منظور عالمي قصص إنسانية

ديفيد شيرر: على قادة جنوب السودان الاختيار بين طريق السلام وطريق العنف

من الأرشيف/ يرافق جنود حفظ السلام الإثيوبيين في بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان مجموعة من النساء خارج موقع تديره الأمم المتحدة لخلق محيط آمن يمكّن النساء من البحث عن الحطب دون التعرض لخطر الهجوم ، 28 آذار/مارس 2017.
UNMISS\Nektarios Markogiannis
من الأرشيف/ يرافق جنود حفظ السلام الإثيوبيين في بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان مجموعة من النساء خارج موقع تديره الأمم المتحدة لخلق محيط آمن يمكّن النساء من البحث عن الحطب دون التعرض لخطر الهجوم ، 28 آذار/مارس 2017.

ديفيد شيرر: على قادة جنوب السودان الاختيار بين طريق السلام وطريق العنف

السلم والأمن

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان، ديفيد شيرر "أمام قادة البلاد خياران فقط: السلام أو العنف". جاء ذلك في إحاطته عصر اليوم الثلاثاء أمام جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في جنوب السودان.

وكان اتفاق السلام الذي تم انعاشه في جنوب السودان قد مدد لمئة يوم. ثلث هذه المدة مرّت بالفعل بحسب الممثل الخاص الذي أوضح أنه رغم تخفيف التمديد الثاني من حجم القلق - مؤقتا على الأقل - لأنه يحافظ على وقف إطلاق النار، "إلا أنه خيب آمال كثير من المواطنين الذين يعتقدون بأنه كان ينبغي إحراز المزيد من التقدم".

وكان من المتوقع أن يشكل الرئيس سلفا كير، وزعيم المعارضة ريك مشار، حكومة انتقالية موحدة بحلول منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك تمشيا مع اتفاق السلام الذي تم تنشيطه في أيلول/سبتمبر الماضي. مع مرور الأيام، تم تمديد هذا الموعد النهائي لمدة 100 يوم أخرى.

وذكر السيد شيرر أن اتفاق السلام أدى إلى "عملية تحويلية" في جنوب السودان، سجلت انخفاضات حادة في الإصابات والخطف بين صفوف المدنيين، فضلا عن انخفاض العنف الجنسي. غير أن رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، قال متحدثا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من نيوزيلندا إن "اختيار تأخير الحكومة الانتقالية مرتين قلص الآمال الأولية، وأدى إلى انخفاض الثقة، وجعل الناس يشكون في أن الإرادة السياسية بين الأحزاب تتضاءل".

حاجة إلى التقدم في القضايا الرئيسية

جنوب السودان هو البلد الأحدث في العالم، حيث حصل على استقلاله عن السودان في تموز/يوليو 2011. ومع ذلك، فقد غرق في عدم الاستقرار السياسي والعنف على مدى السنوات الست الماضية.

وشدد السيد شيرر على دعم المجتمع الدولي لجنوب السودان، بما في ذلك من قبل الاتحاد الأفريقي والهيئة الإقليمية IGAD ومجلس الأمن التابع الدولي.

وقال إن "المشاركة الدولية، إلى جانب وجود الدكتور ريك مشار في جوبا خلال الأسبوع الماضي، وخلال اجتماعات وجها لوجه مع الرئيس كير، أدت إلى صدور تصريحات إيجابية من الزعيمين على مدار الـ 24 ساعة الماضية".

امرأة وأسرتها يعبرون سهلا غمرته مياه الفيضانات متوجهين إلى منزلهم في ولاية الوحدة بجنوب السودان
WFP/Gabriela Vivacqua
امرأة وأسرتها يعبرون سهلا غمرته مياه الفيضانات متوجهين إلى منزلهم في ولاية الوحدة بجنوب السودان

 

وأبلغ السيد شيرر المجلس أنه بحلول منتصف كانون الثاني/ يناير، يتعين إحراز تقدم في المجالات الرئيسية لاتفاق السلام، مثل إعادة توحيد القوات وكذلك في القضايا التي تتعلق بالولايات والحدود.

وأوضح أنه "نظرا لأن السلطة والوصول إلى الموارد من اختصاص الولايات، وبالتالي، مرتبطة غالبا بالجماعات العرقية، فهذا يعني أن هذه القضية بالذات مشحونة سياسيا".

النزاعات والفيضانات تهدد المواطنين

وفي الوقت نفسه، لا يزال الصراع يؤثر على شعب جنوب السودان.

وبينما ظل وقف إطلاق النار ساري المفعول إلى حد كبير، حذر رئيس بعثة الأمم المتحدة من أن تصاعد حدة المواجهات المجتمعية في الآونة الأخيرة يهدد بالتحول إلى عنف سياسي أكثر خطورة.

وقد تأثر نحو 900 ألف شخص بالفيضانات التي جرفت المحاصيل ودمرت المنازل وأثارت مخاوف من احتمال حدوث المجاعة. وقد أطلقت المنظمات الإنسانية خطة بقيمة 1.5 مليار دولار لدعم حوالي 5.6 مليون شخص في العام المقبل.

يتعين على جميع الأطراف الآن أن تختار الوفاء بأقوالها، وعلى الشركاء الدوليين أن يظلوا حازمين تماما في دعمهم-- ديفيد شيرر

وبالنظر إلى عام 2020، قال السيد شيرر إن الخيارات التي يتخذها قادة جنوب السودان الآن ستحدد مستقبل هذا البلد للأجيال القادمة.

وأكد أن الأمر متروك للجانبين في نهاية المطاف لإبداء الإرادة السياسية للتنفيذ الكامل لاتفاق تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال "إن الاجتماعات المشتركة في الأيام الماضية بين الرئيس كير والدكتور ريك مشار مشجعة، حيث تعهد الجانبان بعملية السلام. لقد أعادت بعض التفاؤل والزخم الذي ضاع بسبب التأخير في اتفاق السلام. "

وأضاف "يتعين على جميع الأطراف الآن أن تختار الوفاء بأقوالها، وعلى الشركاء الدوليين أن يظلوا حازمين تماما -وأنا متأكد من أنهم سيفعلون ذلك-، في دعمهم".