منظور عالمي قصص إنسانية

غزة: الأمم المتحدة تحث على السماح باستئناف توصيل المساعدات مع استمرار التهجير القسري من رفح

أب وابنه يقفان في شرفة منزلهما المدمر في حي السلام، برفح، جنوب قطاع غزة.
UN News / Ziad Taleb
أب وابنه يقفان في شرفة منزلهما المدمر في حي السلام، برفح، جنوب قطاع غزة.

غزة: الأمم المتحدة تحث على السماح باستئناف توصيل المساعدات مع استمرار التهجير القسري من رفح

المساعدات الإنسانية

مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة وبدء إفراغ المستشفيات من المرضى والموظفين، ناشدت وكالات الأمم المتحدة وقف إطلاق النار باعتباره "الأمل الوحيد" لتجنب مزيد من إراقة الدماء والصراع ولإعادة إحياء عمليات توصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها.

وفي حديثه للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من رفح، قال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في غزة جورجيوس بتروبولوس اليوم الجمعة إن الوضع الحالي وصل إلى "مستويات طوارئ غير مسبوقة". وأكد أن أوامر الإخلاء الأخيرة التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية أدت إلى التهجير القسري لما لا يقل عن 110 آلاف شخص، وقد نزح العديد منهم بالفعل مرات عدة.

كما حذرت الوكالات الأممية من أن العملية الإنسانية في أنحاء القطاع قد أصيبت بالشلل منذ أن دخلت الدبابات الإسرائيلية إلى معبر رفح الحدودي يوم الاثنين. وقال هاميش يونغ، كبير منسقي الطوارئ لمنظمة اليونيسف في قطاع غزة إن الوضع سيتفاقم "بشكل مستحيل" إذا لم يتم إحياء العمليات الإنسانية خلال الـ 48 ساعة القادمة.

نزوح متجدد 

أظهرت أحدث صور الأونروا من رفح تدفقا مستمرا من الناس الذين يغادرون شرق المدينة بسيارات ودراجات نارية وعربات تجرها الحمير محملة بممتلكاتهم، استجابة لأوامر الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي.

ويبحث معظم النازحين مجددا عن الأمان في خان يونس ودير البلح، إلا أن هذه المناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية اللازمة لدعم المدنيين الذين يحتاجون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، حسبما تؤكد فرق الإغاثة.

كما أن الطرق المؤدية إلى المواصي، حيث صدرت تعليمات لسكان غزة بالانتقال إليها مزدحمة، وفقا للسيد يونغ الموجود في رفح. ووصف يونغ حالة العائلات التي تتدفق نحو هذه المنطقة الساحلية قائلا: "أخبرني الأشخاص الذين تحدثت معهم أنهم مرهقون ومذعورون ويعلمون أن الحياة في المواصي ستكون أصعب. تفتقر العائلات إلى مرافق الصرف الصحي المناسبة ومياه الشرب والمأوى. يقوم الناس بصنع مراحيض مرتجلة عن طريق حفر ثقوب في الأرض حول مجموعات من الخيام. التغوط في العراء آخذ في الارتفاع".

"أخبرني أحد الآباء أنه ليس لديه سوى خيارات سيئة للاختيار من بينها. وبينما كان يخبرني إلى أين هو ذاهب، بدأ في البكاء. ثم بدأ أطفاله في البكاء ثم بدأوا يسألونني عما يجب أن يفعلوه. إنه وضع مأساوي ولا يوجد مكان آمن في غزة للأطفال".

في الوقت نفسه، أفاد برنامج الأغذية العالمي بصعوبة الوصول إلى مستودعه الرئيسي في غزة. وقال ماثيو هولينجورث، المدير القطري المؤقت لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين: "الآلاف من الناس يتنقلون. ولا يزال هناك مخبز واحد فقط يعمل. سوف تكفي إمدادات الغذاء والوقود في غزة لمدة تتراوح بين يوم واحد وثلاثة أيام فقط. ومن دونها ستتوقف عملياتنا".

وضع المستشفيات الحرج

من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة من أن التوقعات وخيمة بنفس القدر بالنسبة للمنشآت الطبية المتبقية في القطاع، وقالت إنه "بدون وقود، سينهار النظام الصحي بأكمله".

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس، إن المنظمة اضطرت إلى تعليق بعثاتها لتوصيل الوقود إلى الشمال لتتمكن المستشفيات الموجودة في الجنوب من الاستمرار في العمل.

وأضافت: "كل الأشياء التي يقوم بها المستشفى، وجميع العلاجات المنقذة للحياة لم يعد من الممكن القيام بها، حتى لو تمكنت من إنقاذ شخص ما من الموت، وقمت بإجراء عملية جراحية له، ووضعته على جهاز التنفس الصناعي، سيتوقف الجهاز وسينقطع نفسه".

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إنه من المقرر أن ينفد الوقود من المرافق الصحية التالية، خلال الـ 24 ساعة القادمة:

• خمسة مستشفيات تديرها وزارة الصحة.

• 28 سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ووزارة الصحة.

• 17 مركزا للرعاية الصحية الأولية تديرها الأونروا وشركاء آخرون.

• خمسة مستشفيات ميدانية.

• 10 عيادات متنقلة تقدم خدمات التحصين ورعاية الصدمات وسوء التغذية و23 منشأة طبية في المواصي.

هذا وقد حذرت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل من أن الخدمات المقدمة للأطفال الخدج قد تتوقف ما لم تصل إمدادات الوقود إلى غزة، وأضافت: "نحن بحاجة إلى الوقود لنقل الإمدادات المنقذة للحياة - الأدوية وعلاجات سوء التغذية والخيام وأنابيب المياه - وكذلك الموظفين للوصول إلى الأطفال والأسر المحتاجة".

ووفقا لليونيسف، يولد حوالي 80 طفلا في المستشفى الإماراتي كل يوم. وأكد السيد يونغ المسؤول باليونيسف أن المستشفى "لا يمكن أن يعمل" بدون وقود، مضيفا أنه لا توجد خيارات للولادة الآمنة للنساء الحوامل. 

وقال: "كما رأينا في أجزاء أخرى من غزة خلال الأشهر السبعة الماضية، عندما ينفد الوقود من المستشفيات، تتوقف المعدات المنقذة للحياة مثل أجهزة التنفس الصناعي والحاضنات عن العمل".