منظور عالمي قصص إنسانية

سوريا: مبعوث الأمم المتحدة يؤكد ضرورة إيجاد أفق سياسي لحل الصراع بمشاركة الجميع

من الأرشيف: أطفال صغار نزحوا بسبب النزاع في سوريا يقفون أمام أحد الملاجئ.
© WFP
من الأرشيف: أطفال صغار نزحوا بسبب النزاع في سوريا يقفون أمام أحد الملاجئ.

سوريا: مبعوث الأمم المتحدة يؤكد ضرورة إيجاد أفق سياسي لحل الصراع بمشاركة الجميع

السلم والأمن

قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، إن معاناة الشعب السوري تتفاقم بعد 13 عاما من الحرب والصراع، في حين انخفضت مستويات التمويل اللازمة للتعامل مع الأزمة، إلى أدنى مستوياتها.

وفي كلمته أمام مؤتمر بروكسل السنوي الثامن حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، قال السيد بيدرسون إن التعهدات التي يقدمها المانحون أساسية لإحداث تغيير حقيقي في حياة ملايين السوريين، الذين يحتاج ثلثاهم إلى المساعدة. 

وأعرب المبعوث الخاص عن قلقه من أن جميع التوجهات بشأن سوريا تسير في الاتجاه الخاطئ، حيث لا تزال البلاد مجزأة بشكل مأساوي في ظل استمرار الحرب، بالإضافة إلى الآثار المباشرة للحرب في غزة. وأضاف أن الوضع الاقتصادي تردى والاحتياجات الإنسانية ارتفعت إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، ودعا إلى التهدئة الفورية ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد.

وأضاف: "اللاجئون السوريون عالقون بين الضغوط المتزايدة والاستياء في البلدان المضيفة، وانعدام الثقة في أن المخاوف الحقيقية المتعلقة بالحماية وسبل العيش التي يذكرونها بشأن العودة إلى سوريا لم تتم معالجتها بشكل كاف".

وشدد السيد بيدرسون على الحاجة الملحة لإحراز تقدم على المسار السياسي. وأكد أنه لا يمكن لجهة واحدة أن تحدد نتيجة الصراع السوري، لافتا إلى أهمية التعاون بين الأطراف السورية والجهات الدولية.

وأضاف: "على الرغم من أنه لا يمكن التقليل من أهمية وقف التصعيد والمساعدة الإنسانية، فإن استراتيجية الاحتواء والتخفيف لن تؤدي إلى استقرار الوضع الخطير والذي لا يمكن التنبؤ به في سوريا - تماما كما لم يحدث في أي مكان آخر في المنطقة. وهذه بالنسبة لي رسالة أساسية اليوم: لا يمكن ببساطة إدارة الصراعات العميقة والمعقدة أو احتواؤها إلى الأبد – يجب أن يكون هناك أفق سياسي لحل الصراع".

 وقال المبعوث الخاص إن استئناف عمل اللجنة الدستورية يمكن أن يكون نقطة دخول إلى الحل، فضلا عن تدابير بناء الثقة خطوة بخطوة، مضيفا أن هناك "أفكارا ملموسة مطروحة على الطاولة، والدعوة إلى حوار أعمق لا تزال قائمة".

إلا أنه أصر على أن نقاط الدخول هذه لن تكون كافية، وأضاف: "مع التباعد على صعيد الأراضي والمجتمع والهياكل في سوريا، نحتاج إلى استكشاف نهج جديد وشامل. وهذا يحتاج إلى معالجة مجموعة كاملة من القضايا الأساسية، وإشراك جميع أصحاب المصلحة الضروريين لإحراز التقدم".

وقال إن شرائح متنوعة من المجتمع السوري، بما في ذلك النساء والشباب السوريون من جميع أنحاء البلاد، حريصة على المساهمة في التوصل إلى حل شامل. وأضاف: "أعتقد أن أحد التطلعات التي يتقاسمها السوريون واضح: إنهم يريدون عكس الاتجاهات السلبية التي نشهدها، وهم يعلمون أهمية السلام الشامل والعادل والمستدام لتحقيق ذلك. وأعتقد أنه مع البراغماتية والواقعية والصراحة من جميع الأطراف، يجب علينا جميعا إعطاء الأولوية للسعي الثابت للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع، وتحقيق التطلعات المشروعة لجميع السوريين، واستعادة الوحدة والسيادة في سوريا".