وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا بداية الأسبوع القادم لمناقشة الوضع الإنساني والسياسي

من المتوقع أن يصل المبعوث الخاص للأمين العام إلى ليبيا، عبد الإله الخطيب وزير خارجية الأردن سابقا، إلى طرابلس بداية الأسبوع القادم لإجراء محادثات عن الوضع الإنساني والسياسي وسط القلق المتنامي إزاء ارتفاع عدد الوفيات جراء القتال بين قوات العقيد معمر القذافي والمعارضين المطالبين بتنحيه.

وقال الأمين العام، بان كي مون، إن الخطيب سيغادر نيويورك خلال يومين يرافقه عدد من كبار المسؤولين بالأمم المتحدة من إدارات الشؤون الإنسانية والسياسية وحقوق الإنسان.

وقد تصاعدت حدة القتال خلال الأيام القليلة الماضية مع شن قوات القذافي لغارت جوية وأرضية وبحرية ضد المتظاهرين الذي استطاعوا السيطرة على عدد من المدن في شرق البلاد، مع فرار أكثر من 200.000 شخص إلى مصر وتونس.

وقال الأمين العام خلال مؤتمر صحفي بالمقر الدائم بنيويورك بصحبة الخطيب "إن التحدي الماثل أمامنا الآن تحدي إنساني، مع مرور كل يوم ترتفع أعداد الوفيات ووضع الأشخاص داخل البلاد يزداد سوءا، وقد رأينا كيف تصاعد القتال وقد تحمل المدنيون عبء العنف".

وأضاف "إن رسالتي كانت واضحة وثابتة. يجب وقف العنف. يجب وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وأن المسؤولين عن العنف ضد المسؤولين سيتعرضون للمساءلة. يجب إيجاد حل سلمي".

وسيقيم فريق الخطيب الوضع على الأرض وسيجري مشاورات موسعة مع السلطات الليبية حول المساعدات الإنسانية الفورية والوضع السياسي والأمني.

وقال الأمين العام "إنه أبلغ الخطيب في أن يوصل رسالة واضحة عن مخاوف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كما جاءت في قرار مجلس الأمن".

من ناحيته قال الخطيب إنه يتفهم الطبيعة المعقدة لمهمته وخطورة الموقف، وقال "أبدأ مهمتي على أمل أن ينجح هذا الجهد الذي سأقوم به نيابة عن المجتمع الدولي في وقف القتل وإنهاء معاناة المدنيين ومعالجة الأوضاع الإنسانية والحفاظ على وحدة الشعب الليبي وسلامة أراضيه".

كما أعلن مجلس حقوق الإنسان تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية مستقلة تتكون من ثلاثة خبراء للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي في ليبيا.

ويرأس اللجنة المصري شريف بسيوني وهو أستاذ قانون وخبير في مجال جرائم الحرب، وتضم في عضويتها الناشطة الأردنية أسما خضر والكندي فيليب كيرش.

ومن المقرر أن تقدم لجنة التحقيق تقريرا عن عملها إلى مجلس حقوق الإنسان في دورته المقبلة في حزيران/يونيه القادم.

وبشأن الوضع الإنساني أفادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اليوم أن رحلات إجلاء العمال المهاجرين والأجانب الفارين من ليبيا لا تستطيع مواكبة عدد الأشخاص الذين يعبرون إلى تونس ومصر.

وأشارت المفوضية إلى وصول نحو 2500 شخص إلى الحدود التونسية يوميا بينما تنقل الرحلات اليومية ما بين 800 إلى 1200 شخص.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية، مليسا فليمنغ "يوجد حاليا نحو 17.000 شخص على معبر شوشه من 25 جنسية غالبيتهم بنغاليين".

من ناحيته قال برنامج الأغذية العالمي إن سفينة محملة بنحو 1200 طن من دقيق القمح قد وصلت إلى مدينة بنغازي شرق البلاد تكفي 96.000 شخص لمدة شهر.

أما منظمة الصحة العالمية فقد أرسلت معدات طبية وأدوية للمستشفيات المحلية في جربة بتونس تكفي لعلاج 50.000 شخص لمدة ثلاثة أشهر، وسيتم نقل المعدات إلى ليبيا حالما تسمح الظروف بذلك.