منظور عالمي قصص إنسانية

كبار الاقتصاديين يدعون إلى إعادة توجيه الاستثمارات بشكل جذري لتركز على الرعاية الصحية

امرأة مسنة تتلقى لقاحا ضد فيروس كورونا كوفيد-19 في مستشفى في كاتماندو، نيبال.
© WHO/Blink Media/Uma Bista
امرأة مسنة تتلقى لقاحا ضد فيروس كورونا كوفيد-19 في مستشفى في كاتماندو، نيبال.

كبار الاقتصاديين يدعون إلى إعادة توجيه الاستثمارات بشكل جذري لتركز على الرعاية الصحية

الصحة

تطالب منظمة الصحة العالمية الجميع باستثمارات طموحة في الإنفاق على الرعاية الصحية، وإعادة صياغتها كاستثمار طويل الأجل وليس تكلفة قصيرة الأجل.

يشير الموجز الجديد للمجلس الاقتصادي لمنظمة الصحة العالمية، "تمويل الصحة للجميع"، الذي صدر يوم الثلاثاء، إلى ثلاثة إجراءات رئيسية: إنشاء حيز مالي، واستثمارات مباشرة، وإدارة التمويل العام والخاص.
فيما يتعلق بالإنفاق العام، يقول الخبراء إن تخفيف القيود التي تفرضها الافتراضات الاقتصادية القديمة وعكس الإصلاحات التي تؤدي إلى تخفيضات كبيرة في الرعاية الصحية، سيسمح بزيادة الإنفاق بشكل كبير.


وبحسب الموجز، يجب أن تصبح الاستثمارات لضمان المساواة في الحصول على الرعاية الصحية للجميع الهدف الأساسي للنشاط الاقتصادي. يجب أن تعمل القيادة العامة على خلق سياسات تنظيمية وضريبية وصناعية إيجابية، وتعزيز الاستثمار في هذا المجال.


أخيرا، يجب أن تتم إدارة التمويل العام والخاص من خلال تنظيم أكبر للأسواق الصحية الخاصة عبر تدابير تعمل على تحسين النتائج على الصعيد العالمي وعلى أساس عادل.


عدم المساواة


سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على التفاوتات الكبيرة والمتنامية في جميع أنحاء العالم في الوصول إلى الرعاية الصحية.


لكل 100 شخص في البلدان مرتفعة الدخل، تم إعطاء 133 جرعة من لقاح كوفيد-19، بينما في البلدان منخفضة الدخل، يبلغ هذا الرقم 4 جرعات فقط لكل 100.


ومع ذلك، وفقا لخبراء منظمة الصحة العالمية، فإن العالم "يواصل اتباع نفس النموذج الاقتصادي الذي لا يغير الهيكل المالي الأساسي ويطبق التفكير القديم على التنمية الاقتصادية".

 

طفل صغير يتم تطعيمه ضد شلل الأطفال في جوبا، جنوب السودان في مارس 2020.
© UNICEF/Helene Sandbu Ryeng
طفل صغير يتم تطعيمه ضد شلل الأطفال في جوبا، جنوب السودان في مارس 2020.

من 29 إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر، في روما، سيجتمع القادة الوطنيون مع وزراء الصحة والمالية في قمة مجموعة العشرين للبلدان الصناعية الرائدة. بالنسبة لخبراء الاقتصاد في منظمة الصحة العالمية، يمثل الاجتماع فرصة سانحة لـ "إعادة توجيه جذرية".


يعتقد المجلس أن هناك حاجة إلى نموذج جديد لتجنب سياسات الاقتصاد الكلي التي تحرك العالم بعيدا عن رؤية الصحة للجميع. 


قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في عرضه الموجز الجديد، إن جائحة كوفيد -19 "أظهرت أن تمويل النظم الصحية يحتاج إلى تغيير جذري لحماية وتعزيز صحة جميع الناس".
بالنسبة له، تقدم الوثيقة "حجة واضحة ومقنعة للحاجة إلى تمويل مستدام لتوجيه تحقيق الصحة للجميع، ولكي تُفهم الاستثمارات على أنها مكاسب طويلة الأجل للتنمية الوطنية والعالمية."
ما وراء التمويل
أشارت البروفيسور ماريانا مازوكاتو، رئيسة المجلس، إلى أن الأنظمة الصحية بشكل عام تعاني من نقص الموارد، لكنها حذرت من أن "المزيد من التمويل ليس الحل الوحيد".
وأوضحت أن "عمل المجلس يشدد على الحاجة إلى إصلاح وإعادة توجيه التمويل بطرق جذرية بحيث يتم تصميم هدف "الصحة للجميع" ضمن الهياكل المالية، والشروط والشراكات بين قطاع الأعمال والدولة".


هدف طموح


تأسس مجلس منظمة الصحة العالمية المعني باقتصاديات الصحة للجميع، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لإعادة التفكير في كيفية قياس قيمة الصحة والرفاهية وإنتاجها وتوزيعها عبر الاقتصادات.


يتألف المجلس من عشرة من أبرز الاقتصاديين والخبراء في العالم، ويعمل في أربعة مجالات. سيتم استخدام موجزات في كل مجال من هذه المجالات، والتقرير النهائي الذي سيصدر في عام 2023، لبناء الزخم نحو تغيير هيكل النشاط الاقتصادي، لصالح تحقيق الهدف الطموح.


أعضاء المجلس هم البروفيسور ماريانا مازوكاتو (الرئيسة)، والبروفيسور سينايت فيسيها، والبروفيسور جياتي غوش، وفانيسا هوانغ، والبروفيسور ستيفاني كيلتون، والبروفيسور إيلونا كيكوش، وزيليا ماريا بروفيتا دا لوز، وكيت راورث، والدكتورة فيرا سونغوي، ودام مارلين وارينغ.