منظور عالمي قصص إنسانية

وقوع هجوم كل يوم على مرافق الرعاية الصحية في إقليم شرق المتوسط

طبيب يجري عملية جراحية لصبي يبلغ من العمر 4 سنوات في ليبيا. مع استمرار النزاع في العاصمة طرابلس تستقبل المستشفيات العديد من الحالات الحرجة.
منظمة الصحة العالمية
طبيب يجري عملية جراحية لصبي يبلغ من العمر 4 سنوات في ليبيا. مع استمرار النزاع في العاصمة طرابلس تستقبل المستشفيات العديد من الحالات الحرجة.

وقوع هجوم كل يوم على مرافق الرعاية الصحية في إقليم شرق المتوسط

الصحة

شهدت منطقة شرق البحر المتوسط، التي تضم عددا من الدول العربية، وقوع هجوم واحد يوميا في المتوسط على مرافق الرعاية الصحية خلال العام الحالي مما أدى إلى مقتل وإصابة مئات العاملين في المجال الصحي أو الاعتداء عليهم وتدمير وتضرر المستشفيات وسيارات الإسعاف.
 

 

الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط قال إن "من المفجع أن كثيراً من تلك الهجمات نتجت عن تعمد المقاتلين استهداف مرافق الرعاية الصحية؛ وفي أحيان أخرى، نتجت عن الاستخدام العشوائي أو المتهور للقوة. وتعكس هذه الهجمات، في جميع الأحوال، تجاهلًا مزعجا للحق في الحفاظ على الصحة واحترام حرمة الرعاية الصحية".


وأعرب المنظري عن القلق بشأن انتشار تلك الهجمات. وقال إن مرافق الرعاية الصحية تعرضت للاعتداءات وتعطل عملها في جميع النزاعات التي يشهدها الإقليم، بسبب العدوان العسكري، مما حرم الفئات الأضعف من الخدمات الصحية.


وأضاف "خلال زياراتي لعدد من بلدان الإقليم، التقيت بمهنيين صحيين يعملون في ظروف شديدة الصعوبة. وقد تعرض بعضهم لهجمات مباشرة عندما أصيبت مرافق الرعاية الصحية التي يعملون فيها. ووقعت، في بعض الهجمات، أضرار واسعة النطاق استلزمت نقل المرضى - بمن فيهم الأطفال حديثو الولادة الموجودون في الحاضنات - إلى مناطق أكثر أمنا. وتذكر آخرون أصدقاء وزملاء قُتلوا أو أصيبوا بجروح بالغة وهم يعملون لإنقاذ أرواح الآخرين".


وأضاف أنه التقى بمرضى أجبروا على السفر لساعات طويلة للحصول على الرعاية المنقذة للحياة، لأن المستشفيات الأقرب إلى منازلهم قد تضررت أو دُمرت. وأخبره بعض الناس عن أفراد أسرهم وأصدقائهم الذين لم يتمكنوا من تحمل تكلفة النقل إلى أقرب مرفق صحي عامل، ولم يكن لديهم خيار سوى البقاء في المنزل وانتظار الموت البطيء.


وأضاف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية "أثرت في نفسي كثيراً قصص الفقد والصراع من أجل البقاء، وزادتني عزماً وتصميماً على مواصلة الاعتراض علنا على هذه الأعمال المروعة. ويجب في إقليمنا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن يتمكن المحتاجون إلى الرعاية الصحية المنقذة للحياة من الحصول عليها، بغض النظر عن موقعهم أو انتمائهم السياسي. فالصحة حق من حقوق الإنسان، ولكن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تحرم ملايين الناس من هذا الحق الأساسي".


وإلى أن يوجد حل سياسي للنزاعات المستمرة في العديد من بلدان إقليم شرق المتوسط، يجب احترام سلامة العاملين الصحيِّين والمرضى ومرافق الرعاية الصحية، كما قال المنظري، مشددا على ضرورة أن تظل الرعاية الصحية محايدة، لا سيما في سياق الأزمات، وألا تُستغل لدوافع سياسية أو لأغراض عسكرية.


وأعرب عن تقديره الكامل للعاملين في المجال الإنساني في الإقليم - وخارجه - الذين يخاطرون بحياتهم يوميا لمساعدة ملايين المعرضين للخطر بسبب النزاع. وحث جميع أطراف النزاع على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، والقوانين الدولية لحقوق الإنسان، لضمان حماية مرافق الرعاية الصحية. كما حث الدول الأعضاء وأعضاء المجتمع الدولي على محاسبة جميع مرتكبي هذه الجرائم.