منظور عالمي قصص إنسانية

مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان – "ميلاد جديد" بعد الفوز بجائزة أممية

مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان هو أحد الفائزين بجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لعام 2023

الفوز بجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هو بمثابة ولادة جديدة للمركز 

الدكتور نظام عساف , مدير مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان

ACHRS
مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان هو أحد الفائزين بجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لعام 2023

مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان – "ميلاد جديد" بعد الفوز بجائزة أممية

حقوق الإنسان

من المنتظر أن يقام حفل توزيع جوائز الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان نهاية هذا العام، والذي يصادف لحظة مميزة حيث تحتفل الأمم المتّحدة بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التاريخي في كانون الأول/ديسمبر القادم.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت أسماء الفائزين بالجائزة في تموز/يوليو الماضي، ومن بين الفائزين بالجائزة مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان في الأردن. 

وقال مدير مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان، الدكتور نظام عسّاف في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، إن الفوز بجائزة الأمم المتحدة هو بمثابة "ولادة جديدة للمركز".

وأضاف عساف أن عمل المركز يستند إلى "خمس أولويات زائد واحد"، وهو ما بدأنا الحوار بالسؤال عنه، وكذلك عن طبيعة الأنشطة المختلفة للمركز ومستوى تواصله مع المحيط الدولي والإقليمي؟

Soundcloud

الدكتور نظام عساف: لا شك أن هذه الجائزة وضعت المركز والعاملين فيه والمتعاطفين معه والمتطوعين فيه أمام مرحلة أعلى من المراحل السابقة في التحدي للانخراط في العمل الحقوقي بطريقة أفضل. المركز عمليا بدأ قبل 24 عاما يعني مع نهاية 1999. ومنذ ذلك الحين، ونحن نركز على خمس أولويات زائد واحد. هذه الأولويات هي أولا أولوية الحق في الحياة. وفي هذا المجال، ركز المركز على ضرورة مناهضة عقوبة الإعدام والعمل في منطقتنا- في ظل معرفتنا بالظروف الثقافية والاجتماعية والبيئة المحيطة وموضوع دور الدين وإلى آخره- على تشذيب البنية التشريعية لقوانيننا في الأردن والعالم العربي بحيث يتم بشكل متدرج إلغاء هذه المواد تباعا وصولا إلى اللحظة التي يمكن فيها إلغاء هذه العقوبة، وخصوصا أن هناك 110 دولة حول العالم ألغت هذه العقوبة.

مدير مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان، الدكتور نظام عساف
ACHRS
مدير مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان، الدكتور نظام عساف

ويأتي بعد الحق في الحياة، الحق في التفكير. في هذا المجال، ركز المركز على الحريات الأكاديمية بالجامعات، وركز على موضوع التعليم التحرري في الجامعات. وفي هذا الصدد، استضفنا مؤتمرا حضره أكثر من 100 أستاذ جامعي من 12 دولة عربية. وأقر هذه المؤتمر إعلان عمان للحريات الأكاديمية في الجامعات.

الأولوية الثالثة هي حرية التعبير. في المركز، دربنا 300 إعلامي من 18 دولة عربية على دورهم في تعزيز حقوق الإنسان ونشر ثقافة حقوق الإنسان.

الأولوية الرابعة هي الحق في المشاركة. وفي هذا المجال، ركزنا على موضوع الانتخابات بما في ذلك النظم الانتخابية ومراقبة الانتخابات والإدارة الانتخابية ومشاركة المرأة والشباب في الانتخابات. وشكلنا في 2006 شبكة للانتخابات في العالم العربي. راقبنا 28 انتخابات في مختلف الدول العربية خلال هذه الفترة.

الأولوية الخامسة هي التركيز على حقوق المرأة. تميزنا عن غيرنا بأننا نظمنا 14 دورة، مدة كل دورة 120 ساعة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25-40 عاما حيث تم تمكينهن نظريا ومهاراتيا كي يكن في مراكز صنع القرار في الأحزاب وفي النقابات وفي البلديات وعلى مستوى البرلمانات.

أما الأولوية زائد واحد فهي أننا بدأنا برنامجا للمتدربين الأجانب منذ عام 2004 حيث استضاف المركز حتى الآن 185 متدربا من 31 دولة، 62 في المائة منهم من أوروبا والبقية من أميركا وأفريقيا وآسيا. وهناك حوالي 20 طالبا أردنيا استضفناهم ضمن هذا البرنامج.

أخبار الأمم المتحدة: هناك الكثير من البرامج التي يقوم بها المركز سواء في الأردن أو في التواصل مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات المشابهة الأخرى في المحيط العربي والدولي، عندما قررتم التقدم بالترشح للفوز بالجائزة، ما هي أبرز البرامج التي سلطتم الضوء عليها؟ 

الدكتور نظام عساف: أريد أن أشير إلى أن المركز له صفة استشارية مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة منذ 2006. ونحن أيضا أعضاء في الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان. ولنا شبكة علاقات تقريبا مع أغلب المراكز والجمعيات الحقوقية المستقلة في العالم العربي. ولهذا عندما رشحنا أنفسنا لهذه الجائزة، بالإضافة إلى تميزنا بالأولويات الخمس زائد، ركزنا على أننا نعمل على مستوى الإقليم. فخمسون في المائة من عملنا في الأردن وخمسون في المائة في العالم العربي. 

بالإضافة إلى هذا فإن 62 في المائة من أنشطتنا التي تعادل حوالي 600 فعالية قمنا بها بشكل متطوع- أي بدون تمويل من أحد. ويقوم بتمويلنا 28 جهة عربية ومحلية ودولية.

الأمر الآخر هو أننا ركزنا على الإنتاج المعرفي حيث أصدرنا حتى الآن 65 ما بين كتاب ومطبوعة وكتيب في مختلف قضايا حقوق الإنسان التي لها علاقة بالأولويات الخمس.

أخبار الأمم المتحدة: هذا مجهود كبير، وهذا المجهود الكبير يبدو أنه يواجه الكثير أيضا من التحديات، فما هي أبرز التحديات التي تواجه عمل المركز؟

الدكتور نظام عساف: مازالت الأنظمة في العالم العربي تتحدث شكلا في موضوع حقوق الإنسان وضرورة تعزيزها، ولكن مازالت تعديلاتها التشريعية وممارساتها دون المستوى المطلوب، وبحاجة لكثير من التعديل في التشريعيات وفي السياسات وفي الممارسات، وحتى في النظرة لمؤسسات حقوق الإنسان. فالكثير من الأنظمة لا تنظر إليها بعين من الراحة. وأتحدث هنا عن المنظمات المستقلة والعملية. ونحن كمركز عمان لحقوق الإنسان، مركز للتفكير في قضايا حقوق الإنسان، وربما هذا ما وفر لنا الحماية لأننا لم ندخل في مجال المُدافعات ومتابعة القضايا. وأعتقد أن هذا من الأسباب التي حصلنا بفضلها على الجائزة لأننا لم نتعرض لهجوم من مؤسسات. 

التحدي الثاني يكمن في كيفية مواجهة مجتمع مصاب بالإحباط بسبب الفقر والفساد والاضطهاد والاستغلال. فهناك من يقول في بعض الأحيان إن حقوق الإنسان رفاهية. وهنا يكمن التحدي في كيفية التأثير فيهم شيئا فشيئا كي نعرفهم بأن هذه الحقوق لنا وأنه يجب عليهم لعب دورهم في تحصيل تلك الحقوق.

أخبار الأمم المتحدة: تحدثتَ عن العديد من التحديات وما تتطلعون إليه في المستقبل فما هي الأدوات التي تتطلعون لأن تتوافر كي يتم تحقيق بعض هذه الأمور أو تذليل بعض هذه العوائق؟

الدكتور نظام عساف: أعتقد إذا تم التأمل في هذه الجائزة من مختلف المعنيين بالأمر، أن يشعر هؤلاء بأن هناك مركز كان أول من حمل اسم حقوق الإنسان في المنطقة. وهنا نبدأ في البحث عن الرابط بين أولوياتنا وعمل منظمات الأمم المتحدة لنبدأ العمل عليه. 

الآن شعورنا بالمسؤولية والتحدي الكبير أن الأمم المتحدة قدرت عملنا وهذا دعم معنوي. هذا الأمر جعلنا نشعر كمن ولد من جديد. الآن ولدنا من جديد، وهذا سندونه بأن الولادة الجديدة للمركز حدثت في 20 تموز/يوليو 2023.