منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يوجه كلمة مصورة إلى شعبي فلسطين وإسرائيل

الأمين العام بان كي مون. المصدر: الأمم المتحدة/إيفان شنايدر
الأمين العام بان كي مون. المصدر: الأمم المتحدة/إيفان شنايدر

الأمين العام يوجه كلمة مصورة إلى شعبي فلسطين وإسرائيل

اليوم أود الحديث مباشرة إلى شعبي إسرائيل وفلسطين عن التصعيد الخطير في العنف بأنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل وخاصة في القدس.

أشعر بالاستياء، كما يجب أن نشعر جميعا، عندما أرى شبابا وأطفالا يحملون أسلحة ويسعون إلى القتل.

لأكن واضحا، العنف لن يؤدي سوى إلى تقويض التطلعات الفلسطينية المشروعة لإقامة الدولة وتوق الإسرائيليين إلى الأمن.

لشباب فلسطين أقول: إنني أتفهم إحباطكم. أعلم أن آمالكم في السلام قد تحطمت مرات لا تحصى. أنتم غاضبون بسبب استمرار الاحتلال وتوسع المستوطنات.

الكثيرون منكم يشعرون بخيبة أمل تجاه قادتكم وتجاهنا، المجتمع الدولي

بسبب عدم قدرتنا على إنهاء هذا الاحتلال.

ولقادة فلسطين أقول: استفيدوا من طاقة شعبكم بصورة سلمية، لجعل أحلامهم وتطلعاتهم حقيقة. لديكم الحق في أن تعيشوا حياة لائقة بكرامة واحترام وحرية.

أعرف أن هذا هو هدفكم، إنه هدفنا أيضا. ولكنه لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب في سلام مع إسرائيل، لا عن طريق أعمال العنف التي نشهدها.

أحث شباب فلسطين، باعتباركم مستقبل شعبكم ومجتمعكم، على تحويل إحباطكم إلى صوت قوي ولكنه سلمي من أجل التغيير.

اطلبوا من قادتكم أن يتصرفوا بمسؤولية لحماية مستقبلكم. اطلبوا تحقيق التقدم من أجل حل سياسي، من قادتكم ومن القادة الإسرائيليين، ومن المجتمع الدولي.لا أطالبكم بأن تكونوا سلبيين، ولكن يجب أن تلقوا أسلحة اليأس.

لقادة وشعب إسرائيل: دعوني أقول إنني أقدر قلقكم الحقيقي بشأن السلام والأمن.

وأتفهم أيضا الغضب الذي يشعر به الكثيرون من الإسرائيليين.

عندما يخاف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، عندما يصبح أي شخص في الشارع ضحية محتملة، فالأمن يصبح عن حق أولويتكم الملحة. ولكن الجدران ونقاط التفتيش والاستجابات القاسية من قوات الأمن وعمليات هدم المنازل لن تديم السلام والأمان اللذين تحتاجونهما ويجب أن تتمعوا بهما.

لا يوجد ما يسمى بالحل الأمني.

أنتم، شعب إسرائيل، مثل الشعب الفلسطيني، تحتاجون إلى رؤية أفق سياسي لكسر هذه الحلقة من العنف والخوف.

إن الأمم المتحدة تقف بجانبكم. سنواصل دعم كل الجهود لتوفير الظروف للعودة إلى المفاوضات ذات المغزى، فلم نتوان أبدا عن هذا.

وللجميع أقول: لا تسمحوا للمتطرفين في أي من الجانبين باستخدام الدين لإشعال الصراع.

إلى القادة الفلسطينيين والإسرائيليين: قفوا بحزم ضد الإرهاب والعنف والتحريض. اظهروا، بالأقوال والأفعال، أن الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس سيتم الحفاظ عليه.

أعيدوا تأكيد التزامكم بإنهاء الاحتلال وبالسعي لتحقيق حل الدولتين من خلال إحداث تغييرات على الأرض.

إن اللاعنف يتطلب شجاعة وقوة أكثر من العنف. في هذا الوقت الصعب دعونا نقول "كفى".

دعونا نتوقف عن ادعاء المواقف والسياسات التي تصل بنا إلى حافة الهاوية.

فلنوقف رهن مستقبل الشعبين والمنطقة.

لنكن جادين بحق، بشأن التوصل إلى الحل الوحيد القادر على الوقف الدائم لسفك الدماء والكراهية والخوف من نشوب صراع أكبر.

هذه هي الشجاعة والقيادة التي يطلبها، ويستحقها، شعبا هذه الأرض المقدسة

شكرا جزيلا. تودا رابا.

شاهد الفيديو: