منظور عالمي قصص إنسانية

في قطاع غزة احتياجات متزايدة للاجئي فلسطين في ظل تراجع موارد الأونروا

فلسطين،26 عاما، تحمل طفلها. هي أم تعيل وحدها سبعة أطفال. كانت حاملا في شهرها الثامن عندما تم تدمير منزلها وفرت حافية القدمين مع أسرتها الفتية إلى مركز الأونروا في تموز / يوليو 2015. الصورة: صورة الأمم المتحدة / الأونروا / شريف سرحان
فلسطين،26 عاما، تحمل طفلها. هي أم تعيل وحدها سبعة أطفال. كانت حاملا في شهرها الثامن عندما تم تدمير منزلها وفرت حافية القدمين مع أسرتها الفتية إلى مركز الأونروا في تموز / يوليو 2015. الصورة: صورة الأمم المتحدة / الأونروا / شريف سرحان

في قطاع غزة احتياجات متزايدة للاجئي فلسطين في ظل تراجع موارد الأونروا

المساعدات الإنسانية

تقدم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأنروا) المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وبنظرة سريعة على الأرقام يمكن للقارئ أن يدرك إلى أي حد يعتمد اللاجئون الفلسطينيون على خدمات الأونروا، ففي التعليم على سبيل المثال تدير الوكالة نحو 700 مدرسة لخدمة حوالي 525 ألف تلميذ من اللاجئين.

الولايات المتحدة، أكبر المساهمين في ميزانية الأونروا، أعلنت تقديم 60 مليون دولار للوكالة خلال عام 2018، فيما قدرت مساهمتها المالية للوكالة في العام الماضي بـ350 مليون دولار.

أطلقت الأونروا حملة تمويل عالمية لحماية حقوق لاجئي فلسطين وصون كرامتهم بعنوان ""الكرامة لا تقدر بثمن" تهدف إلى جمع 500 مليون دولار أمريكي، كما أطلقت نداء آخر دعت فيه إلى توفير 800 مليون دولار لبرامجها الطارئة في سوريا والأرض الفلسطينية المحتلة.

من غزة... نتعرف من خلال تقرير مراسلنا حازم بعلوشة على أم محمد، وهي واحدة من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يستفيدون من خدمات الأونروا، ورغم الظروف القاسية، كانوا يتمسكون بالأمل في غد أفضل إلا أن الأزمة المالية الحالية تمثل شبحا قد يلتهم ما تبقى من حلمهم المشروع.

استمع إلى تقرير مراسلنا في غزة حازم بعلوشة

"لدى سبعة أبناء، من بينهم أربعة مرضى، وزوجي أيضا مريض. أن، الحمد الله، مريضة قلب، نعاني في هذه الدنيا. مثل كل لاجئ، نحتاج إلى مساعدات، بيتنا صغير، ووضعنا سيء للغاية. لدى أبناء طلاب في الجامعة، ولكنهم غير منتظمين بها الآن، لأنني لا أستطيع دفع الرسوم. بعد تقليص المساعدات التي نتلقاها من الأونروا. "

سهام الكحلوت لاجئة فلسطينية وأم لسبعة أبناء، تعيش في مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة، تتحدث عن صعوبة الحال بالنسبة لها ولسكان قطاع غزة، الذين يعانون من الحصار وارتفاع معدلات البطالة ونقص الأمن الغذائي.

تقطن العائلة في منزل صغير مسقوف بالاسبست، مكون من ثلاث غرف صغيرة ومطبخ ودورة مياه، لا تتجاوز مساحته الـ 100 متر. أربعة من أبنائها يعانون من أمراض وراثية مزمنة بالإضافة إلى مرض زوجها.

"الوضع صعب جدا، ولكن الحمد لله، أعاني لأن أولادي وزوجي مرضى. أخذنا المؤن من الأونروا في البداية لأن رب الأسرة مريض وأربعة من أبنائي مصابون بنفس المرض، زاد الوضع سوءا عندما مرضت أنا أيضا."

تتلقى العائلة معونات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" منذ سنوات طويلة، إلا أن تلك المعونات لم تبق على حالها بسبب محدودية موارد الأونروا المالية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في قطاع غزة.

"الأنروا مهمة جدا، ولكن قبل شهر انقطعت عنا مؤونة الطحين، كنت أشتري الطحين كل يوم بـ 5 شيكل، ولكن أحيانا لا يوجد معي أي نقود فيبقى أولادي جوعى إلى اليوم التالي، منتظرين فرج الله. أحياناً لا يوجد لدينا مصدر للدخل."

وتقدم الأونروا خدماتها في مجالات التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.

ماتياس شمالى مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة يتحدث عن صعوبة الحال الذي يواجه السكان في قطاع غزة نتيجة الحصار ويقول:

"هذا عار جماعي على المجتمع الدولي، أننا في مكان مثل غزة يجب أن نوفر الطعام لحوالي مليون شخص بشكل ربع سنوي. السبب الرئيسي لذلك هو الحصار، أحد الحلول للتحرك قدما يتمثل في رفع الحصار، وتوفير الفرص للناس من أجل إيجاد عمل لتحسين حياتهم. الزملاء المعنيون بتقديم الخدمات الاجتماعية يفيدون بأن معدل الفقر بين اللاجئين الذين نخدمهم في غزة الذين يبلغ عددهم مليونا وثلاثمئة ألف شخص، قد ارتفع خلال العامين الماضيين بنسبة 15% ليصل إلى 77%. معنى ذلك أن 77 % من اللاجئين يعيشون تحت مستوى خط الفقر. نسبة البطالة بين الشباب في قطاع غزة تبلغ 64% بما يشمل اللاجئين."

سهام الكحلوت وغيرها من اللاجئين يطالبون الأونروا بتقديم كل ما لديهم للمساعدة، إلا أن محدودية التمويل تجعل من تقديم الخدمة أكثر صعوبة.

"أعتقد انه من الصحيح القول إن الحاجة، هنا في قطاع غزة على وجه الخصوص، مرتفعة للغاية، بسبب زيادة مستويات الفقر والبطالة. نوفر 13 ألف وظيفة دائمة، ولكن هذا لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من فرص العمل التي يحتاجها الناس. لا تستطيع الاونروا تلبية كل الاحتياجات. دائما هناك حاجة إلى فعل المزيد ولكننا مقيدون بالموارد المتاحة لنا، لذا فإن أي تقليص نقوم به، يرتبط بالموارد المالية. النقطة الثانية التي يتحدث عنها البعض هي جودة الخدمات التي نقدمها، وهذا مجال يجب أن نعمل على تحسينه. الناس يشتكون من عدم فعل ما يكفي في مدارسنا لجعلها أكثر أمنا وخالية من العنف ومكانا أفضل لتعلم التلاميذ. ما أريد قوله إن القضية لا تتعلق فقط بكم الخدمات التي نقدمها، ولكننا ايضاً منظمة كبيرة، أنشئت منذ مدة طويلة، لذا قد تصبح بعض الأمور بيروقراطية أو تقليدية. لذا عندما يثير الناس تساؤلات حول عمل الأونروا، فهم على حق أن يدفعونا لتحسين عملنا."

يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة، ضغوطاً متزايدة، تجعل من القدرة على تحمل مشاق الحياة أمراً صعباً، في ظل استمرار الإغلاق والانقسام السياسي الفلسطيني الداخلي، ليصبح التقرير الدولي الذي حذر من أن غزة لن تصبح ملائمة للحياة بحلول عام 2020 أمراً واقعياً الآن.