منظور عالمي قصص إنسانية

نقص التمويل يؤثر على الاستجابة الصحية المنقذة للحياة في شمال غرب سوريا

سيارة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري في طريقها إلى تقديم المساعدات وسط الركام الناتج عن الصراع. منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، لقي مئات العاملين في المجال الإنساني ومقدمي الخدمات في سوريا مصرعهم أثناء تأدية عملهم.
UNICEF/UN0162763/Khabieh
سيارة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري في طريقها إلى تقديم المساعدات وسط الركام الناتج عن الصراع. منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، لقي مئات العاملين في المجال الإنساني ومقدمي الخدمات في سوريا مصرعهم أثناء تأدية عملهم.

نقص التمويل يؤثر على الاستجابة الصحية المنقذة للحياة في شمال غرب سوريا

الصحة

حذرت مـنظمة الصحة العالمية من تدهور الوضع الصحي في شمال غرب سوريا، حيث يتم تهجير مئات الآلاف من الأشخاص، شرد العديد منهم من قبل بسبب انعدام الأمن المتزايد والعنف. وقالت إن "الوضع في إدلب مرعب بشكل خاص."

وناشدت المنظمة، في بيان صحفي، الحصول على 11 مليون دولار لتوفير الرعاية الصحية المنقذة للحياة في أجزاء من محافظات حلب وحماة وإدلب واللاذقية.

وبحسب البيان، نزح أكثر من نصف مليون شخص إلى محافظة إدلب وداخلها منذ يناير / كانون الثاني 2017. ويضاف إلى انعدام الأمن تزايد مستويات الجريمة والقتال بين الفصائل، في ظل ارتفاع عمليات الاغتيال والاختطاف المستهدفة.

وقال الدكتور ميشيل تيرين مدير الطوارئ الإقليمية بالمنظمة إن "الوضع الصحي في شمال غرب سوريا صعب بالفعل ويبدو أنه يتدهور. إذا لم تحصل منظمة الصحة العالمية على تمويل إضافي، فإن أكثر من مليوني شخص عالقين في تبادل إطلاق النار قد لا يستطيعون الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية."

وأضاف تيرين أن أكثر من نصف مرافق الرعاية الصحية العامة في البلاد تم تدميرها أو أجبرت على الإغلاق بعد سنوات من الصراع.

ويشير البيان إلى أن العديد من النازحين داخليا يعيشون في ملاجئ مؤقتة مكتظة، مع وصول محدود إلى الرعاية الصحية والمياه المأمونة والصرف الصحي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف مستويات الصحة الناجم عن سنوات من الصراع يجعل الناس عرضة للأمراض المعدية. ومن المرجح أن تزداد معدلات سوء التغذية الحاد.

وعلاوة على ذلك، قد يؤدي الانخفاض في معدلات التغطية بالتطعيم إلى تفش جديد للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل شلل الأطفال، مما يهدد جهود المنظمة في القضاء على المرض في جميع أنحاء العالم.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سوف تستخدم أي أموال إضافية من الجهات المانحة لدعم الرعاية الصحية الأولية، وتطعيم الأطفال ودعم خدمات الصدمات في شمال غرب البلاد. كما ستعمل على تسهيل عمليات الإجلاء الطبي وتوفير الأدوية المنقذة للحياة، والمعدات الضرورية الحيوية للمستشفيات والعيادات والفرق المتنقلة لمساعدتها في علاج المحتاجين.

عودة النازحين إلى ديارهم مع استمرار الحاجة إلى المساعدات

ومع استعادة الحكومة السورية سيطرتها على معظم جنوب غرب البلاد في الأسابيع الأخيرة، عادت آلاف العائلات النازحة إلى مناطقها الأصلية في درعا والقنيطرة، كما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دو جاريك، "اعتبارا من 16 أغسطس، انخفض عدد النازحين إلى حوالي 57 ألف شخص، لكن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية لا تزال مرتفعة."

وأضاف دو جاريك، أن الناس يواجهون أحيانا صعوبة في التنقل بسبب عدم امتلاكهم وثائق، أو لأسباب أمنية تتعلق ببعض الأشخاص، أو ببساطة لارتفاع تكاليف التنقل التي لا يمكن تحملها، وفقا للشركاء على الأرض.

هذا وتواصل الأمم المتحدة وشركاؤها تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح والخدمات إلى عشرات الآلاف من المحتاجين في جميع أنحاء جنوب غرب البلاد. ومع ذلك، تستمر الحاجة إلى مزيد من الوصول المستدام والموافقات الحكومية الضرورية من أجل تسليم المساعدات والخدمات.