منظور عالمي قصص إنسانية

نقص التمويل يجبر برنامج الأغذية العالمي على خفض المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في دارفور

نقص التمويل يجبر برنامج الأغذية العالمي على خفض المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في دارفور

أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أن نقصا حادا في التمويل سيضطره لأول مرة منذ بدء عملياته الطارئة في إقليم دارفور على خفض المساعدات الإنسانية لأكثر من مليون شخص في الإقليم الواقع غرب السودان.

اعتبارا من شهر أيار/مايو، سيخفض برنامج الأغذية الحصص الغذائية اليومية من السلع غير البقولية إلى النصف، وذلك حتى يتمكن من إطالة أمد مخزونه الغذائي لتغطية الحصص الغذائية في شهري تموز/يوليه وآب/أغسطس عندما تزداد الاحتياجات بشكل حاد.

وينتظر ألا يؤثر هذا الخفض في المساعدات الغذائية على برامج تغذية الأطفال والأمهات الذين يعانون من سوء التغذية، بيد أنه سوف يؤثر إلى حد كبير على الوجبات الغذائية لأكثر من مليون شخص من المعوزين والمحتاجين. ويعنى خفض السلع غير البقولية في الحصة الغذائية إلى النصف، أن القيمة الحرارية للحصة الغذائية ستنخفض من 2100 سعرة حرارية (وهو الحد الأدنى اللازم لكل شخص يوميا) إلى 1890 سعرة حرارية فقط.

وقال كارلوس فيولوسو، منسق عمليات الطوارئ ببرنامج الأغذية العالمي في دارفور "إننا نشعر بقلق إزاء الآثار السلبية لهذا الخفض الكبير في الحصة الغذائية على الصحة البدنية والنفسية لآلاف الأشخاص الذين يعانون من الضعف وتجربة الحرب المريرة، ولم ندخر وسعا للحيلولة دون وقوع ذلك التخفيض بما فيه اقتراض السلع ولكن ببساطة لا يتوافر لدينا الآن أي خيار أخر".

وبينما كانت تبرعات البقوليات التي حصل عليها برنامج الأغذية سخية، كان هناك استجابات محدودة للنداءات المتكررة لتوفير السلع غير البقولية مثل الذرة وزيت الخضراوات والسكر والملح.

هذا وقد حصل البرنامج على نحو 275 مليون دولار من إجمالي 468 مليون دولار من أجل إطعام مليوني شخص كل شهر في دارفور في العام الجاري.

ويتوقع أن يتأزم الموقف بشكل أكبر عندما تتفاقم الاحتياجات الغذائية أثناء موسم الأمطار في شهري تموز/يوليه وآب/أغسطس حيث سيزيد عدد الأفراد الذين يحتاجون مساعدات غذائية بواقع نصف مليون شخص، ويمكن أن تزيد أعداد المحتاجين أكثر في حالة استمرار النزاعات وغياب الأمن وشح الأمطار وضعف المحاصيل.

ويعكف برنامج الأغذية على إيصال اكبر كميات ممكنة من الأغذية من ميناء بورت سودان على البحر الأحمر إلى دارفور قبل بدء هطول الأمطار. وقد تعدت إجمالي الشحنات التي وصلت إلى المدن الرئيسية في إقليم دارفور الشهر الماضي 52 ألف طن من الأغذية.

وقد أدى وقوع حالات كثيرة من السرقة في القرى في شهر آذار/مارس الماضي إلى إعاقة عمليات الإغاثة، وبالتالي حصل نحو 1.4 مليون شخص على المساعدات الغذائية في دارفور أي أقل بحوالي 200 ألف شخص مقارنة بالذين حصلوا على المساعدات في شهر شباط/فبراير الماضي (1.6 مليون شخص).

وأضاف فيلوسو أن أهالي دارفور بحاجة للحصول على المساعدات الغذائية حيث لا يتوافر لهم أي خيار آخر لان النزاع في المنطقة أفقدهم المأوى وسبل المعيشة ويجب علينا بذل أقصى جهودنا لنضمن حصولهم على المساعدات الغذائية اللازمة.

وتضم الجهات المانحة التي ساهمت في عمليات الطوارئ التي يقوم بها برنامج الأغذية في دارفور الولايات المتحدة ( 230 مليون دولار) والمفوضية الأوروبية ( 27 مليون دولار) وكندا ( ستة ملايين دولار) والمملكة المتحدة ( أكثر من مليوني دولار) وهولندا ( مليونا دولار) وأستراليا (أكثر من مليون دولار) وألمانيا (928 ألف دولار) والإمارات (790 ألف دولار) وإيطاليا ( 636 ألف دولار) ولوكسمبورغ (460 ألف دولار) وسويسرا (340 ألف دولار) وأندورا (35 ألف دولار) وسلوفانيا (35 ألف دولار) وجهات متعددة الأطراف ( مليونا دولار).