منظور عالمي قصص إنسانية

مؤتمر رفيع المستوى حول ليبيا في مقر الأمم المتحدة والأمين العام يؤكد استمرار دعم المنظمة الدولية للبلاد

الأمين العام مع مصطفي عبد الجليل
الأمين العام مع مصطفي عبد الجليل

مؤتمر رفيع المستوى حول ليبيا في مقر الأمم المتحدة والأمين العام يؤكد استمرار دعم المنظمة الدولية للبلاد

رحب الأمين العام، بان كي مون، بمشاركة القيادة الليبية الجديدة في الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد اليوم في المقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، مشيرا إلى قبول الجمعية العامة لأوراق اعتماد القيادة الجديدة في أسرة المجتمع الدولي يوم الجمعة الماضي.

وقال الأمين العام مخاطبا مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ورئيس الوزراء محمود جبريل، إنه رأى العلم الليبي الجديد يرفرف خارج المبنى مشيرا إلى وجود العلم أيضا في القاعة.

وأضاف "نتقدم إليكم ولشعب ليبيا بتهانينا وأطيب أمنياتنا للمستقبل لقد قاتلتم بشجاعة على مدى الأشهر السبعة الماضية من أجل حقوقكم وحرياتكم الأساسية، وكان النساء والشباب في الطليعة، مطالبين بأن يكون لهم صوت في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في بلادهم. وأريدكم أن تعرفوا، وانتم تتطلعون إلى المستقبل، أن الأمم المتحدة ستدعمكم بكل طريقة ممكنة".

وأشار الأمين العام إلى أن العديد من المنظمات الدولية قد واجهت التحدي الخاص بحماية الشعب الليبي من العنف قبل أشهر، مؤكدا على ضرورة الاستجابة بشكل سريع لدعم السلام والديمقراطية في البلاد

وعن البعثة الجديدة للأمم المتحدة لدعم ليبيا قال الأمين العام "يجب أن يكون هذا الجهد منسقا على نحو جيد، ومتماسكا وشاملا ويجب أن يكون متسقا تماما مع الاحتياجات والأولويات الليبية، والسياق الليبي. لقد حدد المجلس الوطني الانتقالي الاحتياجات الأساسية في المجالات الحرجة، والتي تتضمن العملية السياسية والانتخابية، والإصلاح الدستوري، والأمن العام، وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، وحكم القانون، والمساواة بين الجنسين، وإعادة البناء، والانتعاش الاقتصادي".

وفيما يتعلق بالتحديات الهائلة الماثلة، قال "الأولوية الأولى يجب أن تكون السلام والأمن فالقتال يتواصل في بعض مناطق البلاد، ولكن، ومع ذلك، فإننا متشجعون بأن الكثير من الليبيين من العديد من المجتمعات قد ألقوا السلاح، ويعملون معا على بناء دولتهم الجديدة ونحث من لم يفعل ذلك منهم على الانضمام لهم".

وأشاد بان كي مون بزعامة رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل والكثيرين غيره، والذين كرروا علنا اعتناقهم لمبادئ التسامح والاعتدال والمصالحة وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وخاصة حقوق المرأة والعمال المهاجرين، والتي قال إنها تشكل حجر الأساس في أي مجتمع وطني حديث.

من ناحيته قال مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، إن شعب ليبيا قطع شوطا كبيرا على مسار تحرير كافة أراضيه ولكنه مازال يواجه تحديات كبيرة على المدى القريب والبعيد بسبب وجود جيوب موالية لمعمر القذافي وصعوبات إطلاق المرحلة التنموية.

وأضاف في الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد بالأمم المتحدة حول ليبيا "إننا نؤمن بأن انتصارنا الحقيقي ونجاح ثورتنا لن يكون بالقبض على بعض المسؤولين من النظام السابق ومعاقبتهم ولن يتحقق من خلال عملية القصاص والانتقام بل من خلال تحقيق المبادئ والقيم التي يقوم عليها ديننا الإسلامي الحنيف والتي قامت عليها هذه الثورة وهي قيم العدالة والحق والمساواة والحرية والتسامح".

وأكد عبد الجليل الحرص على بناء دولة المؤسسات لتقوم الدولة المدنية الديمقراطية التي يتم فيها تداول السلطة واحترام حقوق الإنسان.

وأضاف أن الرعايا الأجانب الموجودين في ليبيا سيعاملون وفق القوانين والمواثيق الدولية، ولكنه ذكر أن بلاده بحاجة إلى المساعدة والمساندة في حماية حدودها من تدفق العمالة غير القانونية.

وفي الاجتماع الذي شارك فيه عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات قال مصطفى عبد الجليل:"ولا يسعني في الختام إلا أن أؤكد للجميع أن ليبيا ستكون دولة حيوية ترسخ مبادئ الأمن والسلم في المنطقة تحترم حقوق الإنسان وتسعى إلى تأسيس دولة يتمتع فيها الليبيون بتداول السلطة والوصول إلى مقعد الرئاسة عن طريق الانتخاب، وكما كانت ليبيا أساسا لهذا التجمع الدولي لمبدأ إنساني سامي وهو حماية المدنيين ستكون أيضا ليبيا داعمة لجميع تطلعات الشعوب للأمن والسلام".