منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول أممي: تنامي خطاب الكراهية والتوترات العنصرية والعنف على أساس الهوية ينذر بالخطر

غروب الشمس في معسكر "أوشفيتز بيركيناو" أكبر معسكرات الاعتقال النازية في بولندا الذي أصبح رمزا للإرهاب والإبادة الجماعية والمحرقة. (ملف 2013)
UN Photo/Evan Schneider
غروب الشمس في معسكر "أوشفيتز بيركيناو" أكبر معسكرات الاعتقال النازية في بولندا الذي أصبح رمزا للإرهاب والإبادة الجماعية والمحرقة. (ملف 2013)

مسؤول أممي: تنامي خطاب الكراهية والتوترات العنصرية والعنف على أساس الهوية ينذر بالخطر

حقوق الإنسان

قال أداما ديانغ، مستشار الأمم المتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية إن "الإبادات الجماعية في كمبوديا ورواندا وسريبرينيتسا (في يوغوسلافيا السابقة)، والتي وقعت بعد اعتماد العالم لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، كان من الممكن تفاديها" لو أن العالم قد أخذ العلامات التحذيرية السابقة لها مأخذ الجد.

وأضاف السيد أداما ديانغ خلال مناسبة إحياء الذكرى السبعين لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك اليوم الجمعة، "أن ما نشهده في هذه الأيام ليس فقط استمرار حدوث التوترات العرقية والدينية في مناطق مختلفة في العالم، بل المقلق أن هناك تصاعدا خطيرا في عدد الحالات التي تتطلب انتباهنا العاجل،" للعلامات التحذيرية التي تقدمها، مشيرا إلى التصاعد المقلق لحالات العنف على أساس الهوية التي تحدث في بلدان مثل سوريا والعراق وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وحذر المستشار الخاص أداما ديانغ من أنه رغم الفرص الواسعة التي تتيحها استخدامات التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة في منع وقوع الجرائم الدولية في عالم اليوم، إلا أن ذات "الوسائل الجديدة تمثل أيضا مصدرا للقلق عندما يساء استخدامها."  

وذكَّر السيد ديانغ بأن للإبادة الجماعية تأثيرات إقليمية خطيرة على الدول المجاورة، وعلى السلام والأمن العالميين، "فعندما يبدو أن من المحتمل حدوث جرائم الإبادة الجماعية (في بلد ما) لا تستطيع الحدود الدولية بين البلدان أن تحجِّم التداعيات الناجمة."

 وقال إن هذا الواقع "يتطلب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي والمؤسسات متعددة الأطراف للاستجابة للتحديات الضخمة التي تفرضها أزمات اليوم،" مشددا على ضرورة الالتزام بتوفير الدعم السياسي الكافي والإمكانيات المطلوبة لجعل منع الإبادة الجماعية واقعا ملموسا. 

ومن ناحيته، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته إلى حالات عدم التحرك السريع قائلا إن " المجتمع الدولي فشل أحيانا في إيلاء الانتباه الكافي للتحذيرات من احتمال حدوث الإبادة الجماعية، وبالتالي لم يتخذ إجراءات مبكرة وحاسمة قبل وقوعها،" مضيفا أنه "بدلا من منع الإبادة الجماعية، ما زلنا نتفاعل معها، وغالبا بعد فوات الأوان."

وأكد غوتيريش على الجهد الذي بذل في العقدين الماضيين لمحاسبة الجناة المتورطين في هذه الجرائم، مشيرا إلى إدانات المحكمة الجنائية الدولية لمرتكبي جريمة الإبادة الجماعية في يوغوسلافيا السابقة وفي رواندا ودوائر المحاكم الاستثنائية في كمبوديا.

وقال الأمين العام "كنا نعتقد في جيلنا أنه بعد الهولوكوست، لن نرى حدوث إبادة جماعية مرة أخرى. كنا مخطئين؛ فالحداثة والعصر الرقمي لا تحميانا من الإبادة الجماعية،" مشددا على أن الأفعال التي تستند إلى قيم ومبادئ مثل التي توفرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية "ينبغي أن تكون الإطار القانوني الأساسي" لجهودنا.

وكانت الأمم المتحدة قد اعتمدت اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها كأول معاهدة لحقوق الإنسان وذلك في 9 كانون الأول / ديسمبر 1948. وقد جسدت الاتفاقية إرادة جماعية لحماية الناس من الفظائع التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية، ومنع تكرارها في العالم مرة أخرى.