منظور عالمي قصص إنسانية

جان بيير لاكروا يرحب بإطلاق مجموعة الأصدقاء المعنية بتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة ضد حفظة السلام

من الأرشيف: جرحى من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية من المغرب يتم نقلهم لتلقي العلاج بعد تعرضهم للهجوم في كيوانجا، روتشورو شمال كيفو.
MONUSCO
من الأرشيف: جرحى من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية من المغرب يتم نقلهم لتلقي العلاج بعد تعرضهم للهجوم في كيوانجا، روتشورو شمال كيفو.

جان بيير لاكروا يرحب بإطلاق مجموعة الأصدقاء المعنية بتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة ضد حفظة السلام

القانون ومنع الجريمة

قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إن الإفلات من العقاب "لا يزال إلى حد كبير القاعدة" في الجرائم ضد قوات حفظ السلام. ودعا الدول التي تستضيف هذه البعثات إلى تقديم الجناة إلى العدالة وفقاً لالتزاماتها الدولية.

وفي كلمته بمناسبة إطلاق "مجموعة الأصدقاء لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة ضد حفظة السلام"، قال السيد لاكروا إن 1056فردا من العاملين في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قتلوا، وجرح 3080 نتيجة لأعمال كيدية منذ عام 1948، بما في ذلك 29 من حفظة السلام قتلوا هذا العام.

ولا تشمل هذه الأرقام جندي حفظ السلام الأيرلندي الذي قُتل يوم أمس في لبنان، والذي أشاد به وكيل الأمين العام وكرر تعازي الأمين العام لأسرته وكذلك لشعب وحكومة أيرلندا.

وأعرب لاكروا عن أسفه لأن عددا قليلاً جداً من المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد قوات حفظ السلام قد تم تقديمهم إلى العدالة، مضيفاً أن "الإفلات من العقاب لا يزال إلى حد كبير القاعدة".

من الأرشيف: أحد قوات اليونيفيل لحفظ السلام في دورية بجنوب لبنان.
UN/Haidar Fahs
من الأرشيف: أحد قوات اليونيفيل لحفظ السلام في دورية بجنوب لبنان.

تقدم ملحوظ

إلا أنه نوه بالتقدم الملحوظ المحرز منذ عام 2019، حيث أدين ستة وستون شخصاً في جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ولبنان ومالي بقتل جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة.

وقال: "إن محاسبة مرتكبي الجرائم ضد قوات حفظ السلام هي عنصر أساسي في جهود الأمم المتحدة لتحسين سلامة وأمن قوات حفظ السلام."

وأشار وكيل الأمين العام إلى قراري مجلس الأمن 2518 و2589 اللذين اعتمدا مؤخراً، واللذين عززا المساءلة عن الجرائم المرتكبة ضد حفظة السلام.

وشدد على أن المسؤولية الأساسية عن تقديم مرتكبي مثل هذه الأعمال للعدالة تقع على عاتق الدول المضيفة، وأضاف قائلاً: "إن الأمم المتحدة ستستمر في اتخاذ عدد من الإجراءات لمتابعة المساءلة عن هذه الجرائم. ونواصل إعطاء الأولوية لدعمنا لجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي، لأن في هذه البلدان الثلاثة حدثت معظم الوفيات الناجمة عن الأعمال الكيدية منذ 1 كانون الثاني /يناير 2013."

من الأرشيف: نزحت المجتمعات المحلية بعد الهجمات التي شنتها الجماعات الإرهابية المسلحة في غاو، مالي.
MINUSMA/Harandane Dicko
من الأرشيف: نزحت المجتمعات المحلية بعد الهجمات التي شنتها الجماعات الإرهابية المسلحة في غاو، مالي.

تحديات أساسية

على الرغم من هذا التقدم الأخير، أشار لاكروا إلى استمرار وجود تحديات أساسية لضمان المساءلة عن قتل قوات حفظ السلام والجرائم الخطيرة الأخرى المرتكبة ضد أفراد الأمم المتحدة. وقال إن هذه الجرائم غالباً ما تُرتكب في مناطق قد تكون فيها سلطة الدولة محدودة، وفي بعض الحالات، تتفاقم التحديات بسبب غياب الإرادة السياسية لمتابعة هذه القضايا.

وأشار وكيل الأمين العام إلى أنه من الأهمية بمكان أولاً وقبل كل شيء أن تقوم البلدان التي تستضيف مثل هذه العمليات بتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة وفقاً لالتزاماتها الدولية. وأكد أنه لا غنى عن دعم المجتمع الدولي لتحقيق النجاح في هذا المجال، بما في ذلك من خلال الدعم السياسي وكذلك مساعدة البلدان المضيفة من خلال توفير المساعدة التقنية والمادية.

قال لاكروا إن إدارة عمليات السلام ترحب بشدة بالإطلاق الرسمي لـ "مجموعة الأصدقاء لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة ضد حفظة السلام"، وتوقع أنها ستكون آلية رئيسية لتعزيز المساءلة وتسهيل بناء القدرات والمساعدة التقنية لسلطات الدولة المضيفة لبعثات حفظ السلام.