منظور عالمي قصص إنسانية

مليار شخص يفتقرون إلى مرافق صحية مزودة بإمدادات كهربائية موثوقة

الخدمات الصحية، مثل رعاية الأطفال حديثي الولادة مهددة بسبب نقص الوقود وإمدادات الكهرباء في لبنان.
© UNICEF Lebanon
الخدمات الصحية، مثل رعاية الأطفال حديثي الولادة مهددة بسبب نقص الوقود وإمدادات الكهرباء في لبنان.

مليار شخص يفتقرون إلى مرافق صحية مزودة بإمدادات كهربائية موثوقة

الصحة

يتلقى نحو مليار شخص في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأدنى- أي شخص واحد من بين كل 8 من سكان العالم - خدمات في مرافق صحية تفتقر إلى إمدادات كهربائية موثوقة. هذا ما أفاد به تقرير جديد صدر اليوم السبت عن منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) و منظمة الطاقة المستدامة للجميع.

يعد الحصول على الكهرباء أمرا بالغ الأهمية لتوفير رعاية صحية جيدة، من ولادة الأطفال إلى إدارة حالات الطوارئ مثل النوبات القلبية، أو تقديم التحصين المنقذ للحياة.

ويشير التقرير إلى أنه بدون كهرباء موثوقة في جميع مرافق الرعاية الصحية، لا يمكن الوصول إلى التغطية الصحية الشاملة.

تعميم الكهرباء في مرافق الرعاية الصحية ينقذ الأرواح

يقدم التقرير المشترك الذي حمل عنوان "تنشيط الصحة: تسريع الوصول إلى الكهرباء في مرافق الرعاية الصحية" أحدث البيانات حول كهربة مرافق الرعاية الصحية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. كما أنه يقدم تصورا حول الاستثمارات المطلوبة لتعميم الكهرباء بصورة كافية وموثوقة في مجال الرعاية الصحية.

وقالت الدكتورة ماريا نيرا، المديرة العامة المساعدة المعنية بشؤون السكان الأكثر صحة في منظمة الصحة العالمية "الحصول على الكهرباء في مرافق الرعاية الصحية يمكن أن يحدث فرقا بين الحياة والموت. الاستثمار في طاقة موثوقة ونظيفة ومستدامة لمرافق الرعاية الصحية ليس فقط أمرا حاسما للتأهب للجوائح، بل هو ضروري أيضا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، فضلا عن زيادة المرونة والتكيف مع المناخ".

وأكد التقرير على الحاجة للكهرباء لتشغيل معظم الأجهزة الأساسية - من المصابيح ومعدات الاتصالات إلى التبريد، أو الأجهزة التي تقيس العلامات الحيوية مثل ضربات القلب وضغط الدم - وهي ضرورية لكل من الإجراءات الروتينية والطوارئ.

عندما تتمكن مرافق الرعاية الصحية من الوصول إلى مصادر موثوقة للطاقة، يمكن تشغيل المعدات الطبية الحيوية وتعقيمها، ويمكن للعيادات الحفاظ على اللقاحات المنقذة للحياة، ويمكن للعاملين الصحيين إجراء العمليات الجراحية الأساسية أو ولادة الأطفال كما هو مخطط لها.

ولكن برغم ذلك، يفتقر أكثر من مرفق صحي واحد من بين كل 10 في جنوب آسيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء إلى أي إمكانية للوصول إلى الكهرباء على الإطلاق، بينما لا تتوفر الكهرباء الموثوقة لنصف المرافق في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفقا للتقرير.

على الرغم من إحراز تقدم في السنوات الأخيرة في كهربة مرافق الرعاية الصحية، فإن ما يقرب من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يتلقون خدماتهم في مرافق صحية لا تتوفر فيها إمدادات كهربائية موثوقة، أو بدون كهرباء على الإطلاق.

وللتوضيح فإن هذا العدد يعادل جميع سكان الولايات المتحدة وإندونيسيا وباكستان وألمانيا مجتمعة.

 

الألواح الشمسية في مركز للصحة الأولية في ولاية أندرا براديش، الهند.
© UNICEF/Harikrishna Katragadda

 

تفاوتات صارخة

كما أشار التقرير إلى التفاوتات الصارخة في الحصول على الكهرباء داخل البلدان، إذ تقل احتمالية حصول مراكز الرعاية الصحية الأولية والمرافق الصحية الريفية على الكهرباء بشكل كبير مقارنة بالمستشفيات والمرافق الموجودة في المناطق الحضرية.

يعد فهم هذه الفوارق أمرا أساسيا لتحديد الأماكن التي تشتد الحاجة فيها إلى الإجراءات، ولإعطاء الأولوية لتخصيص الموارد حيث تنقذ الأرواح.

الصحة حق من حقوق الإنسان ومنفعة عامة

ويشير التقرير إلى أن الوصول إلى الكهرباء هو عامل تمكين رئيسي للتغطية الصحية الشاملة، وبالتالي يجب اعتبار تعميم الكهرباء في مرافق الرعاية الصحية أولوية قصوى للتنمية تتطلب دعما واستثمارات أكبر من الحكومات، وشركاء التنمية، ومنظمات التمويل، والتنمية.

وفقا لتحليل البنك الدولي المتضمن في التقرير، فإن ما يقرب من ثلثي مرافق الرعاية الصحية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل- أي نحو 64 في المائة- تتطلب شكلا من أشكال التدخل العاجل على سبيل المثال، إما توصيل كهرباء جديد أو نسخة احتياطية من نظام الطاقة - وهناك حاجة ماسة لحوالي 4.9 مليار دولار لجعلها تصل إلى الحد الأدنى من مستوى الكهرباء.

لا حاجة "لانتظار الشبكة الكهربائية"

حلول الطاقة المستدامة اللامركزية، على سبيل المثال القائمة على أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ليست فعالة فقط من حيث التكلفة ومراعاتها للبيئة، ولكنها أيضا قابلة للنشر بسرعة في الموقع، دون الحاجة إلى انتظار وصول الشبكة المركزية.

الحلول متاحة بسهولة، وسيكون تأثيرها على الصحة العامة هائلا. بالإضافة إلى ذلك، تتأثر أنظمة ومرافق الرعاية الصحية بشكل متزايد بالتأثيرات المتسارعة لتغير المناخ.

وأشار التقرير إلى أن بناء أنظمة رعاية صحية قادرة على التكيف مع المناخ يعني بناء مرافق وخدمات يمكنها مواجهة تحديات تغير المناخ، مثل الظواهر الجوية المتطرفة، مع تحسين الاستدامة البيئية.