منظور عالمي قصص إنسانية

الكاميرون: استمرار نزوح الآلاف من الناس بسبب الاشتباكات القبلية 

لاجئون من الكاميرون بعد وقت قصير من وصولهم إلى منطقة تشاري باغيرمي بالقرب من العاصمة إنجمينا.
© UNHCR/Aristophane Ngargoune
لاجئون من الكاميرون بعد وقت قصير من وصولهم إلى منطقة تشاري باغيرمي بالقرب من العاصمة إنجمينا.

الكاميرون: استمرار نزوح الآلاف من الناس بسبب الاشتباكات القبلية 

السلم والأمن

قالت مفوضية شؤون اللاجئين، اليوم الجمعة، إن الاشتباكات بين المجتمعات المحلية، التي اندلعت في منطقة أقصى شمال الكاميرون، خلال الأسبوعين الماضيين، تسببت في نزوح ما لا يقل عن 100 ألف شخص من منازلهم، على الرغم من أن العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
 

في الأيام القليلة الماضية، فر أكثر من 85 ألف شخص إلى تشاد المجاورة بينما أجبر ما لا يقل عن 15,000 كاميروني على النزوح داخليا.

خلال حديثه للصحفيين في جنيف، قال المتحدث باسم المفوضية، ماثيو سالتمارش، إن الدلائل تشير إلى أن النزوح إلى تشاد قد حدث بصورة متسارعة، حيث بلغ العدد الإجمالي ثلاثة أضعاف الرقم الذي تم الإبلاغ عنه الأسبوع الماضي، عندما عبر 30 ألف شخص الحدود بحثا عن الأمان.

قتلى وجرحى

وقد تسبب القتال في مقتل 44 شخصا وإصابة 111 آخرين. وأفادت التقارير بإحراق 112 قرية.

وفقا للمفوضية، فإن الغالبية العظمى من الوافدين الجدد إلى تشاد هم من الأطفال والنساء.

وقد وجد حوالي 48 ألف شخص ملاذا في 18 موقعا حضريا في العاصمة إنجمينا، وينتشر 37 ألف شخص في 10 مواقع ريفية على طول ضفاف نهر لوغون.

حاجة ماسة للمساعدات

جنبا إلى جنب مع السلطات المحلية، تسارع المفوضية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والشركاء في المجال الإنساني لتقديم المساعدة المنقذة للحياة.

وقد أعلنت المفوضية حالة الطوارئ من المستوى الثاني وتقوم بتوسيع نطاق عملياتها بسرعة لمساعدة المتضررين في الكاميرون واللاجئين الجدد الذين فروا إلى تشاد.

وقال المتحدث باسم المفوضية إن اللاجئين في حاجة ماسة إلى المأوى والبطانيات والحصائر ومستلزمات النظافة، مشيرا إلى أن المجتمعات المحلية تستضيف بسخاء بعض هؤلاء اللاجئين، لكن معظمهم لا يزالون ينامون في العراء وتحت الأشجار.

"وتقوم الفرق بمساعدة الحكومة على تحديد مواقع استضافة جديدة تقع على مسافة أبعد من الحدود بغية توفير حماية أفضل للاجئين بما يتماشى مع المعايير الدولية".

الجهود جارية

أما في أقصى شمال الكاميرون، فقد تم نشر قوات الأمن ولا تزال عمليات نزع السلاح جارية.

على الرغم من الإبلاغ عن عدد قليل من الحوادث، خلال الأسبوع الماضي، لا تزال حدة التوترات على أشدها.

ولكن مع ذلك، أفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن انعدام الأمن لا يزال يعيق قدرتها على الوصول إلى منطقة لوغوني بيرني الريفية حيث اندلعت الاشتباكات.

وقال ماثيو سالتمارش إن الفرق التابعة للمفوضية في مدينتي مارو وكوسيري تعمل على تقييم الحماية والاحتياجات الإنسانية للنازحين داخل البلاد، مشيرا إلى أن العديد من النازحين أبلغوا عن صعوبات في العثور على مياه صالحة للشرب ولا يمكنهم الوصول إلى المراحيض. 

شهر من العنف

اندلعت الاشتباكات في البداية في 5 كانون الأول/ ديسمبر في قرية أولومسا الحدودية، في أعقاب نزاع بين الرعاة والصيادين والمزارعين حول موارد المياه المتضائلة.

تؤدي أزمة المناخ إلى تفاقم المنافسة على الموارد، وخاصة المياه. وانخفضت مستويات المياه في بحيرة تشاد، في المنطقة الشمالية البعيدة من الكاميرون، بنسبة تصل إلى 95 في المائة في السنوات الستين الماضية.

وقد نظمت مفوضية اللاجئين والسلطات الكاميرونية منتدى للمصالحة في أوائل كانون الأول/ ديسمبر تعهد خلاله ممثلو المجتمعات بإنهاء العنف.

وحذر سالتمارش من أنه "بدون اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة، يمكن أن يتصاعد الوضع بصورة أكثر حدة"، داعيا إلى تقديم الدعم الدولي لمساعدة النازحين قسرا و "إنهاء العنف حتى يتمكن الناس من العودة إلى ديارهم بأمان".

وتعد تشاد موطنا لما يقرب من مليون لاجئ ومشرد داخليا، أما الكاميرون فهي موطن لأكثر من 1.5 مليون لاجئ ومشرد داخليا.