منظور عالمي قصص إنسانية

في ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا، دعوة لمجلس الأمن للاضطلاع بمسؤوليته في صون السلم والأمن

أداما ديانغ المستشار الخاص للأمين العام المعني بمنع الإبادة الجماعية يلتقي لاجئين روهينجا في كوكس بازار، بنغلاديش.
Claudia Diaz/UN
أداما ديانغ المستشار الخاص للأمين العام المعني بمنع الإبادة الجماعية يلتقي لاجئين روهينجا في كوكس بازار، بنغلاديش.

في ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا، دعوة لمجلس الأمن للاضطلاع بمسؤوليته في صون السلم والأمن

حقوق الإنسان

بينما يحيي العالم الذكرى السنوية الرابعة والعشرين للإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا ضد التوتسي، والتي قتل خلالها أيضا الهوتو وغيرهم ممن عارضوها، دعا أداما ديانغ المستشار الخاص للأمين العام المعني بمنع الإبادة الجماعية مجلس الأمن إلى التحرك بشكل عاجل لمنع وقوع مآس مماثلة في بقاع أخرى من العالم، لا سيما ميانمار.

جاء ذلك في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، بمناسبة اليوم الدولي للتفكّر في الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا في عام 1994 الموافق 7 من أبريل نيسان من كل عام.

 

وشدد ديانغ على مسؤولية الدول الأعضاء، وخصوصا أعضاء مجلس الأمن، في التصرف بحزم لمنع وقوع أي انتهاكات لحقوق الإنسان أو جرائم تفضي إلى وقوع فظائع إنسانية.

مزيد من التفاصيل في هذا التقرير.

بعد مرور 24 سنة على الإبادة الجماعية التي ارتكبت في رواندا ضد التوتسي، تعلم العالم العديد من الدروس، التي انعكست في إنشاء إطار قانوني وسياسي قوي، يشمل عددا من صكوك حقوق الإنسان، بما فيها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

ولكن على الرغم من ذلك، لا يزال العالم يخطو على استحياء عندما يتعلق الأمر باتخاذ إجراء فعلي. هذا بحسب المستشار الخاص للأمين العام المعني بمنع الإبادة الجماعية أداما ديانغ.

وأوضح ديانغ أن من بين هذه الأطر نظام الإنذار المبكر الذي يزداد فعالية بتدريب العديد من المسؤولين حول العالم على استخدام إطار بهدف منع ارتكاب الجرائم الفظيعة؛ وأيضا التعاون الوثيق بين مكتبه والمؤسسات الإقليمية، مثل الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وعدد من المنظمات شبه الإقليمية في أمريكا اللاتينية لمنع وقوع الإبادة الجماعية والوقاية من الفظائع.

"لسوء الحظ، عندما يتعلق الأمر بآسيا، ينبغي أن أقول إنني أشعر بخيبة أمل شديدة لرؤية حتى اليوم أننا لا نملك بنية قوية بنفس القوة الموجودة في أفريقيا أو أوروبا. أعتقد أن الوقت قد حان لأن ترعى آسيا مجتمعات شاملة. لأن ما نشهده اليوم في العديد من البلدان الآسيوية هو الاستبعاد، والتمييز القائم على أساس الدين والعرق."

ديانغ كان يشير هنا إلى ما يحدث في ميانمار التي زارها مؤخرا. وشاعرا بالإحباط إزاء ذلك، ألقى ديانغ بالمسؤولية على مجلس الأمن، الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية عن صون السلام والأمن، وقال إنه غير مستعد لمنع ارتكاب الجرائم الفظيعة – بحسب وصفه.

"آمل أن يضع مجلس الأمن، في سياق ميانمار، مزيدا من الضغط في المستقبل القريب على سلطات ميانمار وأن يركز انتباهه على حقيقة أنه لم يعد مسموحا الآن، أكثر من أي وقت مضى، بالإفلات من العقاب. لا يمكننا أن نسمح بقتل البشر ببساطة بسبب خلفيتهم. لا يمكننا أن نسمح بالتمييز ضد البشر بسبب دينهم، بسبب انتمائهم العرقي أو جنسيتهم. لسوء الحظ، ما نراه اليوم في هذا العالم - هو صعود معاداة السامية وتنامي كراهية الإسلام – وهذا شيء ينبغي أن نمنع استمراره. عندما نرى صعود الحركات الشعوبية والقومية، والجناح اليميني المتطرف حول العالم الغربي، نحتاج إلى وضع حد لذلك. عندما نرى التوتر بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط، نحن بحاجة إلى القيام بشيء ما."

وشدد المسؤول الأممي على الحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لتقديم المجرمين ومرتكبي الانتهاكات حول العالم إلى العدالة، لأن "المساءلة هي شكل آخر من أشكال المنع."

"لقد رأينا ذلك. لسوء الحظ، في سياق سوريا، ما زلنا نفشل. لقد شهدنا ما حدث في سوريا. اليوم لدينا ما يقرب من نصف مليون شخص قتلوا هناك ونزح حوالي سبعة ملايين آخرين. لماذا يجب أن نستمر في السماح بحدوث ذلك؟ لماذا نسمح باستخدام الأسلحة الكيميائية؟"

ومجددا، دعا أداما ديانغ الدول حول العالم إلى الاضطلاع بمسؤولياتها، وبذل قصارى جهدها في المحافل الدولية لمنع وقوع أي انتهاكات لحقوق الإنسان أو جرائم تفضي إلى وقوع فظائع إنسانية:

"ولهذا أقول إن الوقت قد حان للتأكد من أن مجلس الأمن يتحمل مسؤوليته. لكن هذه المسؤولية تقع على عاتق كل دولة عضو في الأمم المتحدة. إنها مسؤولية كل إنسان. من غير المقبول أن نشهد اليوم في القرن الحادي والعشرين الكراهية، وما زلنا نرى الدول تغلق حدودها بدلا من فتحها للسماح بدخول الأشخاص الذين يفرون من الفظائع، والفارين من استخدام الأسلحة الكيميائية."