منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: أكثر من 300 ألف انتهاك جسيم ضد الأطفال في الصراعات

طفلتان تبلغان من العمر ثماني سنوات تقفان وسط الأنقاض في مدرستهما المدمرة في بوزوفا، أوكرانيا.
© UNICEF/Olena Hrom
طفلتان تبلغان من العمر ثماني سنوات تقفان وسط الأنقاض في مدرستهما المدمرة في بوزوفا، أوكرانيا.

اليونيسف: أكثر من 300 ألف انتهاك جسيم ضد الأطفال في الصراعات

السلم والأمن

مع عقد مؤتمر أوسلو حول حماية الأطفال في النزاعات المسلحة، أفادت اليونيسف بأنه منذ بدء المراقبة في عام 2005، تحققت الأمم المتحدة من 315 ألف انتهاك جسيم ارتكبته أطراف النزاع في أكثر من 30 حالة صراع في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.

وفي بيان أصدرته اليوم الاثنين بالتزامن مع اجتماع الدول والجهات المانحة والمجتمع الإنساني في النرويج، دعت اليونيسف إلى التمسك بالقانون الدولي، ومحاسبة المرتكبين، وتوفير الأموال الضرورية لحماية الأطفال المعرضين للخطر.

وبحسب الوكالة الأممية، فإن ما لا يقل عن 120 ألف طفل قتلوا أو شوهوا بسبب الحروب حول العالم بين عامي 2005 و2022، أي بمعدل 20 ضحية يومياً، وحذرت من أن العدد الحقيقي للانتهاكات الجسيمة، والتي تشمل أيضاً التجنيد والاختطاف والعنف الجنسي، من المرجح أن تكون أعلى من ذلك بكثير.

كما تحققت الأمم المتحدة من أكثر من 16 ألف هجوم على المدارس والمستشفيات خلال نفس الفترة، وأكثر من 22 ألف حالة منع فيها الأطفال من الوصول إلى المساعدات الإنسانية.

وأشارت اليونيسف إلى أن ملايين الأطفال الآخرين قد نزحوا من منازلهم ومجتمعاتهم، أو فقدوا أصدقاءهم أو أسرهم أو انفصلوا عن والديهم أو مقدمي الرعاية.

"حرب على الأطفال"

قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن العالم لا يفعل ما يكفي لحماية الأطفال من الحروب على الرغم من درايته بما يجب القيام به. وشددت على ضرورة التأكد من أن الأطفال "لا يدفعون ثمن حروب الكبار" فيما تواصل الأمم المتحدة توثيق الانتهاكات المأساوية والمتوقعة ضدهم.

وأضافت: "أي حرب هي في النهاية حرب على الأطفال. إن التعرض للنزاع له آثار كارثية على حياتهم".

ودعت المديرة التنفيذية إلى اتخاذ إجراءات جريئة وملموسة لتحسين حماية الأطفال الأكثر ضعفاً حول العالم.

عدم مواجهة التحدي

على الرغم من دعمها لملايين الأطفال المتضررين عبر حالات النزاع، شددت اليونيسف على أن حجم مخاطر حماية الطفل لا يقابله حجم التمويل المتاح لمعالجة هذه القضايا.

وأشارت إلى تحليل جديد كشف أنه بحلول عام 2024 سيحتاج قطاع حماية الأطفال إلى 1.05 مليار دولار أمريكي لتلبية احتياجاتهم في النزاعات المسلحة، ليرتفع إلى 1.37 مليار دولار بحلول عام 2026. ويشمل ذلك خدمات هامة مثل لم شمل الأسر ودعم الصحة العقلية ومنع التجنيد.

إلا أن الدراسة أشارت أيضاً إلى عجز وشيك في التمويل إذا استمرت الوتيرة الحالية للتمويل الإنساني، وتوقعت أن يصل إلى 835 مليون دولار عام 2024، ليتفاقم إلى 941 مليون دولار بحلول عام 2026.

التزامات جريئة

بينما يجتمع القادة في أوسلو، دعت اليونيسف الحكومات إلى تقديم التزامات جديدة وجريئة لدعم وتفعيل القوانين والمعايير الدولية المعمول بها بالفعل لحماية الأطفال في الحروب، ووقف تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل الجماعات والقوات المسلحة، ووقف استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.

كما دعت إلى محاسبة الجناة عندما تنتهك حقوق الأطفال، وإلى تكثيف التمويل الحيوي لحماية الأطفال في حالات النزاع بالنطاق والسرعة المطلوبين.

وفي هذا الصدد، قالت السيدة راسل: "يجب أن نقدم استجابة لحماية الأطفال تعادل التحديات التي نواجهها. نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا للوصول إلى جميع الأطفال المحتاجين، ولا سيما الأطفال الأكثر ضعفا".

وشددت على ضرورة أن تبني خدمات الحماية على النظم القائمة والهياكل المجتمعية، وأن تضع الأطفال وحمايتهم في قلب العمل الإنساني.

يذكر أن مؤتمر أوسلو حول حماية الأطفال في النزاعات المسلحة سيعقد يومي 5 و6 حزيران /يونيو، وتشترك في تنظيمه اليونيسف وحكومة النرويج ومنظمة إنقاذ الطفولة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والاتحاد الأفريقي، ومكتب الممثل الخاص للأمين العام للأطفال والنزاع المسلح، والتحالف من أجل حماية الطفل في العمل الإنساني.