منظور عالمي قصص إنسانية

دعوات أممية لحماية عمليات الإغاثة ووقف الحرب في غزة

طفلة تحمل أخاها في ملجئ في غزة
© UNRWA
طفلة تحمل أخاها في ملجئ في غزة

دعوات أممية لحماية عمليات الإغاثة ووقف الحرب في غزة

المساعدات الإنسانية

شدد كبير مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة على ضرورة حماية عمليات الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها في غزة، وسط تقارير تفيد بمقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين أثناء انتظار المساعدات في مدينة غزة.

ووفقا لتقارير إخبارية، فقد قتل ستة فلسطينيين وأصيب 83 آخرون بينما كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات إلى الدوار الكويتي. وجاء هذا التطور بعد أن أدان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس يوم أمس الأربعاء قصف مستودع ومركز لتوزيع المواد الغذائية في جنوب رفح، والذي أدى إلى مقتل موظف واحد على الأقل في الأونروا وإصابة 22 آخرين.

ووصف السيد غريفيثس - الذي يشغل أيضا منصب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ - الأنباء عن قصف منشأة الأونروا بأنها "مدمرة لزملائنا في غزة الذين تكبدوا الكثير من الخسائر بالفعل، وللأسر التي كانوا يحاولون مساعدتها". وتساءل في منشور له على منصة إكس: "كيف يمكننا الحفاظ على عمليات الإغاثة عندما تكون فرقنا وإمداداتنا معرضة للتهديد باستمرار؟ يجب حمايتهم. هذه الحرب يجب أن تتوقف".

الهجوم على مستودع للأونروا

وفي بيان صحفي، قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني إن المستودع الذي تعرض لهجوم إسرائيلي يقع في شرق رفح، وكان أحد نقاط التوزيع "القليلة جدا المتبقية" التابعة للوكالة. وقال: "الإمدادات الغذائية تنفد، والجوع منتشر، ويتحول في بعض المناطق إلى مجاعة"، مؤكدا أنه تمت مشاركة إحداثيات المنشأة مع جميع أطراف الحرب.

وأظهرت صور مؤثرة من المستودع صندوق إمدادات ملطخ بالدماء بالقرب من مدخل المنشأة، إلا أن الأضرار التي لحقت بالإمدادات كانت طفيفة وما زالت توزع، وفقا للأونروا.

"خطة كارثية"

هذا وقد حذرت وكالة الأونروا أيضا من أن الخطط الإسرائيلية المزعومة لنقل 1.4 مليون فلسطيني من مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع إلى مخيمات أو ما يسمى بـ "الجزر الإنسانية" في الشمال ستكون "كارثية".

ويأتي هذا الاقتراح وسط مخاوف عميقة مستمرة أعرب عنها المجتمع الدولي بشأن الغزو الإسرائيلي الوشيك للمدينة، بعد خمسة أشهر من بدء القصف المكثف على غزة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني - في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس داخل إسرائيل والتي خلفت حوالي 1,200 قتيل في إسرائيل.

وقالت مديرة الاتصالات في وكالة الأونروا جولييت توما: "إلى أين سيتم إجلاء الناس؟ لا يوجد مكان آمن في جميع أنحاء قطاع غزة، فالشمال مدمر ومليء بالذخائر غير المنفجرة، وهو غير صالح للعيش إلى حد كبير. لقد طفح الكيل. أي تصعيد آخر سيكون مروعا تماما".

قُتل ما لا يقل عن 165 من موظفي الأونروا في غزة منذ 7 تشرين الأول /أكتوبر، بما في ذلك أثناء أداء واجبهم. وقالت الوكالة إن أكثر من 150 من مرافقها تعرضت للقصف، من بينها العديد من المدارس.

خطة المساعدات البحرية

وفي خبر متصل، ظلت سفينة تابعة لمنظمة غير حكومية راسية قبالة سواحل غزة، اليوم الخميس، بعد أن أبحرت من جنوب قبرص يوم الثلاثاء على طول ممر بحري إنساني جديد.

وهذه المبادرة عبارة عن مهمة مشتركة تضم منظمة المطبخ المركزي العالمي (World Central Kitchen) الشريكة للأمم المتحدة، ومؤسسة الأذرع المفتوحة (Open Arms) الخيرية للبحث والإنقاذ، وذلك بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية والمجتمع الدولي. والهدف هو توصيل 200 طن من إمدادات الإغاثة إلى شمال غزة بمجرد بناء رصيف بحري جنوب مدينة غزة. وتتضمن خطة منفصلة يشارك فيها الجيش الأمريكي توصيل مليوني وجبة يوميا عبر البحر إلى القطاع من خلال هيكل عائم مؤقت لم يتم إنشاؤه بعد.

وعلى الرغم من الترحيب بسبل إيصال المساعدات الجديدة عن طريق البحر وعمليات الإنزال الجوي، إلا أن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أكدت مرارا وتكرارا على أنها ليست بديلا عن الإمدادات المنقولة برا. وحذرت من أن المجاعة وشيكة في غزة، لا سيما في شمال القطاع حيث كانت قوافل المساعدات متقطعة في أحسن الأحوال، وسط قتال وقصف المستمر، ورفض الوصول المتكرر وانهيار النظام العام.