منظور عالمي قصص إنسانية

تسجيل 50 ألف لاجئ إثيوبي في السودان والأمم المتحدة توسع نطاق استجابتها الإنسانية لمساعدتهم

معبر الحدود / مركز استقبال حمداييت، 17 نوفمبر / تشرين الثاني 2020. في الأسبوعين الأولين من النزاع في منطقة تيغراي في إثيوبيا، فرّ أكثر من 30.000 شخص بحثًا عن الأمان عبر الحدود السودانية.
UNFPA/Sufian Abdul-Mouty
معبر الحدود / مركز استقبال حمداييت، 17 نوفمبر / تشرين الثاني 2020. في الأسبوعين الأولين من النزاع في منطقة تيغراي في إثيوبيا، فرّ أكثر من 30.000 شخص بحثًا عن الأمان عبر الحدود السودانية.

تسجيل 50 ألف لاجئ إثيوبي في السودان والأمم المتحدة توسع نطاق استجابتها الإنسانية لمساعدتهم

المساعدات الإنسانية

قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها سجلت، بالتعاون مع السلطات المحلية، ما يقرب من 50 ألف لاجئ إثيوبي عبروا إلى شرق السودان، حيث أفاد بعضهم بالاضطرار إلى الفرار هربا من الجماعات المسلحة للوصول إلى بر الأمان.

وأوضح بابار بالوش، المتحدث باسم المفوضية، خلال حديثه للصحفيين في جنيف، اليوم الجمعة، أن عدد اللاجئين الفارين من الصراع الدائر في إقليم تيغراي بدأ في الانخفاض، منذ 6 ديسمبر / كانون الأول، ليصل إلى أقل من 500 شخص في اليوم.

وقال إن الأشخاص الذين وصلوا مؤخرا إلى السودان، من مناطق بعيدة في إقليم تيغراي، يعانون من الضعف والإنهاك، وقد أفاد البعض منهم بأنهم أمضوا أسبوعين داخل إثيوبيا وهم يحاولون الفرار نحو الحدود السودانية.

روايات مروعة

ونقل المتحدث باسم مفوضية اللاجئين روايات مروعة من الفارين بشأن توقيفهم من قبل الجماعات المسلحة وسرقة ممتلكاتهم، حيث أمضى الكثيرون منهم بعضا من الوقت مختبئين في الحقول وبين الأشجار لتفادي رصدهم من قبل الجماعات المسلحة. لكن بالوش قال إن المفوضية لا يمكنها التحقق من هذه التقارير المقلقة بدون الوصول إلى إثيوبيا.

وقال إن المفوضية لا تزال قلقة للغاية بشأن سلامة وحالة اللاجئين الإريتريين في منطقة تيغراي ممن تقطعت بهم السبل بسبب النزاع ولم يتمكنوا من الوصول إلى الخدمات والإمدادات لأكثر من شهر.

ضرورة السماح بحرية حركة المدنيين

وجدد المتحدث دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول غير المقيد إلى تيغراي من أجل تقديم المساعدة إلى المحتاجين.

وأكد دعوة الأمم المتحدة لجميع الأطراف للسماح بحرية الحركة للمدنيين المتضررين ممن يسعون إلى الحصول على المساعدة والسلامة والأمن داخل إقليم تيغراي أو خارج المناطق المتضررة. وهذا يشمل احترام ودعم الحق في عبور الحدود الدولية بهدف طلب اللجوء.

داخل السودان، يقول بالوش، تعمل المفوضية مع السلطات المحلية والشركاء، وتواصل توسيع نطاق استجابتها الإنسانية لمساعدة اللاجئين الإثيوبيين.

لم شمل العائلات

وأشار بابار بالوش إلى تلقي البرنامج طلبات متزايدة بشأن البحث عن العائلات، بهدف لم شملهم، حيث تم فصل العديد من الأشخاص عن بعضهم البعض في بداية النزاع، أو أثناء الرحلة إلى السودان، ولم يتمكنوا من التواصل مع بعضهم منذ ذلك الحين.

وأكد أن هناك حاجة إلى المزيد من الأدوية، خاصة لمن كانوا يتناولون أدوية لأمراض مزمنة مثل السكري والإيدز والأمراض أخرى.

لاجئة من تيغراي تنتظر في صف مع طفلها لتلقي الطعام في مخيم أم راكوبة للاجئين في السودان.
WFP/Arete/Joost Bastmeijer
لاجئة من تيغراي تنتظر في صف مع طفلها لتلقي الطعام في مخيم أم راكوبة للاجئين في السودان.

 

حاجة إلى الدعم لمنع تفشي كوفيد-19

وأعلنت المفوضية أنها تحتاج إلى الدعم مع شركائها لمنع تفشي مرض كـوفيد-19 بما في ذلك توفير المزيد من محطات غسل اليدين ومستلزمات معدات الوقاية الشخصية وحملات التوعية، حيث لا يزال اللاجئون يعيشون في ظروف وأماكن مزدحمة.

وأعلنت المفوضية وصول أولى الرحلات الخمس المستأجرة الإضافية التي تهدف إلى جلب المزيد من الإمدادات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل إلى السودان، مشيرة إلى عمليات النقل الجوي التي ستجلب الخيام والأغطية ومصابيح الإنارة والناموسيات وغيرها من المساعدات الأخرى. وأكدت المفوضية أنها نقلت عبر الرحلات الجوية، منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، 440 طنا متريا من مواد الإغاثة الإنسانية.

وتواصل المفوضية أيضا نقل اللاجئين بعيدا عن الحدود، حيث تم حتى الآن، نقل حوالي 14 ألف شخص إلى مخيم أم راكوبة للاجئين. وناشدت المفوضية وشركاؤها الحصول على 147 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الأساسية للاجئين ودعم حكومة السودان التي تواصل الترحيب باللاجئين واستضافتهم.

حصص غذائية لأكثر من 48 ألف شخص

وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه يقدم الغذاء والدعم اللوجستي للاجئين الذين يعبرون من تيغراي، بما في ذلك المساعدة في إقامة مخيمات بعيدا عن الحدود، حيث أنشأ البرنامج، حتى الآن، ستة مراكز إمداد لتخزين المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الحيوية الأخرى للاجئين أثناء انتقالهم إلى المخيمات.

وقال طومسون فيري، المتحدث باسم البرنامج، خلال حديثة للصحفيين في جنيف، إن البرنامج سيقوم أيضا بنقل المستجيبين الإنسانيين إلى المخيمات عبر خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي للمساعدة الإنسانية التي يديرها البرنامج.

وقد أرسل البرنامج ما يكفي من الغذاء لإطعام 60 ألف شخص لمدة شهر واحد.
وقال السيد فيري إن البرنامج تمكن من الوصول إلى أكثر من 48 ألف شخص بحصص غذائية شهرية متمثلة في البسكويت عالي الطاقة أو وجبات ساخنة يتم تقديمها بالقرب من الحدود.

عجز مالي

وأكد البرنامج أن تدفق الوافدين الجدد سيؤدي إلى إجهاد قدرته على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الحالية في السودان، حيث يتعامل مع أزمات متعددة في جميع أنحاء البلاد، داعيا المجتمع الدولي والمانحين إلى تكثيف الجهود والتبرع بسخاء لإنقاذ الأرواح خلال هذه الأزمة.

وقال طومسون فيري إن برنامج الأغذية العالمي يواجه عجزا ماليا قدره 153 مليون دولار على مدى الأشهر الستة المقبلة لعملياته لتلبية الاحتياجات الغذائية للفئات الأكثر ضعفا في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك 14.8 مليون دولار لمساعدة اللاجئين الإثيوبيين الجدد، و3.8 مليون دولار لزيادة عدد رحلات خدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي إلى شرق السودان، و750 ألف دولار لإصلاح الطرق حتى يتمكن المستجيبون من الوصول إلى المناطق النائية التي يصل إليها اللاجئون.