منظور عالمي قصص إنسانية

لبنان: الأمين العام يعرب عن الحزن لمقتل جندي حفظ سلام أيرلندي ويحث على إجراء تحقيق سريع في الحادث ومساءلة المسؤولين عنه

من الأرشيف: الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يتحدث مع رئيس بعثة اليونيفيل الأسبق اللواء ستيفانو ديل كول، خلال زيارة إلى الخط الأزرق في جنوب لبنان.
UN Photo/Eskinder Debebe
من الأرشيف: الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يتحدث مع رئيس بعثة اليونيفيل الأسبق اللواء ستيفانو ديل كول، خلال زيارة إلى الخط الأزرق في جنوب لبنان.

لبنان: الأمين العام يعرب عن الحزن لمقتل جندي حفظ سلام أيرلندي ويحث على إجراء تحقيق سريع في الحادث ومساءلة المسؤولين عنه

السلم والأمن

أعرب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن حزن عميق لوفاة جندي حفظ سلام أيرلندي من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

وبحسب ما جاء على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، اليوم الخميس، فإن جنديا أيرلنديا قد لقى حتفه في حادث وقع في 14 كانون الأول / ديسمبر في العاقبية، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان. وقد أصيب ثلاثة جنود آخرين، من بينهم واحد في حالة حرجة.

وتقدم الأمين العام بتعازيه الحارة لأسرة جندي حفظ السلام الذي توفي ولشعب وحكومة أيرلندا. وتمنى الشفاء التام والسريع للمصابين.

كما حث على "إجراء تحقيق سريع من قبل الجهات المختصة للوقوف على الحقائق المتعلقة بالحادث وضرورة المساءلة."

هذا وأعرب السيد غوتيريش أيضا عن تقديره العميق لجميع الرجال والنساء العاملين مع اليونيفيل، مذكّرا "بأهمية كفالة سلامتهم وأمنهم وحرية تنقل عناصر اليونيفيل."

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة للصحفيين في المقر الدائم أن أحد الجرحى من قوات حفظ السلام خضع لعملية جراحية في مستشفى في صيدا ولا يزال في حالة حرجة مع إصابة شديدة في الرأس.

ويعالج الجنديان الآخران في نفس المستشفى من إصابات طفيفة. كل هؤلاء الجنود جزء من الوحدة الأيرلندية في اليونيفيل.

كما أشار دوجاريك أيضا إلى أن "التحقيق يجري بالتعاون مع الجيش اللبناني".

التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة

Tweet URL

وكانت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وفي تغريدة على موقعها الخاص على تويتر، قد أوضحت صباح اليوم أن "الليلة الماضية قُتل جندي حفظ سلام وأصيب ثلاثة آخرون في حادث وقع في العاقبية، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان".

وتقدّمت بأحر التعازي لأصدقاء وعائلة وزملاء جندي حفظ السلام الذي لقي حتفه، متمنين الشفاء التام والعاجل للمصابين.

"أفكارنا مع سكان المنطقة الذين ربما أصيبوا أو شعروا بالخوف في الحادث."

وأوضحت أنه حتى الآن، "التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة"، مشيرة إلى أنها تنسّق مع الجيش اللبناني، وفتحت تحقيقاً لتحديد ما حدث بالضبط.

من جهتها أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، السيدة يوانا فرونِتسكا، عن حزنها الكبير لوفاة الجندي الإيرلندي التابع لليونيفيل.

وتقدمت في تغريدة صباح اليوم بأحر التعازي إلى عائلته وإلى رئيس بعثة اليونيفيل اللواء أرولدو لازارو وجميع جنود حفظ السلام في جنوب لبنان. كما تمنت للجرحى الشفاء العاجل.

وشددت على أن "إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد وقائع هذه الحادثة المأساوية أمر في بالغ الأهمية".

إيرلندا فقدت جنديا، فقدت شخصا يعمل لصالح لبنان والأمم المتحدة

وفي حديثه للصحفيين عن وفاة أحد جنود حفظ السلام الأيرلنديين، قال وزير الخارجية والدفاع سايمون كوفني، من أمام قاعة مجلس الأمن الدولي: "إنه تذكير لنا جميعا بالتضحيات التي تقدمها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم".

وزير خارجية أيرلندا يتحدث إلى الصحفيين قبل اجتماع مجلس الأمن حول النهج العالمي لمكافحة الإرهاب.
UN Photo/Manuel Elías
وزير خارجية أيرلندا يتحدث إلى الصحفيين قبل اجتماع مجلس الأمن حول النهج العالمي لمكافحة الإرهاب.

وعن الجندي شون روني ذي الـ23 ربيعا الذي قتل في الحادث، قال سايمون كوفني إن "أيرلندا فقدت أحد جنود حفظ السلام، فقدت جنديا، فقدت شخصا كان يعمل لصالح هذا البلد وللأمم المتحدة في حادث وقع في لبنان".

وأضاف سايمون كوفني أن هؤلاء الجنود "أشخاص يضعون أنفسهم كل أسبوع في طريق الأذى لحماية الأشخاص الذين لم يلتقوا بهم قط في كثير من الحالات، سكان ضعفاء في أجزاء من العالم تفككها الصراعات".

تأكيد من لبنان على تعاونه الكامل في التحقيق

وردا على سؤال حول مجريات الحادث، أوضح وزير الخارجية الأيرلندي أنه كانت هناك عربتان مصفحتان قد غادرتا قاعدة اليونيفيل إلى بيروت. كان هناك أربعة أفراد في كل مركبة. انفصلت مركبة منهما لسبب ما عن الأخرى. ثم أحاطت بواحدة منها "ما لا يمكنني وصفه إلا على أنه عصابة كان أفرادها عدوانيين للغاية تجاه السيارة. أطلقت أعيرة نارية، ولسوء الحظ فقد أحد أفرادنا حياته. وشخص آخر أصيب بجروح بالغة وخضع لعملية جراحية طوال الليل وهو الآن في حالة حرجة للغاية."

غير أن المسؤول الأيرلندي رفض الخوض بمزيد من التفاصيل "لأننا نحتاج إلى تحقيق كامل للغاية" موضحا أنه سيكون هناك بشكل أساسي ثلاثة تحقيقات على خلفية هذا الحادث: "ستجري أيرلندا تحقيقها الخاص. ستجري الأمم المتحدة تحقيقا، كما هو الحال بالطبع، هي بحاجة دائما إلى إجراء تحقيق بعد حادث مثل هذا. وبعد ذلك سيكون هناك تحقيق محلي في لبنان أيضا."

وذكر أنه تحدث هذا الصباح إلى وزير الخارجية اللبناني ووزير الدفاع اللبناني، وعن ذلك قال للصحفيين: "لدي تأكيد مطلق (من المسؤولين اللبنانيين) بأننا سنتعاون بشكل كامل في التحقيقات التي ستجرى لضمان فهمنا لما حدث هنا، ولماذا حدث حتى يمكننا اتخاذ الإجراء المناسب."

مجلس الأمن الدولي يندد بالحادث ويدعو للمساءلة

مجلس الأمن يقف دقيقة صمت حدادا على أرواح أفراد حفظ السلام الذين سقطوا، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن بشأن التهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الدوليان من جراء الأعمال الإرهابية. (15-12-2022)
UN Photo/Manuel Elías
مجلس الأمن يقف دقيقة صمت حدادا على أرواح أفراد حفظ السلام الذين سقطوا، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن بشأن التهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الدوليان من جراء الأعمال الإرهابية. (15-12-2022)

وكان مجلس الأمن الدول يف يبداية اجتماعه اليوم تحت بند التهديدات التي تواجه السلم والأمن الدوليين، قد وقف ديقية صمت تكريما لروح الجندي الأيرلندي الذي قضى نحبه يوم أمس الأربعاء. وبعد دقيقة الصمت قال وزير الخارجية الهندي سوبرراهمانيام جيشانكار- الذي ترأس اجتماع المجلس:
"حصلنا على معلومات بشأن مقتل أحد أفراد حفظة السلام الأيرلنديين في لبنان وإصابة أربعة آخرين. نتمنى لهم الشفاء العاجل".

وفي بيان صحفي صادر مساء يوم الخميس بتوقين نيويورك، ندد أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات بالهجوم الذي استهدف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في 14 كانون الأول / ديسمبر في منطقة العاقبية بجنوب لبنان، والذي قتل على إثره جندي من قوات حفظ السلام من أيرلندا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح.

وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن أعمق تعازيهم ومواساتهم لأسر الضحايا، وكذلك لأيرلندا. كما أعربوا عن تعازيهم للأمم المتحدة. وتمنوا الشفاء العاجل والكامل لمن أصيبوا. وأشادوا بجميع حفظة السلام الذين يخاطرون بحياتهم.

ودعوا الحكومة اللبنانية إلى "إجراء تحقيق سريع في هذا الهجوم بدعم من اليونيفيل وتقديم الجناة إلى العدالة وفقاً للقانون اللبناني وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2589 (2021)."

وأشاروا إلى "ضرورة أن تضمن جميع الأطراف سلامة وأمن أفراد اليونيفيل."

 وكرروا دعمهم الكامل لليونيفيل وأعربوا عن تقديرهم العميق للدول المساهمة بقوات في اليونيفيل.