منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعو مدن العالم إلى العمل الآن للاستعداد لمواجهة الكوارث

الأمم المتحدة تدعو مدن العالم إلى العمل الآن للاستعداد لمواجهة الكوارث

media:entermedia_image:f088fe43-a61c-4d11-91eb-3f833f1a0556
أكد الأمين العام، بان كي مون، إنه ومع تعرض المدن حول العالم لخطر الكوارث بصورة أكبر مما كان عليه الأمر من قبل، هناك حاجة إلى مشاركة واسعة في تعزيز مقاومة المناطق الحضرية للمخاطر.

وقال الأمين العام في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للحد من الكوارث "إن كلمات مثل الأكبر والأفتك والأسوأ على الإطلاق، كلمات كثيرا ما وردت في عناوين الأخبار هذا العام لوصف الزلازل والفيضانات والأعاصير والحرائق، ويرجح أن تسمع هذه الكلمات لسنوات قادمة".

وبحسب البيانات التي أشار إليها مكتب استراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث، فإن أكثر من 236.000 شخص قد قتلوا بسبب الكوارث، مع تأثر 25 مليون آخرين بالزلازل والفيضانات والانهيارات الأرضية والأعاصير.

وقال بان كي مون "إن أنماط الطقس تغيرت تماما كما تبدل المجتمع الإنساني، حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن حاليا، وإذا كانت الزلازل والفيضانات أو

هبات العواصف الشديدة فتاكة في الماضي، فإنها أكثر فتكا الآن".

وأشار الأمين العام إلى أن الكثير من المدن تقع على السواحل، مما يجعلها أكثر عرضة للعواصف والسيول وارتفاع مستوى سطح البحر.

ويعيش أكثر من مليار شخص في آسيا في مناطق لا يزيد بعدها عن البحر عن 100 كيلومتر ويوجد ثلثا سكان أمريكا اللاتينية والكاريبي في حدود 200 كيلومتر من البحر.

وقال "إن أعدادا كبيرة من الناس تعيش في السهول المعرضة للفيضانات ويقيم آخرون فوق الخطوط المتصدعة للزلازل، وأخطار الكوارث تتراكم بهدوء مما يجعل الفقراء هم إلى حد بعيد الأكثر ضعفا في مواجهتها".

وأضاف "على الجانب الإيجابي فإننا نتعلم كيف نتأقلم، فاليوم لدينا فرصة لندرك ما تفعله الحكومات والمجتمعات المحلية لحماية أنفسها في الوقت الذي نشيد فيه أيضا مدنا وحواضر أكثر استدامة".

وقال بان كي مون "إن الحد من الكوارث هو مسؤولية الجميع، ويحتاج إلى المشاركة والاستثمار من جانب الجميع، بما في ذلك المجتمع المدني والشبكات والمهنية بالإضافة إلى السلطات البلدية والحكومات الوطنية"، مشيدا بتلك المدن التي تعزز من مقاومتها ضد الكوارث.

ويأتي الاحتفال هذا العام باليوم الدولي مع إطلاق استراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث لحملة عالمية بعنوان "جعل المدن قادرة على التكيف: مدينتي تستعد"، مع توقيع أكثر من 100 مدينة، تضم أكثر من 100 مليون نسمة، على هذه الإستراتيجية.

وتتضمن الإستراتيجية عشر نقاط أساسية، تهدف إلى جعل المجتمعات أكثر أمانا في حالة وقوع الكوارث بما في ذلك تعزيز نظام الصرف للحد من خطر الفيضانات ووضع نظم إنذار مبكر وتدريب السكان ليكونوا مستعدين في حالة وقوع كارثة.

من ناحيتها دعت مارغريت والستروم، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالحد من الكوارث، قيادات العالم وصناع القرار ورجال الأعمال والمجتمع المدني والمؤسسات المالية الدولية والمانحين إلى الانضمام لعمد العالم والمواطنين لجعل مدنهم أكثر أمانا أمام الكوارث.

وقالت "إن التخطيط للأماكن الحضرية في الوقت الراهن يتطلب بعد نظر واهتماما أكبر بمخاطر الكوارث"، مؤكدة أن بناء مباني غير آمنة في السهول المعرضة للفيضانات أو في خطوط الزلازل يعرض الملايين للخطر.

وبحسب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات) فإن أكثر من مليار شخص يعيشون حاليا في مدن عشوائية مما يجعلهم الأكثر عرضة للمخاطر.

وأضاف البرنامج أنه وبحلول عام 2030 فمن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد وأن 60% من سكان العالم سيعيشون في أماكن حضرية.

وقالت والستروم " ليس بوسعنا إيقاف المدن عن النمو، ولكننا نستطيع أن نخطط بصورة أكثر استدامة، إن هذا لا يعني بالضرورة توفير موارد جديدة ضخمة ولكن يمكننا استخدام الموارد المتوفرة بطريقة مختلفة ومزيد من التنسيق بين كل الأطراف".

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الكوارث هذا العام قد ألحقت أضرارا بمئات المستشفيات والعيادات، مشيرة إلى التهديدات التي تواجهها الخدمات الصحية في المناطق الحضرية والحاجة إلى ضمان استمرار هذه المنشآت في تقديم الخدمات الأساسية خلال حالات الطوارئ.

وقال إريك لاروش، المدير العام المساعد لشؤون العمل الصحي خلال الأزمات "إن المستشفيات والعيادات وغيرها من المنشآت الصحية هي أساس أية استجابة صحية لإنقاذ حياة المصابين عند وقوع كارثة، إلا أننا نرى أنه وعند وقوع الكوارث فإن المنشآت الصحية والعاملين فيها هم أيضا من بين الضحايا".

ولحماية هذه المنشآت، أوصت المنظمة ببنائها في أماكن آمنة وأن تكون مطابقة للمواصفات.

من ناحيتها دعت اليونيسف إلى ضرورة تعزيز الجهود الرامية إلى الحد من الكوارث على الأطفال، الذين يمثلون نحو 60% من المتأثرين بالكوارث سواء من ناحية الوفيات أو الأمراض.

كما أن الكوارث عادة ما تؤثر على التعليم ويمكن أن تتسبب في ضيق نفسي، وحثت المنظمة على ضرورة تعزيز نظام خدمات التعليم وتوعية الناس واستعداد المجتمعات لمقاومة الكوارث وبناء مباني مقاومة للكوارث للحد من مخاطر الكوارث على الأطفال.

تعقد فعاليات ع