإمدادات الغذائية آخذة في النفاد، ورفوف محلات البقالة شبه فارغة. وتخطط الوكالة لتقديم المساعدة من خلال توزيع المواد الغذائية العينية، والنقد متعدد الأغراض وقسائم الطعام التي يمكن استخدامها في متاجر محددة.

أما الشحنات الأولى التي تبلغ 400 طن من حصص الاستجابة الفورية فهي في طريقها من تركيا إلى المعابر الحدودية الرومانية والبولندية مع أوكرانيا.

كما سيتم إرسال حوالي 200 طن إلى كل موقع ومن المتوقع أن تصل بحلول نهاية الأسبوع. ويأخذ ذلك عادة شكل وجبات جاهزة للأكل، لا تتطلب الكثير من التحضير، بما في ذلك الأطعمة المعلبة والحنطة السوداء.

أشخاص يعبرون الحدود من أوكرانيا إلى بولندا
© UNICEF/UNIAN
أشخاص يعبرون الحدود من أوكرانيا إلى بولندا

تقديم الدعم على الحدود

Tweet URL

"في الوقت الحالي، يركز دعمنا على هؤلاء الأشخاص الذين يذهبون إلى الحدود، ونقل الدعم إلى بولندا ورومانيا. لدينا شاحنات – ونحن نتحدث في هذه الأثناء -تصل إلى الحدود في بولندا ورومانيا مع الرعاية الصحية الطارئة والصرف الصحي والدعم التعليمي والدعم النفسي."

ويأتي هذا التطور في الوقت الذي قالت فيه المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسيل، إن أطفالا قُتلوا وأصيبوا بجراح، مستشهدة بتقارير تفيد بتعرّض "المستشفيات والمدارس ومرافق المياه والصرف الصحي ودور الأيتام للقصف" باستخدام أسلحة متفجرة في مناطق سكنية.

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فرّ أكثر من 600,000 شخص من الوضع المميت والمتدهور داخل أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، شابيا مانتو: "كما تعلمون، فإن الأعداد تتزايد بشكل كبير، لدينا الآن أكثر من 660,000 لاجئ فرّوا من أوكرانيا في الأيام الستة الماضية وحدها."

أكبر أزمة لاجئين في أوروبا هذا القرن

"بهذا المعدل، يبدو أن الوضع سيصبح أكبر أزمة لاجئين في أوروبا هذا القرن، وتقوم مفوضية اللاجئين بحشد الموارد للاستجابة بأسرع ما يمكن وبفعالية قدر الإمكان."

وتأكيدا على تلك الرسالة، أشارت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة، صفاء مسيحلي، إلى أن هناك أيضا ما يُقدّر بـ "470,000 شخص من رعايا الدول الثالثة في أوكرانيا" بما في ذلك عدد كبير من الطلاب الأجانب والمهاجرين العاملين في البلاد.

وقالت السيدة مسيحلي إن العديد منهم لا يزالون عالقين داخل أوكرانيا، على الرغم من وصول 6,000 على الأقل من رعايا الدول الثالثة إلى مولدوفا وسلوفاكيا وحدهما.

وأشارت إلى أن عدة دول طلبت مساعدة وكالة الأمم المتحدة للمساعدة في إعادة مواطنيها إلى أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.

وأضافت تقول: "تقوم المنظمة الدولية للهجرة بمساعدة أكثر من 50 مواطنا تونسيا عبروا الحدود إلى مولدوفا على الانتقال إلى رومانيا قبل عودتهم إلى الوطن من خلال رحلة طيران مستأجرة، بالتنسيق مع السلطات المختصة."

طفلة لاجئة من أوكرانيا تقف مع كلبها في مركز مؤقت للاجئين بالقرب من نقطة عبور بالانكا على حدود جمهورية مولدوفا وأوكرانيا، في 26 شباط/فبراير 2022.
© UNICEF/Constantin Velixar
طفلة لاجئة من أوكرانيا تقف مع كلبها في مركز مؤقت للاجئين بالقرب من نقطة عبور بالانكا على حدود جمهورية مولدوفا وأوكرانيا، في 26 شباط/فبراير 2022.

منظمة الصحة العالمية: يجب حماية أرواح المدنيين

شددت منظمة الصحة العالمية على قدسية المدنيين والبنية التحتية المدنية، في تسليطها الضوء على المخاوف من استهداف المستشفيات والعاملين الصحيين والمرضى في "الهجوم" الروسي.

وقال كريتسيان لايندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية: "نحن قلقون بشأن التقارير عن الهجمات على (قطاع) الصحة. تلقينا عدة تقارير غير مؤكدة عن هجمات على المستشفيات والبنية التحتية الصحية، لكن تم التحقق من هجوم 24 شباط/فبراير فقط."

التضامن

أفاد السيد إلدر من اليونيسف بأنه بعيدا عن العنف وسفك الدماء، كان تضامن "الأوكرانيين العاديين" مع معظم النازحين حديثا "استثنائيا."

"رأيت جدات يطهون الطعام في الطريق، وأشخاصا يقدمون سريرا لمن هم في محطة القطار، ورأيت فتيات مراهقات يصنعن البسكويت ويقرعن على أبواب السيارات لتقديمها للأشخاص الذين أتوا وسافروا على مدار ثلاثة أيام وقطعوا (مسافة) 500 كيلومتر من كييف."

وأدان مسؤولو الأمم المتحدة التقارير التي تفيد بأن العديد من الطلاب الأجانب من أفريقيا، والمهاجرين الذين يعيشون ويعملون في أوكرانيا قد تعرّضوا لسوء المعاملة والإيذاء من قبل المسؤولين أثناء محاولتهم الانضمام إلى الهجرة الجماعية.

وقالت ليز ثروسيل، المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان: "التمييز والعنصرية أخطاء مطلقة والمفوضة السامية (لحقوق الإنسان) ومكتبنا كانا صريحين للغاية في الدعوة إلى (منع) ذلك."

وأضافت تقول: "فيما يتعلق بالوضع الذي قد يحدث على الحدود فمن الواضح أن هذا شيء يجب مراقبته."

وأشارت إلى أنها تعتقد أن الدعوة ستكون "السماح للجميع بدخول (بلد أجنبي) دون تمييز على أساس العرق أو الإثنية."