منظور عالمي قصص إنسانية

دعوة أممية لتعزيز دعم اللاجئين والدول التي تستضيفهم في الشرق الأوسط

يحتاج اللاجئون في المنطقة للكثير لكي يتمكنوا من تأمين الأساسيات لعائلاتهم

يجب أن يكون للجميع دور في معالجة أزمة اللجوء والنزوح

UNHCR/Andrew McConnell
يحتاج اللاجئون في المنطقة للكثير لكي يتمكنوا من تأمين الأساسيات لعائلاتهم

دعوة أممية لتعزيز دعم اللاجئين والدول التي تستضيفهم في الشرق الأوسط

المهاجرون واللاجئون

وصل عدد الأشخاص الذين شردهم العنف والحروب وانتهاكات حقوق الإنسان والاضطهاد إلى رقم قياسي يبلغ 108.4 مليون شخص بنهاية العام الماضي. ومع استضافة الدول النامية لغالبية اللاجئين أكدت متحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين الضرورة القصوى لاستمرار الدعم للنازحين واللاجئين والدول التي تستضيفهم. 

تزامنا مع صدور أحدث الإحصاءات السنوية عن أعداد اللاجئين والنازحين قسرا، أجرت أخبار الأمم المتحدة حوار مع رولا أمين مسؤولة الإعلام والاتصال لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

بدأت حوارنا مع رولا أمين بالسؤال عما ورد في تقرير الاتجاهات العالمية لعام 2022 الذي أصدرته المفوضية مسجلا زيادة قياسية في عدد اللاجئين والنازحين قسرا على مستوى العالم.

Soundcloud

أخبار الأمم المتحدة: رقم قياسي جديد للنازحين واللاجئين قسرا في العالم.. كيف تبدو هذه الصورة في منطقة الشرق الاوسط؟ 

رولا أمين: هذا رقم مأساوي. والشرق الأوسط يستضيف ملايين اللاجئين والنازحين داخليا بسبب استمرار النزاعات والحروب والظروف الصعبة الموجودة في بلدان منطقتنا. لدينا أزمة في اليمن، لدينا أزمة في سوريا، هناك أوضاع صعبة في العراق. لبنان يمر بوضع صعب. والدول التي تستضيف اللاجئين الذين يهربون من الحروب والصراعات، أيضا تعاني. معظم اللاجئين الذين تركوا سوريا وعبروا الحدود خلال الاثني عشر عاما الماضية، أكثر من 5.5 مليون منهم موجودون في الدول المجاورة لسوريا، في تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق. وهذا يعني أن الدول التي لديها أصلا مشاكل اقتصادية وتعاني من البطالة والخدمات الأساسية فيها ليست بالنجاعة الكافية كالدول الغنية، استضافت العدد الأكبر من اللاجئين السوريين.

أخبار الأمم المتحدة: وهو ما تحدث عنه التقرير، الدول التي تتحمل العبء الأكبر في استضافة اللاجئين هي الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، ما هي الحلول الأنجح الأمثل في رأيك للتخفيف عن تلك الدول ومشاركة العبء معها؟ 

رولا أمين: الحلول على أصعدة متعددة. هناك أولا ضرورة قصوى لاستمرار الدعم للاجئين والدول التي تستضيفهم في هذه المنطقة. للأسف، مع كل عام يمر على اللجوء والنزوح، الحياة تصبح أصعب للاجئ والنازح وليس أسهل. ولهذا فإن قدرة الدول على تأمين الخدمات الأساسية لهم وعلى مساعدتهم أيضا تتأثر. ولهذا نحن نقول إنه حتى لو كان التمويل بالقدر الذي كان في السنوات الماضية فهو غير كاف، ويجب أن تتم زيادة هذا التمويل حتى يتناسب مع ازدياد الاحتياجات، وازدياد أعداد الناس التي تحتاج للمساعدات الطارئة. عدد السوريين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية يزداد كل عام ووصل إلى 15.3 مليون سوري وهذه أرقام مهولة.

أخبار الأمم المتحدة: وعلى ذكر النزاعات والحروب هناك صراع آخر نراه في السودان ونتج عنه نازحون ولاجئون بمئات الآلاف، كيف ترصدون تأثير هذا النزاع على زيادة أعداد اللاجئين والنازحين قسرا في المنطقة؟

رولا أمين: حتى نهاية عام 2022، كان هناك حوالي 108 ملايين شخص نازح. الآن بعد الأزمة في السودان هذا الرقم وصل إلى حولي 110. لذلك هذه الأزمة يجب أن تنتهي أو يوضع حد لها. ويجب أن يكون هناك التزام دولي للضغط على الأطراف المتحاربة لوقف هذه الحرب الضروس.

أخبار الأمم المتحدة: يرصد التقرير أيضا معدلات عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، كيف تبدو معدلات العودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

رولا أمين: مدة النزوح أو اللجوء أصبحت تطول أكثر وتمتد لسنوات في أحيان كثيرة. وعدد الذين يتمكنون من العودة لديارهم من اللاجئين ليس كبيرا مقارنة بالذين يضطرون للهروب كل عام. العام الماضي ازداد عدد الذين اضطروا للنزوح من بيوتهم بحثا عن الأمن والأمان عبر الحدود، هذا العدد ازداد بالملايين. لكن عدد اللاجئين والنازحين الذين عادوا إلى بيوتهم هو أقل من 400 ألف. لهذا، يجب أن تتم معالجة هذا الأمر ويجب أن يتم تذليل العقبات التي تقف دون عودة اللاجئين إلى ديارهم في الأزمات المختلفة.

أخبار الأمم المتحدة: ما هو حجم التمويل المطلوب كي تستطيع المنظمات الدولية مجاراة هذه الزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين والنازحين في منطقة الشرق الأوسط؟

رولا أمين: هناك حاجة إلى مليارات الدولارات. وفي كل أزمة، هناك خطة تقودها مفوضية اللاجئين، تكون خطة بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات الدولية والمحلية لرصد الاحتياجات والتنسيق والعمل معا لتلبية هذه الاحتياجات، وتلبية احتياجات المجتمعات والدول التي تستضيف اللاجئين. كذلك الأمر فيما يتعلق بالنازحين داخليا والدول التي تعاني من أزمات. ولكن يجب أن نذكر أنه رغم أن الرقم قد يكون كبيرا وبالمليارات، ولكن 110 ملايين لاجئ ونازح هذا رقم كبير جدا. وهم يحتاجون الكثير ليتمكنوا من تأمين الأساسيات لعائلاتهم، وحتى الحد الأدنى من العيش الكريم. وعلى نفس القدر من الأهمية، يجب أن نفسح المجال لأطفالهم للالتحاق بمقاعد الدراسة، وأن يستطيعوا الوصول للمستشفيات والوصول إلى إمكانية العمل، وهو ما يعني أن اللاجئ لن يكون مضطرا للاعتماد على المساعدات الإنسانية. وعندما يتمكن اللاجئ من العمل، فإنه سيساهم في المجتمعات التي تستضيفه. ولهذا يجب أن يكون للجميع دور في معالجة أزمة اللجوء والنزوح.