منظور عالمي قصص إنسانية

السعودية تؤكد أن المبادرة العربية تمثل فرصة فريدة لاستئناف مسيرة السلام في الشرق الأوسط

السعودية تؤكد أن المبادرة العربية تمثل فرصة فريدة لاستئناف مسيرة السلام في الشرق الأوسط

قال الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن عالم اليوم يمر بمتغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية تزداد سرعتها وتتشعب وتتعقد صلاتها ومؤثراتها، لذا فنحن مطالبون بالتعاون الجاد تحت مظلة الأمم المتحدة لإيجاد مناخات صحية لبناء علاقات سليمة.

وقال وزير الخارجية "إن نظرة عابرة على الأوضاع في الشرق الأوسط تبين لنا مدى دقة وخطورة هذه الأوضاع حيث يستمر الاحتلال الإسرائيلي محولا كامل المنطقة إلى بؤر من التوتر والعنف".

وأضاف الفيصل قائلا "إن السبيل الوحيد لتفادي هذه النتائج الخطيرة يبدأ بتحقيق السلام العربي الإسرائيلي".

وأشار الفيصل إلى أن جميع الجهود السابقة ركزت على خطوات جزئية محدودة لم تقربنا من الهدف المنشود وأن التركيز على المسائل الإجرائية وتجاهل القضايا الأساسية التي تشكل جوهر الصراع والافتقاد إلى جدول زمني ملزم للطرفين جعل من النهج الذي اعتمدته اللجنة الرباعية لإحراز التقدم المأمول ضعيف الجدوى ومحدود النتائج خاصة في ضوء الافتقاد إلى مراقبين محايدين للقيام بمهمة المراقبة والتدقيق في مدى التزام الأطراف لتعهداتها.

وأكد الفيصل أن مبادرة السلام العربية تمثل فرصة فريدة وتاريخية لاستئناف مسيرة السلام بجدية وبما يكفل تحقيق النجاح المطلوب، حيث إنها تتيح لجميع الأطراف التفاوض على أساس واضح ومتوافق مع قرارات الشرعية الدولية.

ورحب وزير الخارجية بدعوة الرئيس الأمريكي لعقد مؤتمر دولي للسلام، لإنهاء الاحتلال والتوصل لحلول تفاوضية لقضايا القدس واللاجئين والحدود وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام جنبا إلى جنب إسرائيل.

وفي الشأن العراقي قال الفيصل "إن استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في العراق ما زال يتسبب في معاناة أليمة وغير إنسانية للشعب العراقي"، مؤكدا على أن المملكة العربية السعودية أكدت دوما على أهمية دعم وحدة العراق والحفاظ على سيادته والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية.

وفي الشأن اللبناني قال الفيصل "إن لبنان يقف اليوم على عتبة استحقاق دستوري حاسم، وإننا نشعر بقلق عميق من جراء استمرار أزمة لبنان السياسية والتي تغذيها تدخلات خارجية لا تريد للبنان الخير بل تريد تحويله إلى ساحة لمختلف الصراعات الإقليمية والدولية"، مشيرا إلى ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.

كما رحب الفيصل بإنشاء محكمة دولية خاصة بشأن اغتيال رئيس الوزراء، رفيق الحريري وبقية الاغتيالات السياسية في لبنان.

وبشأن البرامج النووية وأسلحة الدمار الشامل قال الفيصل "إننا وفي الوقت الذي نؤيد فيه حق جميع الدول في الاستخدام السلمي لأسلحة الدمار الشامل فإننا ندعو إيران وجميع دول الشرق الأوسط إلى الاحترام الكامل والدقيق لالتزاماتها في العهود والمواثيق الدولية، ونأمل أن تتجاوب إيران مع الجهود الدولية الساعية إلى تحقيق نهاية سلمية وسريعة لمشكلة برنامجها النووي".

كما تحدث الفيصل عن الوضع في الصومال حيث دعا إلى بذل كل جهد ممكن في سبيل عودة الوحدة والأمن والتنمية إلى الصومال.

كما رحب الفيصل بقرار مجلس الأمن الخاص بنشر قوات مختلطة دولية وأفريقية في إقليم دارفور للمساهمة في إحلال السلام وإنهاء النزاع.

كما تحدث وزير الخارجية عن الإرهاب وقال إن ظاهرة الإرهاب باتت مصدر خطر على الجميع، مشيرا إلى أن الإرهاب ليس له مبررات مقبولة لكن له جذور ومسببات ينتعش في ظلها ويتغذى من تفاقمها.

وقال الفيصل "إن تحقيق نصر على الإرهاب يتطلب النجاح في تقويض الفكر المتطرف الذي لا يزدهر إلا في مناخات شعور الشعوب باليأس والإحباط من جراء حرمانها من ممارسة حقوقها المشروعة وعدم معالجة قضاياها الملحة"، مؤكدا أنه لا يوجد دين يدعو للإرهاب وأن الأديان كلها تدعو إلى القيم النبيلة ولا يصح تحميلها أوزار بعض الضالين من المنتسبين إليها.

وأكد الفيصل أن كل عام يمر يثبت الحاجة الملحة والدور الحيوي للأمم المتحدة، فمشكلات العالم لا يمكن إيجاد حلول ناجحة لها إلا في إطار متعدد الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة.