منظور عالمي قصص إنسانية

متحدثان باسم وكالتين أمميتين يؤكدان أهمية إبقاء آخر شريان حياة للمساعدات السورية عبر الحدود مفتوحا

أسر نازحة تنتظر في طوابير للحصول على حصتها الشهرية من الغذاء في دمشق بسوريا.
© WFP/Hussam Al Saleh
أسر نازحة تنتظر في طوابير للحصول على حصتها الشهرية من الغذاء في دمشق بسوريا.

متحدثان باسم وكالتين أمميتين يؤكدان أهمية إبقاء آخر شريان حياة للمساعدات السورية عبر الحدود مفتوحا

المساعدات الإنسانية

دعا موظفان إنسانيان تابعان لوكلتين أمميتين، يوم الجمعة، إلى تأجيل الإغلاق الوشيك لآخر شريان حياة للمساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا، إلى ما بعد الموعد النهائي (10 يوليو/ تموز 2021)، مشيريْن إلى أنه لم تصل إلى إدلب أي إمدادات عبر الخطوط خلال الأشهر الأحد عشر الماضية.

وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، تومسون فيري، إن تجديد قرار الأمم المتحدة الذي يسمح بالعمل عبر الحدود أمر بالغ الأهمية، لأن "ملايين الأرواح على المحك".


شريان الحياة ل 2.4 مليون شخص


وفي حديثه في جنيف خلال إحاطة دورية، أوضح السيد فيري أن 2.4 مليون شخص "يعتمدون كليا على المساعدة عبر الحدود لتلبية احتياجاتهم الأساسية بما في ذلك الغذاء. غالبية هؤلاء الأشخاص هم من النساء والأطفال، وكثيرون منهم نزحوا عدة مرات".
يأتي هذا التطور في أعقاب نداء وجهه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مجلس الأمن يوم الأربعاء لمواصلة السماح للقوافل بالمرور عبر معبر باب الهوى من تركيا لمدة عام آخر.


قال السيد غوتيريش: "إن الفشل في تمديد تفويض المجلس سيكون له عواقب وخيمة"، مشددا على أن المساعدة عبر الخطوط "في المستويات الحالية" لا يمكن أن تحل محل الكميات التي تم تسليمها عبر الحدود.


أكبر عملية مساعدات في العالم


قامت أكثر من 1000 شاحنة بنقل المواد الغذائية والأدوية وغيرها من المواد عبر معبر باب الهوى الحدودي كل شهر على مدار العام الماضي، كجزء من عملية إنسانية أوسع للأمم المتحدة تعد الأكبر في العالم.
هناك حاجة لحوالي 10 مليارات دولار لدعم الأشخاص المتضررين من الصراع، سواء في البلاد أو كلاجئين في جميع أنحاء المنطقة.
لكن الاحتياجات داخل سوريا ضخمة ومتنامية.
"اليوم، يعاني ما يقدر بنحو 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي وهذا يمثل ما يقرب من 60 في المائة من السكان الذين لا يعرفون ماذا سيأكلون غدا"، قال السيد فيري مشيرا إلى ان "هذا يمثل زيادة قدرها 4.5 مليون شخص في عام واحد فقط".

من الأرشيف: توزيع المساعدات إلى سوريا من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي.
© UNOCHA
من الأرشيف: توزيع المساعدات إلى سوريا من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي.


الأكثر ضعفا


أولئك الذين يعيشون في إدلب في شمال غرب سوريا - وهي آخر معقل للمعارضة بعد أكثر من عقد من الحرب - هم من بين الأكثر ضعفاً.
وأوضح السيد فيري أن "مصدر القلق الأكبر اليوم هو شمال غرب سوريا، حيث يعيش ما يقرب من 30 في المائة من الأشخاص الذين يساعدهم برنامج الأغذية العالمي. وبالمثل، فإن 30 في المائة من الأغذية التي يشحنها برنامج الأغذية العالمي إلى سوريا تمر عبر هذا المعبر الحدودي الوحيد المتبقي."


ويعد معبر باب الهوى من تركيا آخر معبر ما زال مفتوحا من بين أربعة ممرات عابرة للحدود، بعد قرار مجلس الأمن الدولي لعام 2014 الذي يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.


كوفيد-19 تهديد واحد من بين العديد من التهديدات


شدد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير على العواقب المحتملة لسكان إدلب الضعفاء أصلا إذا لم يتم تجديد التفويض عبر الحدود: "لن يكون من الممكن تقديم لقاحات موثوقة ضد فيروس كورونا إلى السكان والقيام بحملات أخرى لتطعيم الأطفال. فضلا عن الأنشطة الصحية الأساسية الأخرى بما في ذلك الرعاية المنقذة للحياة للأمراض المزمنة غير المعدية".


وأضاف: "تعتمد استجابة كوفيد-19 بشكل كبير على الأمم المتحدة بما في ذلك بدء التطعيم. آلية كوفاكس المدعومة من الأمم المتحدة هي الخيار الوحيد للحصول على اللقاحات في المنطقة، ومع ذلك فقد تلقى أقل من 0.58 في المائة من السكان جرعة واحدة."

 

العاملون الإنسانيون يؤكدون أهمية إبقاء آخر شريان حياة للمساعدات السورية عبر الحدود مفتوحا

كما أصر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية على أن القوافل العابرة للخطوط "حتى لو تم نشرها بانتظام لن تقدم (المعونة) بنفس حجم ونطاق هذه العملية (عبر الحدود). على الرغم من الجهود المستمرة الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة، لم نتمكن بعد من تهيئة الظروف لنشر أول قافلة عبر الخطوط في شمال غرب سوريا ولم تعبر أي قوافل عبر الخطوط إلى شمال غرب سوريا من دمشق في الأشهر الـ 11 الماضية."


الوقوع في شرك مزيد من الديون


قال السيد فيري المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، إن تأمين ما يكفي من الطعام للأكل داخل سوريا معاناة يومية، والعائلات تشتري الآن الطعام بالدين.
"تستمر أسعار المواد الغذائية في الارتفاع وزادت أسعار المواد الغذائية بنسبة 247 في المائة في العام الماضي وحده؛ لقد استنفدت الأسر مدخراتها بعد سنوات من الصراع وأصبحت غير قادرة على تحمل تكاليف الوجبات الأساسية".