منظور عالمي قصص إنسانية

بعد 100 يوم من الحرب والتهجير في غزة، الأونروا تدعو لاستعادة قيمة الحياة البشرية

أب يحمل طفليه أثناء فرارهم من غارة جوية على مدينة رفح في قطاع غزة.
© UNICEF/Eyad El Baba
أب يحمل طفليه أثناء فرارهم من غارة جوية على مدينة رفح في قطاع غزة.

بعد 100 يوم من الحرب والتهجير في غزة، الأونروا تدعو لاستعادة قيمة الحياة البشرية

السلم والأمن

قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن 100 يوم من الحرب المدمرة في غزة مروا على سكانها "وكأنها 100 عام"، مؤكداً على أن "جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، والخسارة، والحزن تلطخ إنسانيتنا المشتركة".

جاء ذلك في بيان صدر اليوم الأحد قال فيه إنه وعلى الرغم من النداءات المتكررة، فلا يزال وقف إطلاق النار الإنساني غير ساري المفعول "لوقف قتل الناس في غزة وتمكين التسليم الآمن للغذاء، والدواء، والماء، والمأوى"، فيما أدى فصل الشتاء لمفاقمة تدهور ظروف الحياة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في العراء.

وقال السيد لازاريني إن الحرب التي بدأت في أعقاب الهجمات المروعة التي نفذتها حماس وجماعات أخرى تسببت بمحنة وقلق بالنسبة للرهائن الإسرائيليين وعائلاتهم، وأثرت على جميع سكان القطاع البالغ عددهم مليوني شخص، وقصف فيها المدنيون والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك منشآت الأونروا والمستشفيات، في "ازدراء" منتظم للقانون للإنساني الدولي. 

وأكد المفوض العام أن القصف المستمر في جميع أنحاء قطاع غزة أدى إلى "أكبر تهجير للشعب الفلسطيني منذ عام 1948" حيث أصبحت ملاجئ الأونروا مكتظة بالنازحين الذين يفتقرون إلى كل شيء، من الطعام إلى النظافة إلى الخصوصية، وهم يعيشون في ظروف غير إنسانية فيما تنتشر الأمراض وتقترب المجاعة بشكل سريع. 

وأضاف: "إن محنة الأطفال في غزة مأساوية بشكل خاص. عانى جيل كامل من الأطفال من الصدمة وسيحتاج لسنوات حتى يتعافى. تعرض الآلاف للقتل، والتشويه واليتم. كما حرم مئات الآلاف من التعليم. إن مستقبلهم في خطر، مع عواقب بعيدة المدى وطويلة الأمد." 

وشدد السيد لازاريني على أن الأزمة في غزة هي كارثة من صنع الإنسان "وقد تفاقمت بسبب اللغة اللاإنسانية وكذلك استخدام الغذاء والماء والوقود كأدوات للحرب". وقال إن العملية الإنسانية في القطاع هي من بين أكثر العمليات تعقيدا وتحديا في العالم وسط "عدد لا يحصى من العقبات التي تحول دون التوزيع الآمن والمنظم للمساعدات". وقال إن المساعدات الإنسانية وحدها لن تكون كافية "لعكس المجاعة التي تلوح في الأفق". 

وقال: "قتل العاملون في مجال الإغاثة، بمن فيهم 146 من زميلاتي وزملائي في الأونروا، جنبا إلى جنب مع الأطباء والصحفيين والأطفال - ولم يسلم أحد. تم هدم أحياء سكنية بأكملها وأماكن عبادة ومبان تاريخية، مما أدى إلى القضاء على قرون من التاريخ والحضارة وذكريات الناس". 

وشدد المفوض العام على ضرورة توفير الحماية للمدنيين وقال: "لقد حان الوقت لاستعادة قيمة الحياة البشرية".