ارتفاع أسعار الأفيون تهدد الحملة الرامية إلى القضاء على زراعته في أفغانستان

أفاد مكتب الأمم المتحدة لمنع الجريمة ومكافحة المخدرات اليوم أن ارتفاع أسعار الأفيون يمكن أن تشجع مزارعي أفغانستان على زراعة المزيد من النبات المخدر، محذرا من أن ارتفاع الأسعار يمكن أن يؤدي إلى تراجع المكاسب التي تحققت مؤخرا في المعركة ضد زارعة الأفيون في البلاد.

وأفاد المسح الذي جرى على زراعة الأفيون لعام 2010 أن تصاعد الأسعار كان نتيجة التكهنات في الأسواق بأنه سيكون هناك نقص في الإنتاج بسبب المرض الذي أصاب النبتة وقلص الإنتاج بنحو النصف العام الماضي واستمرار العمليات العسكرية التي خلقت حالة من عدم الاستقرار بين المزارعين بشأن مستقبل زراعة الأفيون.

وقال يوري فيدوتوف، المدير التنفيذي للمكتب، "هناك مدعاة للقلق، فقد استجاب السوق إلى الانخفاض الكبير في إنتاج الأفيون بزيادة الأسعار بصورة كبيرة بأكثر من الضعف عن معدلات عام 2009".

وأضاف "لا يمكننا الاستمرار كأنما شيئا لم يحدث، مشيرا إلى أن الأسعار ارتفعت مرة أخرى بعد الانخفاض الذي شهدته في الأعوام ما بين 2005 و2009"، مؤكدا أن استمرار هذه الزيادات يمكن أن يؤدي إلى تراجع المكاسب التي تحققت بصعوبة في الآونة الأخيرة.

وكان انخفاض الإنتاج بسبب مرض أصاب المحصول في مناطق الزراعة الأساسية في إقليمي هلمند وقندهار.

وعلى الرغم من الانخفاض، فإن الدخل الإجمالي عن كل هكتار من الأفيون زاد بنحو 36% ليصل إلى 4900 دولار، وزاد متوسط الدخل السنوي للأسر المنتجة للأفيون عام 2009 بنحو 17% عن الأسر التي توقفت عن الزراعة.

إلا أن انخفاض الإنتاج أدى إلى تقليص تمويل الجماعات الإجرامية في أفغانستان بمقدار النصف عام 2010. فقد وصلت القيمة الإجمالية من تصدير الأفيون والهيروين إلى 1.4 مليار دولار مقارنة بنحو 2.9 مليار دولار عام 2009.

ومن الناحية الإيجابية شجعت التنمية الريفية على زراعة المحاصيل القانونية وهذا العام شهد ارتباطا وثيقا بين توفير المساعدات الزراعية والانخفاض بين زراعة الأفيون.

وقال فيدوتوف "نحن نشجع المانحين والمجتمع الأفغاني على مواصلة الاستثمار في برامج معيشية بديلة وزيادة تمكين المزارعين من الوصول إلى الأسواق، إلا أن الأمن والاستقرار والمناخ الخالي من الفساد تبقى العناصر الأهم لجعل مثل هذه المبادرات فعالة ومستدامة".