منظور عالمي قصص إنسانية

الهند وعشر دول أفريقية تتحمل العبء الأكبر للملاريا، والجزائر على وشك القضاء على المرض

فتاة موزمبيقية بالغة من العمر عشر سنوات تعاني من الملاريا. تنام داخل ناموسية تحتوي عدة ثقوب.
UNICEF/UNO0255283/Chris Steele-Perkins
فتاة موزمبيقية بالغة من العمر عشر سنوات تعاني من الملاريا. تنام داخل ناموسية تحتوي عدة ثقوب.

الهند وعشر دول أفريقية تتحمل العبء الأكبر للملاريا، والجزائر على وشك القضاء على المرض

الصحة

قالت منظمة الصحة العالمية إن معدلات انخفاض حالات الإصابة بالملاريا قد استقرت على ما هي عليه بعد عدة سنوات من التراجع على الصعيد العالمي.

وكشفت المنظمة في تقرير الملاريا العالمي لعام 2018 عن إطلاق حملة مع شركائها بهدف استعادة مسار انخفاض المرض والوفيات الناجمة عنه، بهدف توسيع نطاق الوقاية والعلاج، وزيادة الاستثمار، لحماية الضعفاء من هذا المرض الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

وقالت المنظمة إنه وللعام الثاني على التوالي، يكشف التقرير ارتفاعا في أعداد المتأثرين بالملاريا. ففي عام 2017 كانت هناك ما يقدر ب 219 مليون حالة إصابة مقارنة ب 217 مليون حالة في 2016.

وأشار التقرير إلى أن السنوات السابقة شهدت انخفاضا مستمرا في عدد المصابين بالملاريا على مستوى العالم، حيث انخفض العدد من 239 مليونا عام 2010 إلى 214 مليونا عام 2015.

وذكر التقرير أنه وفي عام 2017، تركزت نحو 70% من جميع حالات الملاريا في 11 بلدا، هي الهند و10 بلدان في أفريقيا هي بوركينا فاسو، الكاميرون، جمهورية الكونغو الديمقراطية، غانا، مالي، موزامبيق، النيجر، نيجيريا وأوغندا وتنزانيا.

وأشار إلى الإبلاغ عن 3.5 مليون حالة إصابة بالملاريا في هذه البلدان الأفريقية العشر عام 2017 أكثر من العام الذي سبقه، في حين أظهرت الهند تقدما في الحد من عبء المرض.

وقال تقرير الملاريا العالمي السنوي إن الأهداف التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لمكافحة الملاريا في الفترة بين 2016-2020 لتقليل معدلات الإصابة والمرض ليست على مسارها الصحيح.

أما فيما يتعلق بالتقدم في جهود مكافحة الملاريا، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية هذا العام باراغواي خالية من الملاريا، وهي أول دولة في الأمريكتين تتلقى هذا الوضع خلال 45 سنة. فيما طلبت ثلاث دول أخرى هي الجزائر والأرجنتين وأوزبكستان الحصول على شهادات رسمية من منظمة الصحة العالمية تفيد بخلوها من الملاريا. وذكر التقرير أن الهند البلد الذي يحمل 4 % من عبء الملاريا على الصعيد العالمي سجلت انخفاضا بنسبة 24% في عدد الحالات عام 2017 مقارنة بعام 2016.

أما في رواندا، بحسب التقرير، فقد تم تسجيل 436 حالة أقل عام 2017 مقارنة بعام 2016، فيما أفادت كل من إثيوبيا وباكستان بتسجيل انخفاض بأكثر من 240 حالة في الفترة نفسها.

امرأة تعلق ناموسية تسلمتها خلال حملة لتوزيع الناموسيات في منطقة غيما ديما في مقاطة كينيما في سيراليون.
UNICEF/UN072220/Phelps
امرأة تعلق ناموسية تسلمتها خلال حملة لتوزيع الناموسيات في منطقة غيما ديما في مقاطة كينيما في سيراليون.

 

المعركة ضد الملاريا

وفي رسالته التي نشرت في مقدمة التقرير، تحدث المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غبريسوس عن إشارته عام 2017 للمجتمع الدولي بأن الاستجابة العالمية للملاريا قد توقفت وأن العالم خاطر بخسارة بعض المكاسب الثمينة التي حققها على مدى العشرين سنة الماضية.

وذكر المسؤول الأممي أن الملاريا تستمر في التسبب بفقدان حياة أكثر من 435 ألف شخص كل عام، إلى حد كبير في أفريقيا، مشيرا إلى أن الأطفال تحت سن الخامسة هم الأكثر ضعفا على وجه الخصوص، قائلا إن موت طفل كل دقيقتين بسبب هذا المرض، الذي يمكن الوقاية والشفاء منه، أمر غير مقبول.

 ويكشف التقرير أيضا عن عدم كفاية مستويات الوصول إلى أدوات وتدخلات الملاريا المنقذة للأرواح. فللقضاء على الملاريا حقا، بحسب تيدروس، فإننا نحتاج إلى نهج شامل يشمل تدابير مكافحة النواقل والتشخيص والعلاج المبكر، لا سيما على مستوى القرية. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة لا يحظون بالحماية، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال في أفريقيا.

وقال تيدروس في ختام رسالته "أعلم أن بإمكاننا التغلب على الملاريا. ومع استمرار التزام جميع البلدان، ودعم شركاء التنمية، فإنني على ثقة من أننا سنكسب هذه المعركة مع هذا المرض الذي يبلغ قرونا من الزمن وسنعود إلى مسار رؤيتنا المشتركة: عالم خالٍ من الملاريا."