منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة العمل الدولية تدعو الدول لحماية مستقبلها من خلال تحسين ظروف العمال الأساسيين

تدير مارثا ماوتشا شركة تصنيع وبدأت في صنع جل معقم لليدين خلال جائحة كوفيد-19.
ILO/KB Mpofu
تدير مارثا ماوتشا شركة تصنيع وبدأت في صنع جل معقم لليدين خلال جائحة كوفيد-19.

منظمة العمل الدولية تدعو الدول لحماية مستقبلها من خلال تحسين ظروف العمال الأساسيين

التنمية الاقتصادية

شددت منظمة العمل الدولية على ضرورة تحسين أجور وظروف العمال الأساسيين الذين لعبوا دوراً محورياً في استمرارية حياة الأسر، والمجتمعات والاقتصادات بينما كان العالم في حالة إغلاق بسبب فيروس كورونا، إذا أرادت الدول حماية نفسها في المستقبل من الأزمة العالمية المقبلة.

ووفقاً لتقرير جديد صدر اليوم الأربعاء عن المنظمة، مستندا إلى بيانات من 90 دولة، لا يزال العمال الأساسيون "مُقيمين بأقل من قيمتهم الحقيقية" ولم يتم الاعتراف بمساهماتهم بشكل كافٍ.

وقال مدير عام المنظمة، جيلبرت هونجبو: "إن تقدير العمال الأساسيين يعني ضمان حصولهم على أجور مناسبة وعملهم في ظروف جيدة. العمل اللائق هدف لجميع العمال، ولكنه مهم بشكل خاص للعاملين الرئيسيين، الذين يقدمون الضروريات والخدمات الحيوية في السراء والضراء".

من جهتها أكدت مانويلا تومي، مساعدة المدير العام لشؤون الحوكمة والحقوق والحوار لدى المنظمة، أن القطاعات الأساسية في عدد من البلدان تواجه نقصاً في اليد العاملة، "لأن الناس يترددون بشكل متزايد في الانخراط في عمل لا يقدر بشكل مناسب وكاف وعادل من قبل المجتمع، ولا تتم مكافأته من حيث أجور أفضل وظروف عمل محسنة".

نقص في الرواتب والحماية

يركز التقرير المعنون "العمالة العالمية والتوقعات الاجتماعية لعام 2023: قيمة العمل الأساسي" على العاملين الأساسيين في قطاعات مثل الصحة وتجارة التجزئة وأنظمة الغذاء والأمن والصرف الصحي والنقل. وتظهر النتائج التي توصلت إليها منظمة العمل الدولية أنه خلال أزمة كوفيد-19، عانى هؤلاء العمال من معدلات وفيات أعلى من العمال في القطاعات الأخرى بسبب زيادة تعرضهم للفيروس.

كما أن 29 في المائة من هؤلاء العمال يعتبرون من ذوي الأجور المنخفضة، أي أنهم يكسبون أقل من ثلثي الأجر المتوسط، وتصل هذه النسبة إلى 47 في المائة من العمال في قطاع الأنظمة الغذائية و31 في المائة من العاملين في قطاعي التنظيف والصرف الصحي.

الاستثمار في المستقبل

يصر ريتشارد سامانس، مدير قسم الأبحاث لدى منظمة العمل الدولية، على أن الاستثمار في تحسين الأجور وظروف العمل للعاملين الرئيسيين هو مسألة عدالة، وحماية للبلدان في المستقبل في حالة وقوع حالة طوارئ عالمية أخرى.

وأضاف: "هذه فرصة للحصول على مكافأتين في آن معا: تحسين ظروف العمل، وتقليل أوجه القصور في العدالة الاجتماعية التي يواجهها العديد من العمال في هذه الفئات، ولكن أيضاً لتعزيز مرونة الاقتصادات، وقدرتها على تحمل الصدمات مهما كانت طبيعتها، سواء كانت جائحة مستقبلية، أو كارثة طبيعية، أو ما إلى ذلك".

تشمل التوصيات الرئيسية في التقرير تعزيز اللوائح في المجالات الأساسية مثل الأجور وسلامة مكان العمل، فضلاً عن استهداف الاستثمارات في قطاعي الصحة والغذاء ودعم الشركات الصغيرة.

بائعة متجولة تبيع البيض في دييجو-سواريز في مدغشقر.
© ILO/Marcel Crozet
بائعة متجولة تبيع البيض في دييجو-سواريز في مدغشقر.

مخاطر نقص العمالة

يُظهر تقرير منظمة العمل الدولية وجود فجوة في الدخل بين العمال الرئيسيين وغير الرئيسيين تبلغ 26 في المائة في المتوسط. تتميز ظروف العمل في الوظائف الأساسية أيضاً بساعات طويلة لا يمكن التنبؤ بها، وفرص تدريب محدودة، وتغطية ضعيفة من حيث الحماية الاجتماعية، بما في ذلك قلة فرص الحصول على إجازات مرضية مدفوعة الأجر.

يعمل ما يقرب من واحد من كل ثلاثة عمال أساسيين في جميع أنحاء العالم بعقد مؤقت، مما يؤثر سلباً على أمنهم الوظيفي واستحقاقاتهم.

وتؤكد منظمة العمل الدولية أن ظروف العمل السيئة للعمال الرئيسيين، سوءا في البلدان مرتفعة أو منخفضة الدخل، تفاقم معدل دوران الموظفين ونقص العمالة، مما يعرض توفير الخدمات الأساسية للخطر.

الاستفادة من دروس الجائحة

حثت منظمة العمل الدولية الحكومات وأصحاب العمل ومنظمات العمال على العمل معاً لضمان استمرارية توفير السلع والخدمات الرئيسية، من خلال تعزيز الاستثمار في البنية التحتية المادية والقدرة الإنتاجية والموارد البشرية للقطاعات الرئيسية. وقالت إن هذه الاستراتيجية تشكل "بوليصة التأمين" وستأتي بعوائد أكبر من تكاليفها عندما تضرب العالم الأزمة التالية.