منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تشدد على ضرورة عدم ادّخار أي جهد للحيلولة دون تحوّل أزمة تيغراي إلى أزمة إقليمية

أرشيف: طريق جبلي في تيغراي، إثيوبيا.
UNICEF/Balasundaram
أرشيف: طريق جبلي في تيغراي، إثيوبيا.

الأمم المتحدة تشدد على ضرورة عدم ادّخار أي جهد للحيلولة دون تحوّل أزمة تيغراي إلى أزمة إقليمية

السلم والأمن

تتوقع المنظمات الإنسانية فرار أكثر من 200 ألف شخص من إثيوبيا خلال الأيام والأسابيع المقبلة بسبب القتال في إقليم تيغراي، في الوقت الذي أكدت فيه وكالات الإغاثة على الحاجة لإيجاد مواقع إضافية لإيواء الوافدين مع اكتظاظ المخيمات جنوب شرق السودان.

وقال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، باباكار سيسيه، للصحفيين في نيويورك عبر اتصال هاتفي يوم الخميس إن المجتمعات المضيفة تدعم اللاجئين الإثيوبيين وتقدم لهم الطعام والشراب والأراضي، رغم أن هذه المجتمعات تعاني من الفقر الشديد.

Tweet URL

جاءت تصريحات سيسيه عقب زيارة تفقدية إلى مواقع اللاجئين جنوب شرق السودان استغرقت يومين، أجراها إلى جانب ممثلين من مفوضية شؤون اللاجئين واليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأغذية العالمي، إضافة إلى مسؤولين في الحكومة. وقد شملت الزيارة مخيم حمداييت في ولاية كسلا ومخيم الفشقة في ولاية القضارف.

وقال السيّد سيسيه: "رأينا العائلات والأطفال ينامون في العراء، كان مشهدا يفطر القلب". وأضاف أن المسؤولين استمعوا إلى شهادات من اللاجئين الذين يعانون أحيانا من الصدمة ولم يتوقعوا الرحيل.

ويعمل المنسقون المقيمون وفرق الأمم المتحدة في ثلاثة بلدان، وهي إريتريا والسودان وجيبوتي، معا لمعالجة الوضع على الأرض والتأكيد على أنه لا ينبغي ادّخار أي جهد للحيلولة دون تحوّل ذلك إلى أزمة إقليمية.

 

محنة اللاجئين الفارّين من العنف في إثيوبيا مستمرة

 

ارتفاع في عدد اللاجئين

وبحسب السيّد سيسيه، فإن أول طالبي لجوء إثيوبيين وصلوا إلى السودان في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث عبر نحو 7 آلاف شخص في غضون 24 ساعة. والآن، وصل أكثر من 30 ألف شخص إلى البلاد.

يظل الناس في مراكز الاستقبال للتسجيل، قبل أن يُنقلوا إلى مخيمات اللاجئين. لا يجب أن يبقوا هناك لأكثر من يومين -- باباكر سيسيه

وأضاف قائلا: "يظل الناس في مراكز الاستقبال للتسجيل، قبل أن يُنقلوا إلى مخيمات اللاجئين. لا يجب أن يبقوا هناك لأكثر من يومين، ونحن ملتزمون بمعالجة هذا التحدي العاجل فورا".

وتؤكد الأمم المتحدة على الحاجة لإيجاد مواقع إضافية لإيواء اللاجئين الموجودين في مناطق مكتظة. وتجدر الإشارة إلى أن الطريق من كسلا إلى مخيم أم راكوبة يستغرق 12 ساعة على الأقل، ولا يمكن نقل أكثر من 1,500 شخص يوميا. ودعا المنسق المقيم إلى توفير المزيد من المركبات لنقل اللاجئين.

ويستضيف مخيم أم راكوبة حاليا 4,440 إثيوبي، وعلى استعداد لاستضافة 10 آلاف شخص آخرين، كما يجري العمل على توسيعه لإيواء الأعداد المتزايدة من القادمين من إقليم تيغراي.

وأشار سيسيه إلى إطلاق خطة استجابة تستهدف 200 ألف فرد لمدة ستة أشهر. ويجري إعداد مواد غذائية لدعم 60 ألف شخص لمدة شهر وتسليمها من كسلا في غضون أيام قليلة.

عائلات تصطف للحصول على الماء من بئر بدعم من اليونيسف في إقليم تيغراي.
© UNICEF/Zerihun Sewunet
عائلات تصطف للحصول على الماء من بئر بدعم من اليونيسف في إقليم تيغراي.

2.3 مليون طفل بحاجة للمساعدة

مع فرار الآلاف عبر الحدود إلى السودان، تقدّر اليونيسف أن نحو 12 ألف طفل – بعضهم غير مصحوبين بذويهم – من ضمن اللاجئين في المخيمات ومراكز التسجيل، وهم عرضة للخطر.

وفي بيان، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور: "نعمل مع شركائنا لتقديم الدعم العاجل المنقذ للحياة، بما فيه الخدمات الصحية والتغذية والماء والصرف الصحي والنظافة". وداخل إقليم تيغراي، أدّت القيود المفروضة على الوصول الإنساني، وانقطاع الاتصالات المستمر إلى ترك ما يُقدّر بنحو 2.3 مليون طفل بحاجة إلى المساعدات الإنسانية التي تُعدّ بعيدة عن متناول أيديهم، بحسب اليونيسف.

دعوة للسماح للمنظمات بتوصيل المساعدات

وقال البيان إنه حتى قبل التصعيد الحالي، كان 54 ألف طفل على الأقل يعيشون في مخيماتٍ للاجئين في المنطقة، و36 ألف طفل كان ينزح داخليا بسبب الكوارث الطبيعية والعنف المسلح، وقد تشرّد الآلاف خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقالت فور: "أدعو جميع أطراف النزاع للسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول العاجل ودون عوائق وبشكل مستمر إلى جميع المجتمعات المتضررة من أجل الوصول إلى الأطفال والأسر وتقديم المساعدات المنقذة للحياة".

ودعت أطراف النزاع إلى الامتناع عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق السكنية وحماية البنية التحتية المدنية الأساسية كالمدارس ومرافق الرعاية الصحية ومنشآت المياه والصرف الصحي.