منظور عالمي قصص إنسانية

اكتشاف مقابر جماعية في الكونغو الديمقراطية

نائب قائد بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يزور يومبي التي وقعت فيها اشتباكات بين طائفتي بانونو وباتيندي في ديسمبر 2018.
MONUSCO
نائب قائد بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يزور يومبي التي وقعت فيها اشتباكات بين طائفتي بانونو وباتيندي في ديسمبر 2018.

اكتشاف مقابر جماعية في الكونغو الديمقراطية

الصحة

كشفت تحقيقات أولية أجرتها الأمم المتحدة، حول مذبحة يدعى ارتكابها في غرب الكونغو الديمقراطية الشهر الماضي، عن مقتل 535 مدنيا على الأقل في أربعة هجمات.


وكانت ميشيل باشيليت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد ذكرت في منتصف الشهر الحالي أن تقارير موثوقة تفيد بمقتل مئات القرويين من أربعة مجتمعات في يومبي، في اشتباكات بين طائفتي بانونو وباتيندي وقعت خلال عدة أيام بدءا من السادس عشر من ديسمبر/كانون الأول.

وأفادت التحقيقات الأولية بأن 111 قرويا قد أصيبوا بجراح. ولم يتم التحقق من المسؤول عن عمليات القتل، ولكن بعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية قالت إن الهجمات نفذت بطريقة منظمة ومخططة وكانت سريعة وعنيفة للغاية مما لم يترك وقتا كافيا لفرار السكان.

ويدعى أن العنف اندلع بسبب خلاف حول دفن زعيم مجتمع بانو. وذكرت البعثة، المعروفة باسم مونوسكو، أن فريق الأمم المتحدة حدد 59 موقع دفن في البلدتين اللتين تعرضتا للهجوم.

وقد تعرضت 967 منشأة، منها كنائس ومدارس ومراكز صحية، للتدمير أو النهب. ويقدر أن 16 ألف شخص قد فروا من يومبي والمناطق المحيطة إلى مواقع مختلفة، منهم 7 آلاف شخص عبروا النهر إلى الكونغو.

وأفادت البعثة بأن الوضع الأمني هادئ نسبيا. وقد أرسلت الأمم المتحدة وشركاؤها المساعدة الطارئة، في شكل دواء وغذاء ومياه وأدوات علاج الملاريا.

أكبر تفش للإيبولا في تاريخ الكونغو الديمقراطية

من ناحية أخرى، ومنذ إعلان تفشي الإيبولا الأخير في جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل ستة أشهر، وبالتحديد في الأول من أغسطس عام 2018، أصيب بالمرض أكثر من 740 شخصا، 30% منهم من الأطفال، توفي منهم أكثر من 460 شخصا فيما نجا حوالي 258، بحسب اليونيسف.

وإلى جانب الحكومة والشركاء، تعمل اليونيسف على رفع مستوى استجابتها لمساعدة الضحايا، والتحكم في انتشار المرض، وإنهاء الفاشية المميتة في نهاية المطاف.

وقالت اليونيسف إن هذه الفاشية هي العاشرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية والأسوأ في البلاد. كما أنها تعد ثاني أكبر تفش للإيبولا في التاريخ بعد حدوثه في غرب أفريقيا في الفترة 2014-2016. وأشارت إلى أن انعدام الأمن وحركة الأشخاص المتكررة في المناطق المتضررة، ومقاومة بعض المجتمعات ما يزال يشكل عائقا أمام الاستجابة لهذا الوباء الأخير.

وقال الدكتور جيانفرانكو روتيجليانو، ممثل اليونيسف في جمهورية الكونغو الديمقراطية:

 "في الوقت الذي تمكنا فيه من السيطرة بشكل كبير على المرض في مانجينا وبيني وكوماندا، لا يزال الفيروس ينتشر في منطقة بوتيمبو، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انعدام الأمن وحركة السكان. نحن نرفع مستوى استجابتنا ونوظف موظفين إضافيين في النقاط الصحية في بوتيمبو وكاتوا، حيث وقعت 65% من حالات الإيبولا الجديدة في الأسابيع الثلاثة الأخيرة".

وقالت اليونيسف إنه ومنذ بداية الوباء، نشرت اليونيسف وشركاؤها أكثر من 650 موظفا للعمل مع الحكومة والمجتمع المدني والكنائس والمنظمات غير الحكومية بهدف مساعدة الناس والعائلات الذين أصيبوا بالعدوى ولرفع الوعي حول أفضل الممارسات الصحية والسلوكية لمنع انتشار المرض.

وتركز استجابة اليونيسف للإيبولا على المشاركة المجتمعية، وتوفير المياه والصرف الصحي، وجعل المدارس في مأمن، ودعم الأطفال والعائلات والمصابة بالإيبولا. وقالت إنها تهدف إلى السيطرة على انتشار المرض والوقاية منه، ووقف تفشيه في نهاية المطاف للحد من الوفيات المرتبطة بفيروس إيبولا بين المصابين، وتوفير الحماية والتخفيف من المعاناة وتقديم المساعدة للأطفال والأسر المتضررين.

 

 في دار حضانة تدعمها اليونيسف في بيني، في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تحمم كافيرا لانغا جيمايما، المتعافية من الإيبولا، الطفل جوسو البالغ من العمر 6 أشهر، الذي تخضع والدته للعلاج من الإيبولا. 6 كانون الأول / ديسمبر 2018
© UNICEF/UN0264161/Hubbard
في دار حضانة تدعمها اليونيسف في بيني، في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، تحمم كافيرا لانغا جيمايما، المتعافية من الإيبولا، الطفل جوسو البالغ من العمر 6 أشهر، الذي تخضع والدته للعلاج من الإيبولا. 6 كانون الأول / ديسمبر 2018

 

وأشارت اليونيسف إلى الاستمرار في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين والأسر المتضررة وأطفالهم، بمن فيهم الأطفال الذين تيتموا بسبب الإيبولا والأطفال غير المصحوبين، بهدف مساعدتهم في التغلب على عواقب المرض. كما توفر اليونيسف بيئة حمائية للأطفال في المدارس والمساعدة الغذائية، بما في ذلك للأطفال والكبار في مراكز العلاج.

وقال الدكتور روتيجليانو "تعمل فرقنا في مانجينا وبني وأويشا وكوماندا وبوتيمبو ولوبيرو بلا كلل مع هذا النهج متعدد الجوانب لوضع حد لتفشي الإيبولا في أسرع وقت ممكن، ولمساعدة الأطفال والأسر المتضررين."

وحتى الآن، قامت اليونيسف وشركاؤها بالوصول إلى أكثر من 10 ملايين شخص في المناطق المتأثرة، برسائل الوقاية بالتعاون مع قادة المجتمعات المحلية ومن خلال وسائل الإعلام، بالإضافة إلى توفير مياه الشرب لأكثر من 1.3 مليون شخص في الأماكن العامة والمرافق الصحية والمدارس وتدريب 8,146 مدرسا على تدابير الوقاية من الإيبولا.

وأفادت اليونيسف أيضا بالوصول إلى 157،133 طفلا في 888 مدرسة مع رسائل الوقاية، وتقديم المساعدة إلى 830 أسرة متأثرة مباشرة بالإيبولا، فضلا عن تحديد 686 طفلا من أيتام الإيبولا وتزويدهم بالرعاية المناسبة.