منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تستجيب لأعراض قد تتوافق مع التعرض لمواد كيميائية في حلب

رينا غيلاني، نائبة مدير شعبة التنسيق والاستجابة التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، في إحاطتها أمام مجلس الأمن. 29 نوفمبر 2018.
UN Photo/Eskinder Debebe
رينا غيلاني، نائبة مدير شعبة التنسيق والاستجابة التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، في إحاطتها أمام مجلس الأمن. 29 نوفمبر 2018.

منظمة الصحة العالمية تستجيب لأعراض قد تتوافق مع التعرض لمواد كيميائية في حلب

السلم والأمن

تدل التطورات الأخيرة في شمال غرب سوريا، حيث وردت تقارير عن سقوط قذائف هاون تحتوي بعضها على غاز الكلور على أحياء سكنية مكتظة في غرب حلب، على هشاشة الوضع والحاجة الملحة إلى مشاركة جميع الأطراف باستمرار للحفاظ على مكاسب الاتفاق الروسي التركي.

هذا ما أكدت عليه السيدة رينا غيلاني، نائبة مدير شعبة التنسيق والاستجابة التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، في إحاطتها أمام مجلس الأمن صباح اليوم الخميس عن الوضع الإنساني في سوريا.

السيدة غيلاني تحدثت نيابة عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، محذرة من معاناة إنسانية على نطاق واسع قد تحيق بحوالي ثلاثة ملايين شخص، لم يعرفوا شيئا سوى الحرب والمعاناة في السنوات الأخيرة، في شمال غرب سوريا.

يأتي ذلك في سياق تلقي مكتب تنسق الشؤون الإنسانية تقارير عن غارات جوية في محافظة إدلب في 24 و25 نوفمبر/تشرين الثاني، أول غارة جوية من هذا النوع منذ أكثر من شهرين، بحسب السيدة غيلاني التي قالت إن "الأمين العام قد أكد مرارا وتكرار أن أي استخدام مؤكد للأسلحة الكيميائية أمر بغيض وانتهاك واضح وشنيع للقانون الدولي."

من ناحيتها، ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها تلقت تقارير غير مؤكدة، في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، بشأن وصول مرضى إلى المنشآت الصحية في حلب، مصابين بأعراض قد تتوافق مع التعرض لمواد كيميائية.

وفي أعقاب ذلك، فعـّلت المنظمة إجراءات الطوارئ لمساعدة منشآت الصحة العامة في الاستجابة الطبية، ووزعت على الفور الإمدادات التي طلبها المستشفيان والهلال الأحمر العربي السوري.

وأُبلغت المنظمة فيما بعد بأن جميع المرضى خرجوا من المستشفيين، بحلول الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، بعد تلقي العلاج.

ووفق مديرية الصحة في حلب، بلغ عدد المرضى 122. وتساعد منظمة الصحة العالمية سوريا في التحضير لإدارة الحوادث الكيميائية منذ عام 2012.

وبالإشارة إلى مخيم الركبان، حيث تقطعت السبل بعشرات الآلاف من السوريين في ظروف صحراوية قاسية تتفاقم أكثر وأكثر مع ازدياد برودة الشتاء، طالبت المسؤولة الأممية بالوصول المستمر إلى المخيم، وشددت على ضرورة إرسال قافلة أخرى إلى المنطقة بشكل عاجل، كما دعا الأمين العام.

ونقلت السيدة غيلاني، إلى أعضاء المجلس، رغبة معظم الناس داخل المخيم المؤقت في العودة إلى ديارهم. "ولكن الكثيرين يشعرون بالرعب مما قد يحمله لهم المستقبل، سواء كان ذلك في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة أو الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة،" حسبما قالت.

وبالانتقال إلى شمال شرق سوريا، أعربت غيلاني عن انزعاجها إزاء التقارير التي تشير إلى فرض قيود في المنطقة، حيث يواجه نصف عدد الأطفال المسجلين في المدارس الحكومية البالغ عددهم 102 ألف عوائق في الوصول إلى مدارسهم، خاصة في القامشلي والحسكة.

وقالت إن الحافلات التي تحمل أطفالا يذهبون إلى مدارس تدرس المناهج المعتمدة وطنيا تُمنع من عبور نقاط التفتيش. وشددت على أنه في جميع أنحاء سوريا، "يستمر النزاع في إحداث تأثير مدمر على الأطفال، بما في ذلك حصولهم على التعليم".

وأضافت أن نحو 180 ألف معلم أصبحوا غير ملتحقين بالخدمة، بسبب تضرر أو دمار حوالي 40% من المدارس، واستخدام الكثير منها كمأوي للمشردين.