منظور عالمي قصص إنسانية

البعثة الأممية وقادة المجتمع المحلي يدينون أعمال عنف خلفت قتيلين في بانتيو، جنوب السودان

تعتبر بلدة بانتيو أكبر معسكر تلبع للأمم المتحدة بغرض حماية المدنيين الفارين من العنف والنزاع في جنوب السودان.
UNMISS\Nektarios Markogiannis
تعتبر بلدة بانتيو أكبر معسكر تلبع للأمم المتحدة بغرض حماية المدنيين الفارين من العنف والنزاع في جنوب السودان.

البعثة الأممية وقادة المجتمع المحلي يدينون أعمال عنف خلفت قتيلين في بانتيو، جنوب السودان

السلم والأمن

أصدر زعماء المجتمع اعتذارا، اليوم الاثنين، بعد أعمال شغب قام بها "شباب مخمورون" يوم 21 نوفمبر / تشرين الثاني في موقع للأمم المتحدة لحماية المدنيين تديره بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. الأحداث أسفرت عن مقتل شخصين وجرح ثمانية من موظفي الأمم المتحدة، من بينهم خمسة من ضباط الشرطة الأممية.

وكانت اشتباكات قد اندلعت يوم الخميس الماضي بين شباب وصفوا بأنهم مخمورون في بلدة بانتيو الشمالية، وعندما حاولت شرطة الأمم المتحدة التابعة للبعثة التدخل واستعادة النظام، قام مثيرو الشغب بالهجوم بالعصى على الضباط التابعين للبعثة، ورشقوهم بالحجارة.

وتعمل مواقع حماية المدنيين التابعة للأمم المتحدة، أو مراكز تقديم الدعم، على توفير ملاذ آمن للذين يفرون من العنف والنزاع. وقال بيان بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إنه "من غير المقبول أن يرتكب أفراد المجتمع العنف ضد بعضهم البعض أو ضد حفظة السلام الذين يجتهدون لتوفير الحماية للعائلات النازحة الضعيفة."

وقد التقى وفد من الجيش الشعبي لتحرير السودان (بالمعارضة) يوم الأحد مع زعماء المجتمع المحلي في موقع الحماية الذي تم الاعتداء عليه، وأدانوا العنف من الشباب وغيرهم من النازحين وموظفي الأمم المتحدة، ووعد الوفد بتقديم المساعدة لضمان مساءلة الجناة.

بعد يوم واحد من الحادث، التقى الموظفون المدنيون التابعون للأمم المتحدة مع أسرة أحد قتلى أعمال العنف، للتعبير عن تعازيهم، ليتعرضوا لاعتداء آخر حسبما أوردت البعثة. قام شباب في هذه الحادثة بتخريب سيارة تابعة للبعثة وحرقها، وهاجموا الموظفين، وضُرب أحدهم بعصا وجرح آخر.

جاء في بيان بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أن "الشباب قاموا أيضاً بمهاجمة حفظة السلام الغانيين الذين استجابوا للحادث، ورشقوهم بالحجارة، وبالرماح والقنابل الحارقة، التي أصابت إحداها مركبة وأشعلت فيه النيران". كما رصدت البعثة محاولة للاستيلاء على أسلحة من قوات حفظ السلام وتخريب موقعين للحراسة. وقالت البعثة إن جنودها "أطلقوا رصاصتين في الهواء لتفريق مثيري الشغب ".

وتقوم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، بمساعدة من قادة المجتمع المحلي، بإجراء تحقيق في أعمال الشغب، بما في ذلك التحقيق في الوفيات التي حدثت.

مواقع لحماية المدنيين تديرها بعثة الأمم المتحدة

حتى تاريخ 7 نوفمبر/تشرين الثاني هناك ما يقارب 190 ألفا و455 مدنيا يحتمون في مواقع مختلفة من قواعد بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان منهم 117 ألفا و767 مدنيا في بلدة بانتيو وحدها – وهو أكبر عدد من السكان المحتمين بمواقع البعثة في البلاد حتى الآن.

وقد تعرضت دولة جنوب السودان – الدولة الأحدث في العالم، والتي حصلت على استقلالها من السودان قبل ثماني سنوات فقط – لخراب كبير جراء الحرب الأهلية التي ظلت دائرة لأمد طويل.

وتصاعد القتال في عام 2013، بسبب اشتباكات بين مؤيدي الجيش الموالي للرئيس سلفا كير، والقوات الموالية لمنافسه والنائب السابق له، رياك مشار.

وكان من المقرر أن يشكل زعماء جنوب السودان من الجانبين حكومة انتقالية موحدة في أوائل هذا الشهر، تهدف إلى إنهاء سنوات الصراع، لكن أصحاب المصلحة والوسطاء الدوليين وافقوا على تمديد للموعد النهائي (12 تشرين الثاني/نوفمبر) لـ 100 يوم أخرى لحلحلة المشاكل العالقة.