منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير يدعو الأمم المتحدة والشركاء الدوليين إلى بناء الاستقرار في الدول الخارجة من الصراعات

غيينو
غيينو

تقرير يدعو الأمم المتحدة والشركاء الدوليين إلى بناء الاستقرار في الدول الخارجة من الصراعات

جاء في تقرير صادر اليوم عن فريق كبار الاستشاريين المعني باستعراض القدرات المدنية الدولية، أن الأمم المتحدة بحاجة إلى أن تكون أكثر مرونة وفطنة وقدرة حتى تحظى بالدعم الدولي اللازم لبناء القدرات المدنية الحيوية في البلدان الخارجة من الصراعات لتجنب العودة مرة أخرى لإراقة الدماء.

ويدعو تقرير فريق كبار الاستشاريين، الذي شكله الأمين العام، الأمم المتحدة لأن تنظر أبعد من موظفيها لتستفيد من القدرات العالمية بالعمل مع الدول الأعضاء والمجتمع المدني عبر آليات للشراكة المدنية لتعبئة المهارات المطلوبة لمختلف المهام من بناء سيادة القانون إلى خلق فرص لتوفير الخدمات الأساسية.

وقال رئيس المجموعة، جان ماري غيينو، وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام سابقا في رسالة إلى الأمين العام حول تقديم التقرير "إن الرحلة من الحرب إلى السلام المستدام غير ممكنة في غياب قدرات مدنية قوية، ودون هذه القدرات لا يمكن بناء مؤسسات ذات بنية قوية، وسيظل خطر تجدد العنف باقيا".

ويمكن أن تكون توصيات التقرير ذات أهمية كبيرة بالنسبة للنزاعات المعقدة مثل جنوب السودان، الذي صوت في كانون ثاني/يناير لصالح الانفصال عن شمال السودان.

ورحب الأمين العام بتوصيات التقرير الذي رفعه لمجلس الأمن، وأعلن تشكيل الفريق التوجيهي المكون من رؤساء هيئات الأمم المتحدة المعنية بقيادة وكيلة الأمين العام لشؤون الدعم الميداني، سوزانا مالكورا لتنسيق ومتابعة التوصيات.

وقال الفريق في التقرير "عندما تخرج المجتمعات من النزاعات فهي تواجه نقصا حادا في القدرات المطلوبة لتأمين السلام المستدام والقدرات الأساسية لتسيير الحكومة وإعادة تأسيس المؤسسات العدلية وإعادة إدماج المحاربين وتنشيط الاقتصاد وإعادة الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية وغيرها"، ووضع أربع توصيات أساسية تتعلق بالملكية والشراكة والخبرة والذكاء.

وتدعو التوصية الأولى إلى تعزيز ملكية البلد لعملية السلام بمعنى دعم عمل الحكومة وتحسين قدرات الاقتصاد وتعديل الأجور لمنع هجرة الأدمغة وتعديل إجراءات الأمم المتحدة المتعلقة بالمشتريات لزيادة المشتريات محليا وبذا دعم الاقتصاد المحلي.

وبشأن الشراكة أشار التقرير إلى أن معظم القدرات المطلوبة في البلدان الخارجة من نزاعات توجد خارج الأمم المتحدة، مؤكدا أنه بدلا من أن توفر الأمم المتحدة موظفيها يمكن أن تستفيد من الخبرات الخارجية.

وبالتحول إلى الخبرة فإن المجموعة أوصت بتحديد الأدوار وتعزيز عملية المساءلة، فقيادات الأمم المتحدة في الميدان بحاجة إلى الاستماع بصورة أفضل وأن تستجيب لاحتياجات المجتمعات المتأثرة بصورة أفضل.

أما التوصية الرابعة فتتعلق بالذكاء والمرونة. فحسب الفريق الاستشاري فإن الأشياء تتغير بسرعة عندما يتحرك المجتمع من الحرب إلى السلام وعلى الأطراف الدولية التكيف مع ذلك، إلا أنه وفي غالب الأحيان يكون نظام الأمم المتحدة جامدا مما يحد من قدرته على الاستجابة.

وأكد التقرير أن المرونة عامل أساسي لتقديم فوائد السلام في أسرع فرصة ممكنة، وحث الجمعية العامة على البناء على النماذج الناجحة وتوسيع هذه المبادرة.

وقال غيينو في بيان رحب فيه بدعم الأمين العام للتقرير "نحن نقدم منهجا جديدا ومختلفا وطريقة أفضل للعمل تمكن المجتمعات المتأثرة بالنزاعات من تلقي الدعم المدني المطلوب في الوقت الذي تحتاجه".