منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير أممي: رغم تراجع البطالة، ما زالت ظروف التوظيف السيئة تحديا ماثلا على مستوى العالم

عمال مهاجرون يعدون الأسماك في أحد الأسواق بدبي في الإمارات العربية المتحدة. ويمثل العمال والموظفون المهاجرون في دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من نصف مجموع العاملين.
ILO/Deloche P
عمال مهاجرون يعدون الأسماك في أحد الأسواق بدبي في الإمارات العربية المتحدة. ويمثل العمال والموظفون المهاجرون في دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من نصف مجموع العاملين.

تقرير أممي: رغم تراجع البطالة، ما زالت ظروف التوظيف السيئة تحديا ماثلا على مستوى العالم

التنمية الاقتصادية

بينما يحرز العالم، تقدما بمعدلات بطيئة جدا، في خفض معدلات البطالة، ما زالت ظروف العمل السيئة وقلة فرص العمل اللائق هي التحدي الأكبر للناس في أسواق العمل في الكثير من دول العالم اليوم، حسب تقرير أممي جديد.    

وتظهر البيانات الجديدة التي أطلقتها منظمة العمل الدولية في تقريرها "عالم التوظيف والتوقعات الاجتماعية: اتجاهات عام 2019" أن الغالبية من مجموع الـ 3.3 مليار شخص في سوق العمل خلال عام 2018 ظلوا "يعانون إحساسا أقل بالأمان لعدم كفاية الأمن الاقتصادي والرفاه المادي وتكافؤ الفرص". وأكثر من ذلك، يقول التقرير،  إن التقدم في الحد من البطالة على مستوى العالم لا ينعكس على تحسين نوعية العمل، وظروفه اللائقة.

و قال ديميان غريمسو مدير البحوث في منظمة العمل الدولية للصحفيين في جنيف اليوم:

"من النتائج الرئيسية في تقرير الاتجاهات المتوقعة للتوظيف لعام 2019،  أن البطالة تواصل الانخفاض منذ الأزمة المالية، بمعدلات بطيئة جدا، وهي ثابتة الآن. ووصول البطالة إلى مستوى منخفض هو من الأخبار السارة، لكن ما يثير قلقنا هو عدم وجود فرص للعمل اللائق، بشكل كاف. فمن بين الـ 3.3 مليار الذين يعملون في العالم الآن، يقلقنا أن الكثير منهم يواجهون إحساسا بعدم الأمان فيما يخص مستقبل مداخيلهم. وهم موظفون بعقود عمل لا تناسبهم. نعرف ذلك لأن هؤلاء يقولون إنهم اختاروا هذه الوظيفة، دون إرادتهم؛ فهم مضطرون لقبول وظائف عمل مؤقتة أو بدوام جزئي، بينما ينتظرون فرصة لوظيفة دائمة أو بدوام كامل."

آفاق العمل في المنطقة العربية

وحسب تقرير منظمة العمل الدولية فمن المتوقع أن تظل البطالة في الدول العربية مستقرة عند حد الـ 7.3% حتى عام 2020، مع ملاحظة أن مستويات البطالة في الدول العربية خارج دول مجلس التعاون الخليجي هي الضعف، بالمقارنة.

لكن العمال المهاجرين يمثلون 41 في المائة من إجمالي العمالة في المنطقة، وفي دول مجلس التعاون الخليجي يعد أكثر من نصف العاملين من المهاجرين.

من ناحية أخرى، تمثِّل بطالة النساء في المنطقة العربية والتي تبلغ %15.6 ما يعادل ثلاثة أضعاف البطالة في أوساط الرجال؛ بينما تبلغ البطالة في أوساط الشباب من الجنسين أربعة أضعاف معدل الكبار.

العمل وأهداف التنمية المستدامة

كذلك يحذر التقرير، مع استمرار أوجه القصور الرئيسية في مسألة العمل اللائق، من أن الوصول بالمعدل الحالي للتقدم نحو تحقيق هدف العمل اللائق للجميع، كما هو محدد في أهـداف التنمية المستدامة يبدو "غير واقعي" بالنسبة للعديد من البلدان.

وأضافت ديبرا غرينفيلد نائبة المديرة العامة للشؤون السياسية في المنظمة أن "الهدف 8 لا يتعلق فقط بالتوظيف الكامل ولكن بنوعية هذا التوظيف" مشيرة إلى أن "المساواة والعمل اللائق هما ركيزتان أساسيتان من ركائز التنمية المستدامة".

وقد أبرز التقرير عددا من القضايا المهمة مثل عدم إحراز تقدم في سد الفجوة بين الجنسين في المشاركة في قوة العمل،  مشيرا  إلى أن 48% فقط من النساء يسهمن كقوى عاملة في سوق العمل مقارنة بنسبة 75% من الرجال.  كما يشير التقرير إلى استمرار ظاهرة العمالة غير الرسمية إذ تصل نسبة العمال المصنفين تحت هذه الظاهرة إلى 61% من القوة العاملة في العالم. بالإضافة لتدني نسبة توظيف الشباب المقلقة، فيقول التقرير إن أكثر من واحد من بين كل خمسة شبان (أقل من 25 سنة) خارج التوظيف أو التعليم أو التدريب.